رئيس «المعهد العربي» بفرنسا: نتعاون مع الإمارات لحماية تراث العالم
الجمعة، 25 نوفمبر 2016 03:13 م
أكد جاك لانج، الممثل الشخصي للرئيس الفرنسي المكلف بالإشراف على تنظيم المؤتمر الدولي لحماية التراث العالمي المعرض للخطر، أن بلاده تتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة لإنصاف تراث العالم، واصفا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالشخصية الحكيمة التي تواصل الدور الريادي الذي بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في المجال الثقافي برؤيته الثاقبة كقائد محنك.
كما وصف أبوظبي بأنها «عاصمة العقل في العالم»، معتبرا استضافتها لرؤساء الدول لوضع تدابير عاجلة لإنقاذ التراث العالمي المهدد في المناطق الخطرة، ومواجهة الظلامية والبربرية التي تنتجها الحروب في بعض دول المنطقة والتي لا تفرق بين بشر وحجر، أمرا طبيعيا.
ومن المقرر أن تستضيف أبوظبي في يومي 2 و3 ديسمبر المقبل بقصر الإمارات، المؤتمر الدولي لحماية التراث العالمي المعرض للخطر، تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة «اليونيسكو».
وأوضح لانج أن التعاون بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة، في إقامة هذا المؤتمر يهدف إلى إنصاف تراث العالم، ومساعدة اليونسكو في عملها لحماية وصون التراث الثقافي.
وقال جاك لانج- الذي يشغل منصب رئيس معهد العالم العربي في باريس - على هامش لقاء موسع مع وفد يمثل وسائل الإعلام من مختلف الدول العربية، إن انعقاد هذا الحدث العالمي في دولة الإمارات يحمل عدة دلالات في مقدمتها الدور الريادي للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في جميع المجالات، وبينها المجال الثقافي، وكذلك الرؤية الثاقبة التي كان يحملها كحاكم وقائد وسياسي محنك.
وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يواصل الدور نفسه بشخصيته القوية والحكيمة كرجل دولة كبير بكل المعايير والمقاييس.
وأعلن لانج - الذي شغل منصب وزير ثقافة في حكومات فرنسية سابقة - أن الدول التي ستشارك في مؤتمر أبوظبي سيكون عليها طرح رؤى مغايرة في التعاطي مع مسألة حماية التراث العالمي المهدد في مناطق الحروب من أجل تشديد الإجراءات الأمنية والتصدي للاتجار غير المشروع في القطع الأثرية الثمينة المسروقة.
وأكد الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الفرنسي المكلف بالإشراف على تنظيم المؤتمر الدولي لحماية التراث العالمي المعرض للخطر مشاركة الرئيس أولاند شخصيا في المؤتمر، إضافة لوزراء في الحكومة الفرنسية، منوها إلى أن تنظيم هذا الحدث الثقافي الدولي بمبادرة مشتركة بين الرئيس أولاند وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يبرز مدى التعاون الوثيق الذي يربط بين فرنسا ودولة الإمارات في جميع المجالات.
وقال: سنتعاون مع أصدقائنا الإماراتيين من أجل إنصاف تراث العالم الثقافي المهدد في المناطق الخطرة، وصون ذاكرة الشعوب، ولنجاح المؤتمر في الخروج بقرارات قوية وجريئة من خلال مقترحات ستطرح للنقاش والتدارس تهدف إلى مكافحة ظاهرة الاتجار غير المشروع في الآثار، وتسهيل عمليات الترميم وإيواء القطع المهددة في مناطق الحروب مؤقتا.
وحول تطبيق القرارات التي ستتمخض عن مؤتمر أبوظبي.. كشف المسؤول الفرنسي عن أن هدف المؤتمر بالدرجة الأولى هو مساعدة «اليونسكو» في عملها في حماية وصون التراث الثقافي، لذلك فإن ما سيصدر عن هذا المؤتمر من قرارات لن يكون بديلا للقوانين المحلية التي توجد في كل دولة بل تكملة لها من أجل تشديدها وزيادة الحذر.
وحول صعوبة حماية القطع الأثرية الموجودة في بلدان تشهد حروبا مسلحة، قال جاك: إن فرنسا ودولة الإمارات ستنقلان نتائج القرارات التي ستصدر عن مؤتمر أبوظبي إلى مجلس الأمن الدولي بهدف ضمان تحرك عسكري عاجل إن اقتضى الأمر لحماية مواقع أثرية، في حال تبين لليونسكو وجود خطر عليها داخل المناطق التي تشهد حروبا قائمة بهدف حمايتها وضمان مأوى لها في بعض دول اللجوء الآمنة الخاصة بالآثار والتراث الثقافي.
ويقام المؤتمر الدولي لحماية التراث العالمي المعرض للخطر بمبادرة خاصة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، برعاية منظمة اليونيسكو، ورئاسة محمد خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وجاك لانج رئيس معهد العالم العربي ومقره باريس.
ويشارك في المؤتمر قادة وزعماء عدد من بلدان العالم وجهات ومؤسسات حكومية وخاصة من المجتمع الدولي تمثل 40 دولة معنية بالحفاظ على التراث العالمي، إضافة إلى لفيف من المختصين والخبراء ووفد من الشرطة الدولية الإنتربول والشرطة الإيطالية التي يشهد لها بالكفاءة عالميا في مجال التصدي لعصابات الاتجار غير المشروع في القطع الأثرية.