الكويت.. حراك سياسي وتحديات أمنية (تقرير)
الخميس، 24 نوفمبر 2016 11:34 ص
تتمتع دولة الكويت التي تشهد انتخابات مجلس الأمة في 26 نوفمبر، بحياة سياسية نشطة إلى حد ما تختلف مع الدول الخليجية النفطية الأخرى، ونعرض في ما يأتي بعض المعطيات السياسية والاقتصادية والتحديات الأمنية التي تواجهها البلاد المحكومة من أسرة «آل الصباح» منذ 250 عاما.
حراك سياسي
في العام 1962، كانت الكويت أولى الدول الخليجية التي تقر دستورا نص على انتخاب برلمان يضم خمسين عضوا لولاية مدتها 4 سنوات. وفي 1963، حظيت الكويت بأول برلمان منتخب في دولة خليجية.
وبقي حق الاقتراع والترشح مقتصرا على الذكور لعقود، إلى أن أقر حق المرأة بذلك في العام 2005. وشاركت الكويتيات في العام اللاحق بالانتخابات ترشحا واقتراعا.
ويحظر القانون تشكيل الأحزاب، لكن العديد من التيارات السياسية تنشط وفرضت نفسها بحكم الأمر الواقع. وبعد مقاطعتها الانتخابات في العامين 2012 و2013، قررت أطراف معارضة عدة منها الحركة الإسلامية الدستورية التي ينظر إليها على أنها مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، المشاركة في الدورة الانتخابية المقررة السبت.
ومنذ منتصف العام 2006 وحتى 2013، وخصوصا في أعقاب اندلاع الاحتجاجات في دول عربية عدة في 2011، شهدت الكويت سلسلة اضطرابات سياسية شملت استقالة حكومات عدة وحل مجلس الأمة 6 مرات.
اتخذ الأمير صباح الأحمد الصباح الذي يحكم البلاد منذ 2006، قرارا الشهر الماضي بحل مجلس الأمة إثر تباينات بين البرلمان والحكومة على خلفية قرار الأخيرة رفع أسعار مشتقات نفطية.
ويشغل الوزراء مقاعد في مجلس الأمة.
ويقوم النظام السياسي على الملاءمة بين نظام برلماني وحكم أميري ذي صلاحيات واسعة. ويشغل أفراد أسرة الصباح المواقع الرئيسية في الحكومة.
أوضاع اقتصادية ضاغطة
الكويت دولة صغيرة المساحة «17.818 كلم مربع»، لكنها تتمتع بواحد من اعلى مستويات الدخل الفردي في العالم «28.500 دولار» بحسب صندوق النقد الدولي «2015».
وحتى اكتشاف النفط في الثلاثينات، كان اقتصاد الكويت يعتمد على صيد اللؤلؤ والتجارة. ونالت الكويت استقلالها عن بريطانيا في العام 1961. وفي الثاني من أغسطس 1990، اجتاح الجيش العراقي الكويت واحتلها الى حين إخراجه منها عبر تحالف عسكري دولي تقوده الولايات المتحدة في 26 فبراير 1991.
في يوليو من العام نفسه، استأنفت الكويت العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» تصدير النفط الخام بعدما تمكنت من اخماد حرائق اضرمتها القوات العراقية في 700 بئر، ومن إصلاح المنشآت وحفر آبار جديدة.
ولا يزال النفط يعد المورد الرئيسي لخزينة الدولة، ويبلغ إنتاجه زهاء 3 ملايين برميل يوميا. كما يقدر احتياطها بزهاء سبعة بالمئة من مجمل الاحتياط العالمي.
وفي ظل تراجع أسعار النفط، أعلنت الكويت في السنة المالية 20162015 تسجيل عجز للمرة الأولى منذ 16 عاما، بلغ 15 مليار دولار. واتخذت الحكومة إجراءات تقشف شملت رفع أسعار مشتقات نفطية بنسب وصلت إلى 80%، كما تعتزم رفع أسعار الكهرباء والمياه للمقيمين للمرة الأولى منذ 50 عاما.
وفي منتصف 2016، باتت الكويت أول بلد خليجي يفرض حدا أدنى لرواتب العمالة المنزلية.
تحديات أمنية
ونعمت الكويت منذ العام 2006 بوضع أمني مستقر، إلا أنها تعرضت في 26 يونيو 2015 لأكثر الحوادث دموية في تاريخها، إذ قتل 26 شخصا على الأقل عندما فجر انتحاري سعودي نفسه في مسجد يؤمه الشيعة في العاصمة.
وكان التفجير أول هجوم يتبناه تنظيم «داعش» في الكويت.
وانعكس توتر العلاقات بين إيران ودول الخليج على الوضع في الكويت التي يشكل الشيعة زهاء 30% من مواطنيها البالغ عددهم 1.3 مليون شخص «يبلغ إجمالي عدد السكان في البلاد 4،4 ملايين شخص.
وفي يناير 2016، استدعت الكويت سفيرها من طهران في ظل تضامن دول خليجية مع السعودية إثر قطعها العلاقات مع إيران. وفي الشهر نفسه، حكم القضاء بإعدام اثنين من الشيعة «كويتي وإيراني»، ضمن مجموعة دينت بالتخابر لصالح حزب الله اللبناني.