الملكة رانيا تحصل على جائزة «الإنسانية» في لندن
الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 12:30 م
تسلمت الملكة رانيا العبدالله، مساء أمس الثلاثاء، في لندن الجائزة الإنسانية الأولى لجمعية الصحافة الأجنبية، وذلك تقديرًا لعملها في تعزيز التعليم وتمكين النساء وتسليط الضوء على أزمة اللاجئين.
وقالت الملكة رانيا العبدالله - في كلمة ألقتها في الاحتفال الـ17 الذي أقامته جمعية الصحافة الأجنبية بلندن لتكريم الفائزين بجوائز أفضل صحفيين - «إننا الآن أكثر من أي وقت مضى، بحاجة للتركيز على إنسانيتنا».. حسبما أفاد بيان صدر اليوم اﻷربعاء عن مكتب الملكة رانيا.
وقدمت الملكة رانيا العبدالله، الجائزة التي تسلمتها إلى رجال ونساء الأردن، الذين اعتبرتهم الأكثر إنسانية، وتحدثت عما قدمته الأردن للاجئين، قائلة «إن بلدنا صغير، مع القليل من الموارد الطبيعية وتم اختبارنا بصدمة بعد صدمة وأزمة بعد أزمة، ومع ذلك فتحنا منازلنا وقلوبنا لنجد اليوم تقريبًا واحدا من كل سبعة أشخاص في الأردن هو لاجئ سوري».
وأضافت أن اﻷردنيين قدموا أفضل ما في وسعهم وهم متأكدون من أن أفعالهم صائبة، لأنها تمثل أكثر القيم الإنسانية نبلًا. منوهة إلى أن العالم الآن على أعتاب ثورة صناعية رابعة، ولن تكون حياتنا كما هي ولم يعد المستقبل البعيد بعيدًا. وتساءلت عن مدى مواكبة التقدم الإنساني للتقدم التكنولوجيا.
وقالت: الكثيرون يشعرون بالتهديد من خطوة وخيار التغيير، ويشعرون أن العالم الذي يسير بسرعة هو عالم خارج عن السيطرة، مبينة أنهم عندما ينظرون من حولهم، يشعرون أنهم لم يعودوا على علاقة مع ما يرونه، ولا يعرفون ماذا يحمل لهم المستقبل، ويشعرون أنه لا صوت لهم.
وتابع: عندما يغمر الخوف تفكيرنا نتخلى عن منطقنا وتعاطفنا، لأن الخوف ليس استجابة عقلانية، بل هو رد فعل يشعرنا بضرورة مقاومة ورفض غير المألوف، وقد نتخلى عن القيم التي نعتز بها.
وقالت الملكة رانيا العبدالله «رغم أننا نقول إن عالمنا أكثر ترابطًا من أي وقت، إلا أننا ندفع بعضنا البعض بعيدًا، وطرقنا تتجه إلى الأضداد ونفقد الحل الوسط: ننغلق بدلًا من الانفتاح، نتحدث عن الانعزال بدلًا من التعاون، وعن الحدود بدلًا من الجسور، ونسمح للتسميات والصور النمطية للاخرين أن تستبدل الفهم والمعرفة الشخصية».
وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يحاول التكنولوجيون فيه معرفة كيفية ترميز التعاطف في الحواسيب، فإنها تؤمن أن التعاطف الانساني هو الذي يحتاج تطويرًا طارئًا. وقالت: نحن بحاجة لإيجاد طريقنا للعودة إلى أساسيات الاستماع لبعضنا البعض، محاولة الرؤية بعيون بعضنا البعض.
وأكدت أهمية إيجاد طرق لإغلاق فجوات عدم المساواة والتخفيف من القلق الاقتصادي. وضمان أن يشعر الجميع أنهم مشاهدون وأن صوتهم مسموع، ليكونوا جزءًا من التقدم العالمي، لا بمعزل عنه، وشددت على الحاجة إلى إعادة الالتزام بقيمنا المشتركة، ضمن مجتمعاتنا وبينها، وأن نتحمس حول تقدم إنسانيتنا بقدر تحمسنا لتقدم التكنولوجيا الخاصة بنا.
وأشارت إلى أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام لإبقاء القادة على اتصال أفضل بمشاعر الناس الذين يخدمونهم. وقالت: في الوقت الذي نغير فيه العالم من حولنا، يمكن للإعلام المساعدة في ضمان أنه في زمن التكنولوجيا، ما زلنا نهتم ببعضنا البعض كعائلة واحدة.
يذكر أن جمعية الصحافة الأجنبية - التي تأسست قبل حوالي 130 عامًا - هي هيئة مستقلة وغير سياسية تمول من اشتراكات الأعضاء وتعتبر من أعرق الجمعيات الصحفية في العالم والوحيدة من نوعها في المملكة المتحدة.
واشتمل الاحتفال على تقديم جوائز لأفضل الأخبار التلفزيونية والمطبوعة والأخبار على المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى المقالات والتقارير الإخبارية المالية، والوثائقية، والإذاعية، والبيئية، والفنون والثقافة والعلوم، والرياضة، والسياحة.