«راوول كاسترو» ينفرد بالسلطة بعد وفاة «فيدل» (تقرير)

السبت، 26 نوفمبر 2016 01:49 م
«راوول كاسترو» ينفرد بالسلطة بعد وفاة «فيدل»  (تقرير)
فيدل كاسترو

بعد وفاة فيدل كاسترو، بات شقيقه وخلفه في رئاسة كوبا منذ العام 2006 راوول كاسترو (85 عاما) وحيدًا في السلطة، مسؤولا عن ضمان استمرارية نظام نالت منه الشيخوخة ومهدد اقتصاديًا.

وكان «راوول» الذي أشرف في الظل طوال نصف قرن على الشؤون الدفاعية وأمن شقيقه الأكبر، أعلن العام 2006 إنه «لا يمكن الاستغناء عن "فيدل"، وسيتم اتخاذ كل القرارات المهمة بالتشاور معه».

أما التحديات التي يواجهها "راوول"، فهي جسيمة وتشمل تجنب افلاس نموذج اقتصادي عفا عليه الزمن، وضمان الخلافة مع استمرارية نظام الحزب الواحد الذي يمنع المعارضة، وإدارة أزمة الثقة لدى شعب شاب بعيد عن قيم الثورة، ويعاني النمو الاقتصادي من الضعف وليس من المرجح أن يبلغ نسبة 1% المتوقعة العام الحالي، بسبب انخفاض إمدادات النفط الفنزويلية بالتزامن مع تراجع أسعار المواد الخام.

لكن خطوة "راوول" للتقارب مع الولايات المتحدة التي قد تتوج برفع الحصار الشديد المفروض على الجزيرة منذ عام 1962، أبرزت قدراتة على التخطيط السياسي ومهاراته الدبلوماسية.

إلا أن "راوول" لا ينطلق من الصفر، فهو منهجي وحذر بقدر ما كان شقيقه متسرعًا وجريئًا، وأمضى ثماني سنوات في التمهيد للاصلاحات بدعم من نواة من الأنصار الأوفياء من القوات المسلحة التي قادها قرابة 50 عامًا، وتدير قطاعات كاملة من الاقتصاد.

ونادرا ما يعرب راوول المتكتم كثيرًا عن أرائه في وسائل الإعلام لكنه يناور في الظل "لنزع بصمات فيدل عن كوبا بشكل منهجي"، بحسب دبلوماسي غربي أمضى عدة سنوات في الجزيرة.

وأضاف "لقد قضى حياته كلها في دور المتشدد داخل النظام، لكن في واقع الأمر فإنه يحاول من فترة طويلة ادخال تغييرات عملية لمواجهة الأيديولوجيين الذين يرتكز عليهم فيدل"، ومنذ عام 2006، وعد راوول بـ"اصلاحات هيكلية" مثل التخلي عن عقيدة المساواة في الأجور والسماح ببيع الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر للكوبيين الذين بات بامكانهم أيضًا دخول الفنادق التي كانت حصرا للسياح الأجانب.

-"تحديث النموذج"
كما ضخ راول جرعات من اقتصاد السوق بهدف "تحديث" نموذج اقتصادي متقادم يعود إلى الحقبة السوفياتية، مثل السماح لأصحاب المهن بالعمل لحسابهم الخاص، ترشيد القطاع العام، تشجيع التعاونيات وتوسيع الإدارة الذاتية في مؤسسات الدولة والموافقة على بيع المركبات والوحدات السكنية.

وأطلق أيضًا خصخصة الأراضي الزراعية ومنح حق الانتفاع لصغار المزارعين في محاولة لحل النقطة السوداء الأبرز في الاقتصاد الكوبي، أي ضعف الإنتاج الغذائي إذ تستورد البلاد نحو 80% من المواد الغذائية، ويتم تنفيذ هذه الإصلاحات ببطء وسط انضباط عسكري الطابع على غرار القطاعات الرئيسية للاقتصاد التي تديرها القوات المسلحة مثل الاتصالات والنقل والصناعة والتعدين وغيرها.

أما القطاع السياحي البالغ الحساسية إذ يتضمن اتصالات مع الأجانب وعائدات مباشرة قوية بالعملات الأجنبية، فإنه أحد المجالات التي يهيمن عليها الجيش الذي يدير شركات الطيران والفنادق والمطاعم وموانئ الترفيه ووكالات تأجير المركبات أو المتاجر الكبيرة.

ويتبع مجمعا "غافيوتا" و"كوباناكان" السياحيان لشركة مملوكة للدولة تديرها القوات المسلحة، ورئيسها التنفيذي هو الكولونيل لويس البرتو رودريغيز لوبيز كاليهاس صهر راوول كاسترو. وقد اصبح في أبريل 2011 من أعضاء اللجنة المركزية للحزب.

وفي يناير 2013، أدخل الرئيس اصلاحات في مجال الهجرة ترفع القيود الشديدة التي فرضت على المسافرين قبل 50 عاما. واستفاد مئات الآلاف الكوبيين من ذلك، وتوج الرئيس الكوبي اصلاحاته بالإعلان التاريخي عن التقارب مع جارته الشمالية، ما قد يؤدي الى انطلاقة جديدة في اقتصاد بلاده.

لكن راوول العجوز يعرف أيضًا أن لا مستقبل أمامه. ويتعين عليه تنظيم خلافته بعد إعلانه التخلي عن السلطة عام 2018، وقام للمرة الأولى بتعيين شخص لا ينتمي إلى "الجيل التاريخي للثورة" هو ميغيل دياز كانيل (56 عاما) في المنصب الثاني في السلطة.

ومن الآن وصاعدا، سيتكفل الشقيق الاصغر "اليتيم" بالمهمة الصعبة المتمثلة في اضفاء وجه جديد للنظام السياسي الذي اسسه فيدل والعثور على جيل جديد من الحكام ما زالوا حتى الان يعملون طي الكتمان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة