«فرنسوا فيون» وجه مألوف لبوتين في فرنسا

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016 05:15 م
«فرنسوا فيون» وجه مألوف لبوتين في فرنسا
رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق فرنسوا فيون

يعرف رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق فرنسوا فيون، الذي فاز في الدورة الأولى لانتخابات اليمين التمهيدية لاختيار مرشح للرئاسة في فرنسا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيدًا، ويؤمن أن الحوار وليس التهديد هو الطريقة الأفضل للتعامل مع الرجل القوي في الكرملين.

وألحق «فيون» هزيمة مدوية بالرئيس السابق نيكولا ساركوزي، بعدما كان رئيس حكومته بين 2007 و2012، وتقدم أيضًا على جوبيه (71 عاما) الذي كان رئيس الوزراء في حكم الرئيس جاك شيراك من 1995 حتى 1997 والذي كانت تشير كل استطلاعات الرأي قبل الدورة الأولى إلى إمكان حلوله في المركز الأول.

ويسعى «فيون» إلى استخدام مقاربة هادئة وسلمية مع روسيا، ما يضعه في خلاف مع السياسة المتبعة حاليًا في الغرب ومع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، في وقت تدهورت فيه العلاقات مع روسيا بشكل كبير.

وكان فيون قال في أكتوبر الماضي "هل علينا الاستمرار في استفزاز الروس، ورفض الحوار معهم ودفعهم ليكونوا اكثر عنفا وعدوانية واقل اوروبية؟".

ويعتقد فيون ان استفزاز الولايات المتحدة واوروبا ادى الى نظام بوتين "غير المستقر والخطر" عبر توسيع تأثيرها العسكري والسياسي في شرق اوروبا.

وقلل أيضًا من ضم روسيا للقرم في أوكرانيا عام 2014، وادان العقوبات الاقتصادية الغربية على موسكو بعدها.

واعترض «فيون» أيضًا على ادانة القصف الروسي في حلب دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويعتبر أنه "لا يوجد حل آخر" سوى اللجوء إلى الروس والنظام السوري للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال خصمه آلان جوبيه في مقابلة نشرتها الصحافة الفرنسية الأربعاء، أن فيون "يجامل" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل "مفرط". وقال "يجب التحدث إلى روسيا. لكن الحوار يجب أن يكون صريحا".

- صديق لموسكو؟
وبعد فوز دونالد ترامب، المفاجىء في الانتخابات الرئاسية الاميركية، سيحدث فوز «فيون» في الانتخابات الرئاسية العام المقبل تغييرا مرحبا به لدى الكرملين.

وقالت الصحف الروسية أن فرنسوا فيون، يملك من الصفات ما يخوله ان يكون "صديقا لموسكو" ويمكنه إصلاح العلاقات بين البلدين، بعد فوزه الاحد في انتخابات اليمين التمهيدية.

وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أمس الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبقى على "علاقة جيدة" مع فيون.

وقال بيسكوف لصحافيين أن الرجلين "اجريا اتصالات متقدمة" عندما كانا رئيسي حكومتي بلديهما في الفترة بين 2008-2012.

وبعد وصول اليسار إلى السلطة في 2012، زار «فيون» مرات عدة روسيا خصوصا في 2013 للقاء بوتين في مقره الرسمي في نوفو اوغاريفو بالقرب من موسكو.

والرجلان مسيحيان متدينان، ويرى محللون ان قلق فيون على مسيحيي الشرق الاوسط يفسر سبب قبوله للتدخل الروسي في سوريا.

ويقول توماس جومارت، مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان الاشارة لفيون بانه "مؤيد لبوتين" عبارة عن تبسيط للامور.

ويشير جومارت أن «فيون» يطرح سياسة خارجية يمينية تقليدية لفرنسا مستقلة مع علاقات تربطها بكل من واشنطن وموسكو.

وأضاف "هو مؤيد لروسيا وعبر عن ذلك في عدة مناسبات حول عدة سياسات".

وتشير استطلاعات الرأي انه في حال حيازة فيون على ترشيح اليمين، فأنه من المتوقع ان يواجه زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن في ربيع 2017.

وتعتقد لوبن أنه يجب الاعتراف بالقرم كجزء من روسيا، وتدين العقوبات الغربية أيضًا. وقبل حزب الجبهة الوطنية الذي تتزعمه تمويلا من مصرف روسي، ودعوات لزيارة موسكو.

- حدود للحوار؟
وأكد برنار كوشنير، وهو وزير خارجية سابق خلال حكومة «فيون» في الفترة ما بين 2007-2012 لوكالة فرانس برس، أن فيون كان لديه "صداقة" مع بوتين، وأن الرجلين كانا يمارسان هواية الهرولة سويا.

ولكن يعتقد كوشنير، أن هناك حدودا للحوار، بعد الدرس الذي تعلمه عند مساعدته في ادارة ازمة اثارها تدخل بوتين العسكري الاول في اوروبا.

وعند اندلاع حرب خاطفة خاضتها روسيا ضد جورجيا في اغسطس 2008، قام الرئيس نيكولا ساركوزي وكوشنير في حينه بالتفاوض للتوصل الى اتفاق لانهاء القتال.

وقال كوشنير لوكالة فرانس برس "علينا ان نفهم ان (بوتين) لا يفي بوعوده" مؤكدا "نعم، تحدثنا معهم في موسكو ولكنه واصل ولم يطبق الاتفاق ابدا".

وعلى الرغم من ان فيون قادر على ان يكون "مهذبا ولكن حازما" مع بوتين عندما اختلفا، الا ان كوشنير انتقد استعداده للتغاضي عن مخاطر القومية الروسية، مضيفًا: "يظهر في كل مرة تفهما كبيرا لبوتين ما اراه مفرطا". ويبدو المسؤولون في وزارة الخارجية الفرنسية أيضًا في حيرة من أمرهم.

وقال مسؤول في الوزارة، اشترط عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "القيام بما يدعو اليه فيون عن حاجتنا للحديث مع الروس امر غير منطقي" مؤكدا "نحن نتحدث الى الروس كل يوم، وكل اسبوع".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة