«فيس بوك» يجعل اللقاء في الواقع صعبا

الإثنين، 28 نوفمبر 2016 08:30 ص
«فيس بوك» يجعل اللقاء في الواقع صعبا

التعرف على الشخص عبر الـ"فيس بوك" أولًا يجعل من مقابلته لاحقًا خطوة صعبة على أولئك الذين يعانون القلق الاجتماعي، بحسب ما أكدت دراسة أميركية جديدة.

وكشفت دراسات سابقة أن الأفراد الذين يعانون قلقًا اجتماعيًا يفضلون التواصل مع الآخرين عبر الإنترنت بدلًا عن لقائهم وجهًا لوجه؛ حيث تمنحهم مواقع الشبكات الاجتماعية، مثل الـ"فيس بوك"، الفرصة لعمل ذلك. في حين تتناول هذه الدراسة الحديثة الطريقة التي يؤثر بها التفاعل الافتراضي عبر الإنترنت على التفاعل وجهًا لوجه في وقت لاحق؟

نشر باحثون أميركيون من جامعة "بينديكتين" في مدينة ميسا، بولاية أريزونا، وكلية "بروفيدانس" في ولاية رود آيلاند، النتائج التي توصلوا إليها في مجلة (Cyberpsychology،Behavior، and Social Networking).

اختبار الوجوه
وأجرى فريق الدراسة تقييمًا لمستويات القلق الاجتماعي لدى 26 طالبة تتراوح أعمارهن بين 18-20 سنة، باستخدام مقياس القلق التفاعلي Interaction Anxiousness Scale (IAS).

وطُلب من المشاركات حفظ ملامح وجه طالبة زميلة لهن استعدادًا لاختبار التعرف على الوجوه، ووضعت جهازًا على بنصر وسبابة اليد اليسرى للمشاركات في التجربة كمقياس لرد فعل الجلد، وتم تصنيفهن بحسب واحدة من أربع فئات.

الفئة الأولى، هي التعرض لـ "فيس بوك" فقط؛ حيث طُلب من المشاركات حفظ وجه زميلة لهن من صفحة "فيسبوك"، لم يسمح للمشاركات بدراسة وجه الزميلة في الغرفة عينها إلا في الفئة الثانية "وجه لوجه فقط".

في حين طُلب من المشاركات في الفئة الثالثة، وهي "وجهًا لوجه" و"فيسبوك" دراسة صور الـ"فيسبوك" متبوعًا بالتعرف المباشر على الزميلة، في حين أن الفئة الرابعة والأخيرة كانت عكس ذلك.

ثم طُلب من كل مشاركة أن تتعرف على زميلتها في أربع مجموعات صور مختلفة ووضع دائرة حول الصورة المختارة.

إثارة نفسية
كشفت نتائج الدراسة أنه عند لقاء إحدى المشاركات في الدراسة زميلة على الـ"فيسبوك" لأول مرة، فإن لقاءهن وجهًا لوجه عمل على زيادة الإثارة النفسية لدى المشاركات اللاتي لديهن مستويات عالية من القلق الاجتماعي.

وبعبارة أخرى، فإن التعرف على هذا الشخص على الـ"فيس بوك" أولًا لم يجعل من مقابلته لاحقًا خطوة سهلة، بل جعلت هؤلاء المشاركات أكثر قلقًا.

يفترض المحققون أن رؤية المشاركات زميلاتهن على الـ"فيسبوك" أثارت لديهن سلوكيات تقديم الذات، وهو مما أدى إلى قيام المشاركات اللاتي يعانين من القلق الاجتماعي من مقارنة أنفسهن مع أولئك الزميلات.

كما أشاروا إلى أن المشاركات شعرن بالأمان عند رؤية زميلاتهن من الطالبات على الـ"فيس بوك"، ولكن التحول من رؤيتهن على الـ"فيسبوك" إلى الحياة الحقيقية جعلهن يشعرن والعصبية.

قلق اجتماعي
وتعليقًا على هذه النتائج، يقول الباحثون: "سواء كان ذلك تأثيرًا تحضيريًا أو تغيرًا غير مرغوب في المنبهات، فالنتيجة واحدة بالنسبة لمستخدمي الـ"فيس بوك" القلقين اجتماعيًا؛ ألا وهي أن التعارف على الـ"فيسبوك" أولًا قد لا يخدم الأشخاص الذين لديهم قلق اجتماعي، وذلك خلال التعارف وجهًا لوجه لاحقًا، ولكن قد يؤدي إلى زيادة في الإثارة السلبية".

خلص الباحثون إلى ضرورة إجراء مزيد من البحث نظرًا لتزايد شعبية مواقع الشبكات الاجتماعية، التي تتسم حسب قولهم "بتأثير بالغ على أولئك الذين يعانون القلق الاجتماعي".

ولاحظ الباحثون أن أحد قيود دراستهم تمثّل في عدم قدرتهم سوى على تعميم المواقف في العالم الحقيقي؛ حيث لم تكن المشارِكات في الدراسة يتواصلن على الشبكات الاجتماعية باستخدام صفحاتهن على الـ"فيس بوك"، وعلاوة على ذلك، لم يراقب هؤلاء الباحثون سوى سلوك تعرّض المشاركات لزميلاتمن النوع نفسه.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة (Medical News Today) نشرت العام الماضي دراسة أفادت فيها بأن نشاط الـ"فيس بوك" يمكن أن يكون مؤشرًا على الإصابة بمرض عقلي، في حين أشار بحث آخر إلى أن استخدام الـ"فيسبوك" يجعلنا نعيش حياة بائسة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق