في الذكرى الأولى لإسقاط المقاتلة الروسية.. من الجاني؟
الجمعة، 25 نوفمبر 2016 11:16 م
مجدي سمير
حلت بالأمس الذكرى الأولى لحادث إسقاط القوات التركية لطائرة حربية روسية عام 2015 على الحدود الجنوبية المشتركة بين تركيا وسوريا، ولازال الجاني الحقيقي الذي منح أمر إطلاق النيران مجهول.
ووفقًا لتصريحات الرئيس التركي وأعضاء حكومة "العدالة والتنمية" بشأن الحادث، فإن الجاني الحقيقي متأرجح ما بين شخص رئيس الحكومة التركي السابق أحمد داود أوغلو، بموافقة رجب طيب أردوغان، وما بين جماعة الخدمة بزعامة فتح الله جولن، وهذه أضحت عادة مسؤولي تركيا خلال السنوات الأخيرة.
منذ الرابع والعشرون من نوفمبر العام الماضي، وتصريحات الجانب التركي بشأن حادث إسقاط الجانب التركي للمقاتلة الروسية متأرجحة وفقًا لمصالحها الإقليمية، والتي انتهت بتوقيع اتفاق التطبيع مع روسيا واضطرار أنقرة للاعتذار الرسمي عن الحادث.
وكانت مقاتلة تركية من طراز أف-16 قد أطلقت نيرانها صباح الثلاثاء 24 نوفمبر عام 2015، تجاه طائرة حربية روسية من طراز سوخوي سو-24 ، بزعم اختراقها المجال الجوي التركي، ما أسفر عن تحطم الطائرة ومقتل قائديها.
وفي مساء ذات اليوم ألقى "أردوغان" كلمة من قصره الرئيسي في أنقرة، قائلاً "صباح اليوم، اخترقت طائرة روسية مجالنا الجوي لمدة 17 ثانية، رغم تحذيرها لنحو 5 دقائق، إلا أنها أصرت على الاتجاه مباشرة إلى حدودنا، فأطلقنا عليها النيران، وإذا حدث نفس الأمر ثانية، سيكون ردنا هو ذاته". وفي تصريح آخر حذر الرئيس التركي الجانب الروسي من "اللعب بالنار مع تركيا، حفاظا على العلاقات المشتركة".
وفي الخامس والعشرين من نفس الشهر، صرح رئيس الوزراء التركي السابق داود أوغلو، بأنه هو من أعطى أمر الضرب للطيار التركي لتعقب وإسقاط الطائرة الروسية، مضيفًا أن ذلك بعلم وموافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك لحماية سيادة الأراضي التركية. وأكد داود أوغلو آنذاك أن تركيا لن تقدم اعتذارًا إلى الحكومة الروسية بشأن هذا الحادث.
وفي اليوم التالي، شدد "أردوغان" في حواره مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، على عدم الاعتذار، قائلاً "أي طرف عليه أن يعتذر؟ بالطبع ليس نحن.. الذي أخل بمجالنا الجوي.. هو من عليه أن يعتذر".
وفي الثاني من ديسمبر الماضي، وردًا على اتهامات روسية بشأن تعاون بين أنقرة وتنظيم "داعش" بشأن شراء البترول المهرب، قال "أردوغان" لا يحق لأحد أن يطلق مثل هذه الادعاءات علينا.. إذا استطاعوا إثبات ذلك، فلن أظل دقيقة واحدة على كرسي الرئاسة.
واستمرت حدة التصريحات المتبادلة من الجانبين، تخللتها فرض عقوبات روسية اقتصادية، متمثلة في حظر استيراد المنتجات التركية ووقف حركة السياحة، وتعليق عدد من الاتفاقيات المشتركة. وبدأت اللهجة التركية بالتحول في 31 مايو الماضي، بإلقاء "أردوغان" اللوم في الحادث على الطيار التركي، قائلاً "من المؤسف أن تضحى روسيا بالعلاقات البينية جراء خطأ طيار".
وأعلن الكرملين الروسي في السابع والعشرين من يونيو الماضي، استقبالها خطاب اعتذار رسمي من الرئيس التركي "أردوغان".
وفي 26 يوليو الماضي، زعم محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي، أن "قرار إسقاط الطائرة الروسية في 24 نوفمبر 2015، اتخذه الطيار التركي من نفسه"، ومن ثم أعلن الرئيس التركي أن الطيار التركي الذي أسقط الطائرة الروسية، متأمر وتم اعتقاله بتهمة الانتماء إلى حركة "الخدمة" بزعامة جولن.
وقد أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في حوار تليفزيوني، مطلع نوفمبر الجاري، أنه مستعد للذهاب إلى زوجتي الطيارين الروسيين وتقديم الاعتذار بنفسه إليهما. كما أعرب لهما عن خالص الأسف والحزن إزاء الحادث".