«المغربي»: التعاون العلمي والثقافي مع السودان شهد تطورا كبيرا
الإثنين، 21 نوفمبر 2016 12:06 م
أكد رئيس البعثة التعليمية المصرية بالسودان، الدكتور شريف المغربي، أن التعاون العلمي والثقافي بين القاهرة والخرطوم، شهد نهضة وتطورا كبيرا، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي تحققت فيه العديد من الإنجازات الإيجابية للبعثة على الأراض السودانية.
وقال المغربي، إن البعثات التعليمية المصرية المتعاقبة إلى دولة السودان، لعبت دورا كبيرا في دعم العلاقات الإيجابية بين القاهرة والخرطوم، وساهمت مدارسها بقدر كبير في مجال التعليم بالسودان.
وتابع أن مصر تحملت من خلال بعثتها التعليمية، مسئوليتها التاريخية والجغرافية والحضارية تجاه السودان الشقيق، لإعلاء الثقافة العربية الوطنية، فحرصت على تقديم الخدمات التعليمية المجانية للأخوة السودانيين، عبر المؤسسات التعليمية المصرية، وتبذل في ذلك كل جهدها، باعتبار أن الإنسان هو هدف التنمية وركيزة أساسية للتعاون المنشود بين الشعبين الشقيقين، لافتا أن المدارس المصرية تخرج فيها الكثير من النوابغ السودانية في مختلف المجالات، الذين حظيت بهم السودان، وشرفت مصر بتعليمهم، ومازالت تسعد بذلك.
ونوه المغربي، أن البعثة التعليمية المصرية بالسودان حققت العديد من الإنجازات منذ أن تولى الرئيس السيسي الحكم في البلاد، ووضع نصب عينيه تطوير وتدعيم العلاقات مع الأشقاء السودانيين في كافة المجالات، حيث تم إنشاء مقر جديد للبعثة بالخرطوم، والذي يعتبر أكبر مقر تعليمي تابع لوزارة التربية والتعليم خارج مصر على مستوى العالم، وتكلف إنشاؤه 40 مليون جنيه، وافتتح العام الحالي، ويضم مبنى إداري وآخر فندقي لاستقبال المعلمين والعاملين المعارين للبعثة ومطعم.
وأضاف أنه تم إعادة فتح وتشغيل ٤ مدارس تابعة للبعثة، كانت مغلقة لمدة ٨ أعوام لأسباب مختلفة، حيث أصدر وزير التربية والتعليم المصري قرارا بفتحها واستقبال الطلاب فيها وجعلها كلها للمرحلة الابتدائية، وذلك في مناطق سنكات وعطبرة وأم ضوبان، موضحا أن البعثة تضم ٩ مدارس في الخرطوم والبحر الأحمر وعطبرة وودمدني وحلفا، ومعظم طلابها من السودانيين بجانب أبناء الجالية المصرية، ويعمل بها ١٦٩ معلما مصريا، وتدرس المناهج المصرية في جميع المراحل، عدا مادة الدراسات الاجتماعية " التاريخ والجغرافيا"، فيتم تدريس المنهج السوداني، طبقا للاتفاقات الموقعة بين الجانبين.
ولفت المغربي إلى أن البعثة التعليمية وأعضاءها يحرصون دائما على العلاقات الطيبة والتواصل الدائم مع الحقل التعليمي السوداني، وكذلك مع الأهالي وأولياء أمور الطلاب، حتى أن بعض المناطق تقيم حفلات لتكريم المعلمين عند انتهاء فترة إعارتهم، نظرا لما يلمسوه من تفانيهم في العمل وحرصهم على تعليم الطلاب وإفادتهم، فضلا عن الترابط وحسن العلاقة بين المعلمين والأهالي.
وأشار إلى أن مدارس البعثة تتمتع بإقبال كبير من أولياء الأمور والأهالي بالسودان لإلحاق أبنائهم بها، نظرا للمستوى التعليمي المتميز الذي تقدمه، والإدارة الجيدة، حيث يتم اختيار الصفوة من المعلمين المصريين لإلحاقهم وتكليفهم بالبعثة، فضلا عن عدة مميزات أخرى تتسم بها، وأهمها أن التعليم بها مجاني بشكل كامل في جميع المراحل، كما يتم تسليم الكتب الدراسية والأدوات المدرسية من الكراسات والأقلام وغيرها للطلاب، دون تحصيل أية رسوم، بجانب الأنشطة المتعددة التي تنظمها المدارس لطلابها، كما تتحمل وزارة التربية والتعليم في مصر تكاليف استهلاك المياه والكهرباء بالمدارس.
ونوه بأن، الوزارة في مصر تولي اهتماما كبيرا بالعملية التعليمية بمدارس البعثة، وتوفد نخبة من كبار موظفيها بدرجة وكيل أول وزارة، للإشراف على امتحانات الثانوية العامة، لضمان جديتها وحسن سيرها، حتى يحصل كل طالب على حقه كاملا.
وقال المغربي، إنه في إطار حرص البعثة على التواصل الدائم مع الحقل التعليمي السوداني، فقد شاركت البعثة ومدارسها في معرض الأنشطة المدرسية للمدارس الخاصة بالسودان، بمنتجات وعمل الطلاب، مشيرا إلى أنه قدم خلال الفعاليات، شرحا مفصلا للجهود والتجربة المصرية الرائدة في مجال التنسيق مع المؤسسات والمدارس التعليمية الأجنبية بالسودان.
واستعرض المغربي، عملية التواصل التي تنتهجها البعثة لمناهج اللغة الإنجليزية المعتمدة من وزارة التربية والتعليم المصرية، ومناهج اللغة الإنجليزية المعتمدة من جامعة "كمبريدج" البريطانية التي تدرس في السودان، حتى يتواكب خريجو مدارس البعثة المصرية مع أحدث المستويات التعليمية في هذا التخصص.
ونوه المغربي، بأنه في إطار التنسيق والتواصل المستمر للبعثة التعليمية المصرية بالسودان، مع مسئولي التعليم السودانيين، فقد طرح خلال لقاءاته مع وزير التربية التعليم بولاية الخرطوم، ومسئولي التعليم بالمدارس الأجنبية، عدة أفكار وتجارب تتعلق بالأنشطة المصاحبة للمناهج الدراسية الأجنبية في العملية التعليمية بالمدارس، وبما يتواكب مع متغيرات العصر والثورة الثقافية والمعرفية.
وأضاف أنه تقدم بمقترح لوزارة الصحة بالسودان، بعمل وحدة صحية بكل مدرسة، تشرف عليها الوزارة، وذلك بهدف توفير الخدمة الطبية والعلاجية للطلاب، واكتشاف أي حالة مرضية فور حدوثها، بما يسهم في تيسير وسرعة العلاج والشفاء، حرصا على صحة الطلاب باعتبارهم صناع مستقبل ونهضة البلاد، مشيرا إلى أن البعثة التعليمية المصرية كانت دائما ومازالت اليد الناعمة التي تمد جسور التواصل والمحبة بين الشعبين الشقيقين في مصر والسودان.
وأوضح المغربي، أن البعثة التعليمية المصرية بالسودان، بدأت عملها منذ الأربعينيات من القرن العشرين، وتوقفت لعدة سنوات، ثم عادت بناء على مذكرة تفاهم تم توقيعها بين الحكومتين المصرية والسودانية، في الخرطوم يوم 20 ن يوليو عام 2003، والتي نصت على اتفاق الطرفين على عودة البعثة بدءا من العام الدراسي 2004-2005.
و أضاف أن اتفاق عودة البعثة نص على تشكيل لجنتين فنيتين من المختصين من الطرفين للنظر في أمر المناهج في المدارس الثانوية والفنية التقنية، كما وافق الجانب المصري على تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا وفقا للمنهج السوداني، وكذلك على النظر في تقديم الدعم والتطوير والتحديث للمدارس الفنية والتقنية، المقترحة من قبل الجانب السوداني وفق خطة متكاملة، وتعهد السودان بتسليم المدارس للبعثة المصرية فورا، لبدء الدراسة بها في التاريخ المذكور.
يذكر أن رئيس البعثة التعليمية المصرية بالسودان، الدكتور شريف المغربي، يعمل مديرا لإدارة التدريب بوزارة التربية والتعليم في مصر، وحاصل على دكتوراة الفلسفة لإعداد المعلم في الآداب من كلية التربية بجامعة عين شمس، وشارك في تدريب عدد كبير من القيادات التعليمية والمعلمين المصريين، من خلال الأكاديمية المهنية للمعلمين.