«الشعراء» و «شطا».. قريتان في مرمى المخدرات (صور)

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 05:11 م
«الشعراء» و «شطا».. قريتان في مرمى المخدرات (صور)
هيثم مراد

عادة ما تطارد السمعة السيئة أشخاصًا أو مهنًا، لأسباب كثيرة، ما ينتج عنها أضرارًا عدة، لكن الأماكن كان لها نصيبًا أيضًا من السمعة السيئة، خاصة بعض القرى في دمياط، التي اشتهرت بأشياء أساءت إليها، رغم تقديمها عدد من الأدباء والعلماء والشعراء الذين ظلوا طوال الوقت وجهًا مشرفًا لمصر أمام العالم بأكمله.

تبدل الحال كثيرًا داخل محافظة دمياط، فبعدما نالت من الشهرة ما لم تنله محافظات أخرى، أصبحت ملاذًا للأعمال المخالفة للآداب العامة، لعل أبرزها تجارة المخدرات التي أكسبت بعض قراها سمعة سيئة ألصقت بها طوال الوقت، كما أصبحت أكثر عرضة لهجمات قوات الأمن عليها، للبحث عن تجار المخدرات والقضاء على أوكار متعاطيها، ما جعلها مناطق غير آمنة.

قرية «الشعراء»

أطلق عليها هذا الاسم؛ نظرًا لنشأة عدد من الأدباء بها، وإثرائهم للحياة الأدبية في مصر، لعل أبرزهم الراحل فاروق شوشة، الذي توفي في سبتمبر الماضي، ودخلت تلك القرية التاريخ بعدما أخرجت مفكرين وشعراء ومبدعين إلى الحياة الأدبية في مصر، لتصبح رائدة في مجال الأدب والفكر والشعر، ورغم هذا الدور الكبير لها، إلا أن أهلها أصبحوا يشعرون بالحرج للانتساب إليها، بعدما أصبح تجار المخدرات يتصدرون المشهد بها، لتموت أبيات الشعر والأدب على دواليب الهيروين والمخدرات المتواجدة هناك.


واشتهرت قرية الشعراء، على مدار العشرة أعوام الأخيرة بترويج «تجار الكيف» للمخدرات، لتصبح وجهة لراغبي المتعة المزيفة، ومقصدًا لهجوم قوات الأمن عليها، فتارة تجد الأهالي يعانون من سوء السمعة لما اشتهرت به القرية، وتارة أخرى تجد الفزع يملأ قلوبهم من تواجد قوات الأمن بشكل كبير طوال الوقت في هذه القرية، وما بين الشعورين يسيطر الغضب على أهالي «الشعراء»، لعدم شعورهم بالأمان وخوفهم على مستقبل أبنائهم.


قرية «شطا»


لم يختلف الحال كثيرًا في قرية «شطا» عن «الشعراء»، فرغم أن القرية تستعد الآن لاستقبال أهم مشروع تنموي على أرض دمياط، إلا أنها مرت بتاريخ طويل من المعاناة، بدءً من غزوات الحملة الفرنسية وصولا إلى تجارة المخدرات التي أصبحت التجارة الرائجة في أرجاء القرية كافة، ففي التصنيف الأمني، تعد «شطا» من البؤر الخطرة، وهي مأوى لمروجي المواد المخدرة والخارجين عن القانون.

ويظهر «الديلر»، هذا الشخص الذي يروج لأنواع المخدرات كافة منذ الصباح الباكر، بينما تهجم قوات الأمن على أوكار التجار وتداهمهم كل مساء، مشهدان تسببا في ذعر الأهالي بصفة دائمة، ومغادرتهم إلى أماكن أخرى للعيش بشكل أكثر استقرارًا، بعيدًا عن من دنسوا تاريخها المشرف.

وقال اللواء نادر الجنديدي، مدير أمن دمياط، إن قوات الأمن تسعى إلى إخلاء المدينة من البؤر الإجرامية، مشيرًا إلى أن تكثيف الجهود الأمنية في هذا الشأن أتى بثماره، مؤكدًا أن دمياط ستسصبح خالية من مروجي المخدرات قريبًا.

وأضاف «الجنيدي»، أن دمياط تمتلك المقومات كافة، لتصبح أهم محافظات مصر، كما أن تعاون الأهالي من أهم السمات التي تشتهر بها تلك المحافظة، مما يجعل قوات الأمن تعمل بكل ثقة للوصول إلى الهدف المنشود.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة