لماذا نشعر بمرور الوقت أسرع كلما تقدمنا في العمر؟
الأحد، 27 نوفمبر 2016 08:33 ص
ساعتان تستغرقهما رحلة سفر كانتا تبدوان عمرًا في طفولتنا، بينما نتساءل وقد جاوزنا الثلاثين فيم مضت الشهور والأعوام، هذا الشعور شائع لدينا جميعا، فحين كنا صغارًا كانت الأسابيع تبدو طويلة، العام كان وقتًا طويلًا جدًا، لكننا حين كبرنا صرنا نتفاجأ بأن عامًا جديدًا على الأبواب دون أن نشعر، وأصبحت السنوات تمضي دون أن ندرك، بحيث صرنا نتحدث عن «عِقدٍ فات» كما لو كالأسبوع الماضي، وحين تسأل رجلا عما فعله في الثلاثين عامًا الماضية تجده يتساءل هل حقًا كبرت إلى هذا الحد؟
الوقت موجود لدينا جميعا بالتساوي، فلماذا نشعر بسرعة مرور هذا الوقت؟ وأحيانا بأننا لا نملك الوقت الكافي لعمل كل ما نريد فعله؟ لعلنا لن نعرف تحديدًا لماذا ينتابنا هذا الشعور، إدراكنا لسرعة مرور الوقت تُكوِّنه أجزاء متعددة في الدماغ، لا يعلم أحد كيف تعمل تحديدًا، وما يبدو في الواقع هو تأثير نفسي بقي حتى الآن ضمن الظواهر الأكثر غموضًا في معظم الثقافات، لكن علماء النفس قدموا تفسيرات مختلفة لمحاولة كشف بعض الغموض، نستعرضها في السطور التالية.
الحقيقة أننا ندرك الوقت بطريقتين مختلفتين، أثناء مروره، وعقب مروره، إلى جانب تذكرنا لشعورنا عما فعلناه في هذا الوقت؛ أثناء مروره نشعر بالوقت يطير حين نمارس فيه نشاطًا نحبه، كأن نقرأ رواية ممتعة، لكن تقييمنا لهذا الوقت بعد مروره يختلف إذ نتذكره أطول من الحقيقة، والسبب هو أننا اختبرنا فيه شيئًا جديدًا، كلما كانت التجربة جديدة إذن كلما احتلت مساحة أكبر في ذاكرتنا وبدا معها الوقت أطول.
حين نجرب شيئًا جديدًا «يكتب» العقل أشياء أكثر من تلك التي يكتبها حين نعيش تجربة مكررة: القبلة الأولى، والمرة الأولى التي تذوقت فيها أكلتك المفضلة، وأول يوم عمل، كلها أشياء يمكنك تذكرها بالتفاصيل وكأنها استغرقت دهرًا.
حين نكون شبابًا، فإن الكثير من التجارب تكون جديدة، ويكون على العقل أن يشفّر الكثير، لذلك يتوهم العقل أن الوقت يمر ببطء، لأننا نقيس الزمن بالأحداث التي نتذكرها عنه