«مصر وتونس».. فرص وتحديات متشابهة (تقرير)

الجمعة، 25 نوفمبر 2016 04:05 م
«مصر وتونس».. فرص وتحديات متشابهة (تقرير)
بيشوي رمزي

تعكس دعوة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لحضور مؤتمر تونس الاقتصادي، والمقرر انعقاده 29 نوفمبر الجاري، التحديات المشتركة التي يواجهها البلدان في المرحلة الراهنة، بالإضافة إلى عمق العلاقات والتعاون في العديد من المجالات.

التقارب بين مصر وتونس، يعكس التزامن الكبير الذي شهدته التطورات السياسية داخل البلدين في الأيام الماضية، حيث كان البلدان في مقدمة الدول التي فتحت الباب أمام ثورات الربيع العربي التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط، كما أنهما كانا أول الدول التي تسيطر عليها تيارات الإسلام السياسي في أعقاب الثورة، بالإضافة إلى كونهما أول من أطاح بالإسلاميين من سدة السلطة.

وهنا تظهر التحديات والقواسم المشتركة، فمرحلة عدم الاستقرار التي شهدها البلدان خلال فترة ما بعد الربيع العربي، ولعل أبرزها تنامي التهديدات الإرهابية من جانب، وحالة التدهور الاقتصادي من جانب آخر، وهو الأمر الذي يتطلب التعاون بين الجانبين من أجل التعامل مع تلك التهديدات.

إلا أن المفارقة تتمثل في أن التقارب لا يقتصر على التحديات والأحداث التي تواجه البلدان منذ اندلاع ثورات الربيع العربي فحسب، ولكنها تمتد إلى شخصية الرئيسين، هو الأمر الذي يظهر حتى في اسميهما، حيث لا يفصل بينهما سوى نقطة واحدة، كما أن التداعيات التي ترتبت على فوز كلا منهما بالرئاسة في بلاده كانت تتشابه في كارثيتها على تنظيمات الإسلام السياسي في المنطقة.

التقارب يبدو واضحا حتى في شعارات الحملات الانتخابية لكلا الرجلين أثناء خوضهما الانتخابات الرئاسية في بلديهما، فكان الرئيس المصري سباقا في رفع شعار «تحيا مصر»، ليلاحقه بعد ذلك الرئيس التونسي الذي رفع شعار «تحيا تونس»، بالإضافة إلى أن كلا منهما حصل على منصب وزير الدفاع في بلاده.

التعاون الاقتصادي

ولكن الزيارة المقبلة للرئيس المصري إلى تونس ترتكز في الجانب الأكبر على الملف الاقتصادي، حيث إن الدعوة التونسية تأتي لحضور مؤتمر اقتصادي، يحمل عنوان «منتدى دعم الاقتصاد والاستثمار في تونس 2020»، حيث يشارك فيه أكثر من 70 دولة، وأكثر من 1500 مستثمرا حول العالم.

وقال السفير المصري بتونس نبيل حبشي، في تصريحات صحفية، أن دعوة الرئاسة التونسية لمصر، تأتي في إطار العلاقات القوية التي تربط بين البلدين، خاصة وأن الفترة الماضية شهدت العديد من التحركات التي من شأنها تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات، من بينها التعاون التجاري والاقتصادي، موضحا أن المؤتمر سوف يشهد مشاركة عدد من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين.

تعاون مثمر

التقارب المصري التونسي لا يقتصر على التحديات المشتركة، ولكنه يمتد كذلك إلى وجهات النظر بين البلدين تجاه مختلف القضايا الأخرى المتعلقة بالعلاقات بين البلدين.

يقول السفير المصري السابق في تونس أيمن مشرفة، في تصريحات له، إن هناك زيادة كبيرة في معدلات التدفق السياحي بين البلدين، كما أنهما تمكنا من التعاون في العديد من القضايا والملفات الهامة، أهمها ولعل أبرزها إجلاء المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية عام 2014، وهي القضية التي شهدت تحركا سريعا من قبل الدولة المصرية بالتنسيق مع الجانب التونسي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق