«ترامب» يلجأ للعسكريين لمواجهة «داعش» وفوضى النشطاء (تقرير)
الإثنين، 28 نوفمبر 2016 10:33 ص
بدا الخطاب الانتخابي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تجاه العسكريين الأمريكيين متضاربا بعض الشيء، في بعض الأحيان أفرط في الثناء عليهم، وفي أوقات أخرى انتقدهم بشدة، وبعد انتخابه أصبح يميل بشدة تجاه تعيين عدد من الجنرالات المتقاعدين في مناصب كبرى بإدارته، وهو الأمر الذي يبدو مفاجئا إلى حد كبير بالنسبة لقطاع كبير من المتابعين والمحللين، خاصة وأنه كان من المتوقع أن تكون السيطرة لنخبة الاقتصاد ورجال الأعمال في ضوء خلفيته المهنية.
6 قادة عسكريين متقاعدين باتوا مرشحين لتولي لمناصب كبيرة في إدارة ترامب، وهو الأمر الذي يراه عدد من الخبراء بأنه غير مسبوق في التاريخ الحديث في الولايات المتحدة، ولكنه يطرح تساؤلات عدة عن طبيعة السياسات التي سيتبناها الرئيس الجديد في البيت الأبيض داخليا وخارجيا في ضوء احتمالات الهيمنة العسكرية على إدارته.
المستنقع السياسي
ربما تكون هناك العديد من الأسباب، سواء تتعلق بالسياسة الخارجية أو الداخل الأمريكي، بالإضافة إلى أبعاد أخرى تتعلق بالتوجهات الشخصية لترامب نفسه، ربما تجعله يفكر جديا في الاعتماد على القيادات العسكرية لتولي المناصب الهامة في إدارته في المرحلة القادمة، خاصة وأن الأولوية القصوى التي وضعها الرئيس المنتخب أجندته إبان حملته الانتخابية قد تمثلت في القضاء على الإرهاب، وهو الأمر الذي فشلت فيه تماما إدارة الرئيس الحالي باراك أوباما.
قال الباحث الأمريكي فيل كارتر، الذي يعمل لدى مركز الأمن الأمريكي الجديد للدراسات الأمنية، إن العسكريين يحظون باحترام كبير في الداخل الأمريكي، وبالتالي فإن اللقاءات التي يعقدها الرئيس الأمريكي المنتخب معهم ربما تمنحه مزيدا من المجد، حتى وإن لم يختار أيا منهم للعمل في إدارته.
وأضاف الباحث الأمريكي، في مقال منشور له بموقع المركز، أن العسكريين لم يقوموا بتوقيع خطابات من شأنها معارضة ترشحه في الانتخابات الرئاسية مثلما فعل الساسة من أعضاء الحزب الجمهوري الذي كان يقوم ترامب بتمثيله في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، وبالتالي من الممكن أن يعطيهم قدرا كبيرا من الأفضلية، كما أنهم لم يكونوا جزء من المستنقع السياسي سواء في الداخل أو الخارج.
الحرب على إيران وداعش
لعل الحديث المتواتر عن ترشيح الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، لمنصب وزير الدفاع الأمريكي، هو أحد المؤشرات التي تعكس السياسة الخارجية للرئيس الجديد، فشخصية ماتيس معروفة داخل مبنى البنتاجون الأمريكي بالحدة والذكاء، فضلا عن قدرته الكبيرة على بناء روابط قوية مع الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه يحمل توجهات عدائية تجاه إيران، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما إلى إقالته من منصبه كقائد القوات الوسطى بالجيش الأمريكي في عام 2013.
الرئيس الأمريكي الجديد كتب على حساب بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن "ماتيس هو بحق جنرال الجنرالات.. إنها صفقة جيدة."
وأشار الكاتب الأمريكي جريجي جيف، في تحليل منشور له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى أن ماتيس اتسم بشدته الكبيرة خلال خدمته، بالإضافة إلى خبرته الكبيرة في التعامل مع الجماعات والتنظيمات المتطرفة، وسبق له الخدمة في قيادة القوات الأمريكية في كلا من العراق وأفغانستان، وهو ما يمكنه من رسم استراتيجية يمكن من خلالها تطوير الدور الأمريكي في الحرب على الإرهاب في المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى إدراكه لطبيعة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
نشطاء كلينتون
السياسة الخارجية ليست البعد الوحيد الذي يشغل ترامب، فالتظاهرات المشتعلة في الداخل الأمريكي احتجاجا على وصوله للرئاسة الأمريكية وانتصاره على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أحد العوامل المهمة، التي تدفعه للميل نحو الميل إلى اختيار الجنرالات ليكون لهم دورا كبيرا في إدارته.
اعتبر نائب رئيس مركز الحوكمة للدراسات داريل ويست، أن التظاهرات العنيفة التي تشهدها العديد من المدن الأمريكية منذ نجاح دونالد ترامب، والتي يقودها عدد من النشطاء المؤيدين لكلينتون، ربما تؤدي إلى طغيان الجانب العسكري على الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة وأن استمرارها لن يؤدي إلى استقرار المجتمع.
وأضاف ويست أن الأمور ربما تتجه إلى ما هو أبعد من ذلك، وأن الإدارة ربما تتجه إلى تنظيم حملات تهدف لتشويه المعارضة، وكذلك تكليف مكتب التحقيقات الفيدرالية بالتجسس عليهم لكشف خططهم في المرحلة المقبلة.