زى النهاردة.. «البابا» يزور القدس رغم المقاطعة
السبت، 26 نوفمبر 2016 09:47 ص
بعد انقطاع مايقرب من 38 عاما، توجه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في 26 نوفمبر 2015، على رأس وفد كنسي إلى القدس، وتعد زيارة البابا، هي الأولى لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية منذ عشرات السنين.
جاء سفر البابا تواضروس إلى القدس للمشاركة في جنازة الأنبا «إبرام» مطران القدس والشرق الأدنى «دول الخليج»، الذي وافته المنية فى 25 نوفمبر2015، وغادر البابا القاهرة والوفد المرافق له الذي يضم 8 من كبار القساوسة.
ويعتبر سفر البابا تواضروس إلى القدس كسرًا لقرار المجمع المقدس فى جلسته بتاريخ 26 مارس 1980 التي منع فيها المجمع سفر المسيحيين للحج فى الأراضى المقدسة التزامًا بمقاطعة قطاعات واسعة من الشعب المصرى زيارة فلسطين عقب اتفاقية كامب ديفيد.
وفى أعقاب رفض البابا شنودة الراحل السفر إلى جوار الرئيس السادات فى نهاية السبعينيات، الأمر الذي كان بداية الخلاف بين البابا والرئيس والذي انتهى بابعاد البابا إلى دير وادى النطرون فى سبتمبر 1981، كما أن البابا كيرلس السادس الذي سبق البابا شنودة كان له موقفًا مماثلًا، حيث رفض زيارة القدس عام 1967 بعد وقوعها فى يد الاحتلال الإسرائيلى.
ومن جانبة قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية معلقا على قرار سفرة إنه توجه إلى مدينة القدس «لتأدية واجب العزاء» في رحيل مطرانها الأنبا أبرام، وليس للزيارة، وذلك بعد تصاعد انتقادات لسفره للقدس.
جاء ذلك بحسب تصريحات تلفزيونية للبابا من القدس، بعد تصاعد انتقادات مصرية وعربية لسفره إلى المدينة المقدسة رغم المقاطعة الكنسية الرسمية.
وأضاف البابا تواضروس: «من واجب الكنيسة المشاركة في مراسم جنازة الأنبا إبرام، ولهذا السبب حضر وفد قبطي يضم أساقفة وكهنة وشمامسة، وأنا معهم لنودعه الوداع الأخير هنا في القدس حيث كان مقر خدمته».
وجدد «تواضروس» تأكيده أن وجوده في القدس لتأدية واجب العزاء في رحيل مطران المدينة، قائلا «لا أعدها زيارة، وأعتقد أن عدم الحضور بالنسبة لي سواء على مستوى المكان الذي أمثله -بابا الكنيسة المصرية-، أو على المستوى الشخصي كان سيعد نوعا من التقصير الذي ليس من المفترض أن يتم».
فيما أكد البابا تواضروس، خلال جلسة الأسئلة المفتوحة التي عقدت، على هامش أعمال المؤتمر الرابع لبناء الوعى أن الزيارة التي أجراها للقدس للمشاركة في مراسم دفن المطران الراحل الأنبا إبراهام مطران القدس والكرسي الأورشليمي، قائلا: «كان كل فكري أنه سيدفن عندنا هنا في الدير فى مصر، ولم أكن أعلم بوصيته عن الدفن فى القدس حتى أبلغنى بها سكرتير الكنيسة باليوم الذى قررت فيه السفر بعد علمى مباشرة».
وأضاف، أنه شكل وفدا رسميا للمشاركة فى مراسم دفن المطران الراحل الأنبا إبراهام مطران القدس والكرسي الأورشليمي، بعد أن تنامى لعلم الكنيسة خبر وفاته، وراعى فى هذا الوفد كل التقاليد الكنسية التى تقرها الكنيسة، مؤكدا أنه كان خارج هذا الوفد حتى وقت متأخر.
فيما أوضح المتحدث باسم الكنيسة المصرية القس بولس حليم فى تصريحات له إن «قرار المجمع المقدس بعدم سفر المسيحيين للقدس لم يتغير، رغم سفر بابا الكنيسة تواضروس الثاني إليها في مهمة دينية».
جدير بالذكر أيضا أن الكنيسة أرسلت وفدًا فى يناير عام 1992، فى عصر الراحل البابا شنودة الثالث لتجليس الأنبا إبراهام مطرانًا للقدس وكرسى أورشليم كان يرأسه الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى وعدد من الأساقفة نيابة عن البابا شنودة الثالث الذى رفض السفر بنفسه.