القافلة تسير وقطر تنبح
الخميس، 01 ديسمبر 2016 11:39 ص
اعتدنا منذ الصغر على السير في حياتنا دون النظر أو الالتفات للآخرين، فطالما كنت شخصًا مُلتزمًا، تُحقق النجاحات وتُدرك طريقك جيدًا؛ تظهر لك بعض الشخصيات التي يؤرقها نجاحك أو تفوقك، ممن يُحاولون دائمًا إفساد طريقك، ومُحاربته بكل الطرق الواضحة منها أو الخفية.. الصريحة منها أو المُلتوية، وما إلى ذلك من مُهاترات بشرية ونفسية لا تنتهي.
الأمر ذاته بين بعض الدول؛ فبعضها يرى نفسه صغيرًا ضئيلًا، لا حول له ولا قوة، رغمًا عن امتلاكه أموالًا طائلة، لكنها لا تعني شيئًا بالنسبة لشبه دولة، لا يتعدى عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، أغلبهم من الأجانب والمُجنسين، ممن يُسيطرون على أغلب مناحي الحياة والعمل، وحتى جيش ذلك البلد الصغير.
لذلك ليس بغريب أن تستمر قطر في مُحاولاتها التي امتدت لما يقرُب من 6 أعوام، منذ أحداث ثورات الربيع العربي عام 2011، في تشويه مصر، وحكوماتها، وانتقاد كل صغيرة وكبيرة بها، حتى وصل الأمر إلى مُحاولاتها خلال الأيام القليلة الماضية، للنيل من القوات المسلحة والجيش المصري، والذي يُعد خطًا أحمر بالنسبة للمصريين.
والمُتابع للإعلام المصري بكل أنواعه على مدار أسبوع كامل يُدرك جيدًا أن قطر بمساسها للجيش المصري، فتحت على نفسها أبواب الجحيم، عكستها حرب إعلامية شرسة شنتها وسائل الإعلام المصرية، والمصريون بشكل عام عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبدو أن قطر انطلقت كالـ«جنيّ» من مصباح علاء الدين، كاشفة عن وجهها الحقيقي مرة أخرى تجاه مصر، فهي تكمُن وتثور، ولا تستطع إخفاء ما بداخلها؛ والدليل على ذلك أنها توقفت فترة ليست بالطويلة، حينما تزعَم العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مُحاولات المُصالحة بين القاهرة والدوحة، والتي برحيله في 2015، بدأت في التلاشي شيئًا فشيئًا؛ وعلى الرغم من مُحاولات العاهل السعودي، الملك سلمان، من الاستمرار على نهج سابقه، فها هي قطر الآن بمجرد أن شعرت بملامح لفتور في العلاقات بين مصر والمملكة خلال الشهور الماضية؛ سارعت في مُمارسة ما اعتادته من «سخافات» وادعاءات، ومُحاولات للتدخل في القرارات المصرية وما يُخص سياساتها الخارجية؛ فالأمر لم يتوقف عند حد قناة «الجزيرة» وادعاءتها، حيث انتقد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في حوار له مع وكالة «رويترز»، الموقف المصري من الأزمة السورية، واصفًا الأمر بـ«المؤسف».
لذا استحقت قطر ما نالته من إهانة مُستمدة من واقعها الفعلي، وليست ادعاءات أو مزاعم؛ فكُلها أرقام وحقائق وتاريخ لا يُمكن إنكاره، ولكن يكفي لهذا الحد الترويج لأفكارها وما تبثه من سموم عبر «الجزيرة»، ربما لم يكُن يعلم بها قاعدة كبيرة توقفت عن مُشاهدتها أو مُتابعة ما يأتي عليها من الأساس، ولنهتم بنهجنا ودربنا في الإصلاح والتطوير، لأن القافلة تسير وستظل قطر تنبح.