الأحد.. اليمين الفرنسي يختار مرشحه للانتخابات الرئاسية 2017
الجمعة، 25 نوفمبر 2016 12:42 م
يحظى رئيس الوزراء السابق فرنسوا فيون بمشروعه «الجذري» من أجل فرنسا بفرص كبيرة للفوز في الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات التمهيدية في اليمين الفرنسي في مواجهة «الليبرالي الاجتماعي» آلان جوبيه، آملا بذلك أن يحتل موقعا متقدما في الانتخابات الرئاسية 2017.
وفي مواجهة يسار متدن الشعبية ومنقسم على نفسه، فإن الفائز في هذا الاقتراع التمهيدي لديه فرصة قوية وفق استطلاعات الرأي للفوز بالرئاسة في مايو في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن.
وقال رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه الجمعة إن «الانتخابات التمهيدية الأحد المقبل هي في الحقيقة الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والكل يشعر بذلك جيدا»، واصفا نفسه بأنه المرشح الليبرالي الاجتماعي في مواجهة فيون الذي يصفه بأنه ليبرالي متطر".
وخلال المناظرة التلفزيونية الأخيرة في هذه الانتخابات التمهيدية غير المسبوقة في تاريخ اليمين الفرنسي، هيمن حجم الإصلاحات التي يوصيان بها على النقاشات التي افتقرت إلى الحماس. واتهم فيون الذي عرض مشروعا اقتصاديا يذكر بسياسة رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر، خصمه بأنه لا يريد تغيير الأمور فعلا.
وكشف استطلاع للرأي أجري بعد المناظرة أن 57% من المشاهدين اعتبروا فيون مقنعا أكثر، مقابل 41% لخصمه. وتتوقع آخر استطلاعات للرأي فوز فيون بـ64% من الأصوات.
وأثارت أهمية هذه الانتخابات تعبئة كبيرة في الدورة الأولى التي جرت الأحد الماضي، وقد شارك فيها 4.3 ملايين ناخب في حوالى عشرة آلاف مكتب تصويت فتحت لهذه المناسبة.
وبعدما اعتبر فيون (62 عاما) لفترة طويلة دخيلا على السياسة، أثار مفاجأة بحصوله على أكثر من 44% من الأصوات بناء على برنامجه الليبرالي في الاقتصاد والمحافظ في المسائل الاجتماعية.
وبذلك تقدم بفارق كبير على جوبيه (71 عاما) الذي حصل على 28% فقط بعدما بقي متقدما لأشهر عديدة في استطلاعات الرأي.
وفي مفاجأة كبرى أخرى، خرج الرئيس السابق نيكولا ساركوزي (61 عاما) من السباق منذ الدورة الأولى.
وعمد جوبيه الى أسلوب هجومي أكثر خلال فترة ما بين الدورتين وصف فرنسوا فيون بأنه «ليبرالي متطرف»، واعتبر برنامجه غير جدير بالمصداقية، بل حتى قاس، مستهدفا تحديدا وعد خصمه بإلغاء نصف مليون وظيفة في الدولة خلال خمس سنوات. وأقر فيون قائلا «صحيح أن مشروعي جذري أكثر، وربما أصعب».
كما اتهمه جوبيه بأنه يفرط في مجاملة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وانتقد خصمه على خطه المتمسك بالتقليدية، مشيرا الى أنه أبدى تحفظات شخصية على مسالة الإجهاض، التزاما منه بإيمانه الكاثوليكي.
ويرفض فرنسوا فيون أن يتم تصويره بسخرية على شكل محافظ من القرون الوسطى، مؤكدا «لن أعتذر على امتلاكي قيما»، ويقول إنه ضحية مجتمع ضيق مغلق تسوده الأفكار التقليدية والمراعاة.
وأيا كانت نتيجة الانتخابات التمهيدية، فسوف يليها تسريع الحملة من الجانب الاشتراكي الذي يعتزم بدوره تنظيم انتخابات تمهيدية في يناير ويطلب من الذين ينوون الترشح فيها أن يتقدموا قبل 15 ديسمبر.
ولم يعلن الرئيس فرانسوا أولاند الذي تدنت شعبيته كثيرا، إن كان يعتزم الترشح لولاية ثانية، غير أنه ينظر بارتياح -على ما يبدو- إلى تقدم فرنسوا فيون اذ يرى بحسب أوساطه أن برنامجه سيحفز ناخبي اليسار.