أدوية الحيوانات تعالج البشر
الإثنين، 28 نوفمبر 2016 08:20 ص
بعد إعلان علماء سويسريين في بازل عن وسيلة فعّالة للقضاء على الديدان السوطية لدى الأطفال باستخدام علاج مخصص للكلاب، وفقًا لما نشرته مجلة "نيو إنغلاند" الطبية عقب التجربة على أطفال من جزيرة بيمبا التنزانية، أصبح من الممكن استخدام عدد أكبر من العقاقير المخصصة للحيوانات في علاج البشر.
وتعد مشكلة الديدان السوطية من الصعب التخلص منها، هذه الطفيليات تعيش ما بين الأمعاء الدقيقة والغليظة، ويعانيها نحو 750 مليون شخص عبر العالم خاصة في الدول النامية الاستوائية وشبه الاستوائية، خاصة الأطفال الذين يلعبون في بيئة ملوثة.
وكشفت التجربة أن عنصرًا من الأدوية التي تستعمل من أجل القضاء على الديدان السوطية لدى الكلاب والقطط، وهو Oxanthel-Pamoat يمكن أن يكون فعّالًا أيضًا لدى الأطفال.
ولوحظ خلال التجربة أن هذه الديدان اختفت من أمعاء 31% من هؤلاء الأطفال بمجرد تناول أول حبة من هذه الأدوية، "الرقم لا يبدو كبيرًا، لكن هذه النسبة أفضل من النسبة التي تحققها الأدوية العادية"، يقول بنيامين شبايش، المشرف على الدراسة.
ويتناول الأطفال في المدارس بالكثير من الدول الأفريقية مضادات لهذه الطفيليات، لكنها لا تقضي على جميع أنواعها وليست دائمًا فعّالة، ولكن الدراسة كشفت أن 2.6% فقط من الأطفال اختفى لديهم نوع من هذه الديدان بعد استعمال مادة "ألبيندازول" التي هي أحد الأدوية المستعملة عادة في الكثير من الدول الأفريقية للتخلص من هذه الديدان؛ إلا أن النسبة ارتفعت بشكل كبير بعدما تم مزج هذه المادة بمكون Oxanthel-Pamoat لتصل إلى 92%، وهي المادة التي كانت تستعمل للكلاب فقط سابقًا، حسبما ذكر موقع "دويتشه فيله" الألماني.
تجارب لاستخدام المادة
لكن استخدام هذه المادة في علاج مشكلة الديدان السوطية لدى البشر لا يزال يحتاج تجارب سريرية أخرى مع عدد أكبر من الاختبارات لتحديد الجرعات المناسبة.
في الوقت الراهن، من يرغب في العلاج بهذه المادة يتعين عليه السفر إلى الفلبين، البلد الوحيد في العالم الذي يسمح باستخدامها لعلاج البشر أيضًا. وعلى الرغم من أن تجارب استخدام المادة لعلاج البشر سبق وأن تمت في السبعينات، إلا أن نتائج هذه الدراسات دخلت طي النسيان.
أدوية لعلاج الحيوانات والبشر
ويوضح رولف هومكه من المنظمة الألمانية للدراسات الصيدلية "أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف فعالية أدوية خاصة بالحيوانات في علاج البشر، فقد سبق أن ثبتت إمكانية استخدام مستحضرات طبية خاصة بالحيوانات من أجل علاج بعض الأمراض لدى البشر، لكنها تبقى حالات قليلة".
فعلى سبيل المثال أدوية ضغط الدم التي يستعملها الأطباء منذ وقت طويل في علاج البشر، تم اعتمادها أخيرًا في علاج القطط التي تعاني القصور الكلوي.