كيف تكشف حدقة العين المشاعر؟
الإثنين، 28 نوفمبر 2016 08:30 ص
تعبِّر حدقة العين، أو "البؤبؤ"، عن المشاعر الداخلية للإنسان؛ فهي تتسع عند الشعور بالخوف أو الغثيان أو السعادة. كما يمكن من خلال مراقبة الحدقة معرفة الكثير حيال القرارات الآنية؛ فقد توصل الباحثان فيليام دي غي وتوبياس دونر، من جامعة أمستردام، إلى أنه من الممكن التنبؤ بالقرار الذي سيتخذه الشخص من خلال التدقيق في حدقة عينه؛ فمثلًا إذا كان القرار هو بإجابة "نعم" أو "لا"، فإن "نعم" تكون مسبوقة باتساع الحدقة.
ومن المعروف أن حدقة العين تتسع كثيرًا في الظلام لتتمكن من التقاط أكبر كمية من جزيئات الضوء. وبالمقابل تضيق كثيرًا أمام الضوء الساطع لحماية شبكية العين، لكن الضوء ليس العامل الوحيد المؤثر على اتساع الحدقة وضيقها.
والحالة العاطفية يمكن قراءتها فورًا في العيون؛ فالحدقة تتسع أيضًا عندما نشعر بالفرح الكبير أو الخوف. والمسؤول عن ذلك هو الجهاز العصبي التلقائي الذي يتحكم بالوظائف الحيوية اللاإرادية. وعند وجود خطر ما أو أمر مفرح، يتخذ هذا الجهاز التلقائي القرارات بشكل أسرع بكثير مما يتطلبه اتخاذ القرارات الإرادية. وهذا الجهاز التلقائي نلاحظ دوره خلال عبور الشارع مثلًا وسط زحام السيارات.
وهكذا إذا فرح الإنسان لأمر ما فإن أول رد فعل يأتي من العين التي تتسع حدقتها بشدة حتى قبل أن ينطق الإنسان بأي كلمة، كما أن الحدقة تتغير أيضًا قبيل اتخاذ القرارات.
لكن الباحث الألماني هيلموت فيلهيلم، من "جمعية طب العيون الألمانية"، يشكك في نتائج هذه الدراسة؛ فهو يرى أن هناك إجماعًا بين الباحثين والأطباء على أن العين تتسع قبيل اتخاذ القرارات، لكن هذا الاتساع هو انعكاس للتوتر ويحدث في جميع حالات اتخاذ القرار، بغض النظر إن كان سلبيًّا أو إيجابيًّا، حسبما ذكر موقع دويتشه فيله الألماني.
وهذا يعني أن حدقة العين لا تكذب وأنها تعكس حقًّا الكثير عن الحالة النفسية للإنسان، ولكن ليس بدقة كبيرة حتى اليوم.