«حياة المهدية».. في مقبرة «أم كلثوم»

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 03:22 م
«حياة المهدية».. في مقبرة «أم كلثوم»
سمر السيد

«بنت ريفية تجوب الأفرح.. تتمايل على أنغام الطبول.. العود جزء من جسدها.. الموسيقة تمثل لها الحياة.. صوتها العزب خطف قلوب جمهورها.. الشيشة لا تفارق يدها.. ضحكاتها الرنانة طغت على انغام الموسيقة».. بعد العشاء يحلى الهزار والفرفشة - أشهر مقولاتها-، أنها السلطانة منيرة المهدية.

فتاة ريفية بسيطة، ابنة قرية المهدية، بمركز ههيا، محافظة الشرقية، تلك الفتاة مجدولة الضفائر، التى كانت تجوب الأفراح والموالد، تشدو بصوتها وتتمايل يمينا ويسارا، حتى تجذب عشاق الطرب، «فنانة الصدفة» التى لعبت الأفراح الدوري المحوري في حياتها، وحولتها إحد أشهر مطربات «زمن الفن الجميل».

«كركرة الشيشة وصهيل ضحكتها» أشهر ما ميزا «فنانة الصدفة»، فقد عرفت «المهدية» بشيشتها التى لم تفارق يدها حتى الممات، وضحكتها الرنانة التى اخترقت أذان كل من أقتر من «عوامتها»، وصوتها العزب الذي جعلها تربعة عرش الغناء ومكنها من حصد لقب «السلطانة»، والتي بدأت مشوارها الفني من «الحرملك»، وتفوقت على الجميع حتي تصعد خشبة المسرح مؤدية لدور رجل يدعى «حسن»، لتصبح بذلك أول امرأة مصرية تصعد المسرح في ذلك الوقت.

«سيد درويس.. النجريدي.. سلاك حجازي»، أشهر من أيد المهدية في بداية مشوارها الفني، ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن، وتنقلب الأحوال رأسا على عقب، وانسحب جمهورها وانخفضت الضحكات رويدا رويدا، فجأة ينقطع دلال السلطانة ويهبط ريش طاوسها.

تأتي فتاة ريفية أخرى، من محافظة مجاورة لمسقط رأسها ترتدى ملابس غريبة -عقال-، أنها «أم كلثوم»، أبنة طماى الزهايرة محافظة المنصورة، لتغنى لون جديد لم تعهده «المهدية»، وينتقل الجمهور لأم كلثوم ، فتكيد المهدية لها كل المكائد من إشاعة حملها المزيف والنقد الكتاب اللاذع لها.

ولم تنجح المهدية في إطفاء بريق أم كلثوم لتعود للغناء مرة أخرى في حفلة لها ولكنها لم تلقى إقبال كسابق أعمالها من «تعالي بالعجل، وأسمر ملك روحى»، وهو ما يدفع «السلطانة»، لتعتزل الغناء نهائيا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق