«سلاسل الصيدليات».. صداع في رأس «الصحة» (تقرير)

الجمعة، 02 ديسمبر 2016 06:44 م
«سلاسل الصيدليات».. صداع في رأس «الصحة» (تقرير)
أشرف أمين وفاتن صبحي

سلاسل الصيدليات في مصر، ظهرت منذ أكثر من 20 عامًا وانتشرت بشكل كبير مع الوقت حتى أصبح لها فروعا ‏كثيرة، مكنتها من الاستحواذ على سوق الدواء في مصر، بعد احتكارها لعدد كبير من الأدوية بفضل إمكانياتها المادية ‏التي أهلتها لذلك، وجعلت الشركات تسعى لإرضائهم على حساب الصيدليات الصغيرة. ‏

محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء، قال إن سلاسل الصيدليات ظهرت منذ 20 عامًا بهدف تقديم خدمة مميزة غير معتادة للمرضى، وتوفير جميع الأدوية الحديثة أو المستوردة كما قيل وقتها، وازدهرت السلاسل مع قوانين تشجع التجارة الحرة بين الدول ومع مرور الوقت تلاحظ أن السلسلة أصبحت 10، والفرع أصبح أكثر من 500 فرع.

وأضاف لبوابة «صوت الأمة»، «ظهرت بعد ذلك تداعيات سلبية منها استحواذ السلاسل على كميات من الأدوية أكبر من شركات التوزيع بهدف السيطرة على النشاط الصيدلي حتى لا تتمكن الصيدليات الصغيرة من العمل، حتى تعرض قرابة 200 ألف صيدلي للضياع وسط مخاوف من إغلاق 60 ألف صيدلية»، لافتًا إلى أن هذه السلاسل تتعامل مع المريض بشكل تجاري بحت، خاصة وأنه كانت هناك إحدى الفروع تبيع الدواء بالدولار، بخلاف مساعدة هذه السلاسل للمريض عن طريق صيدلي دائم في خدمته، على عكس الصيدليات الصغيرة التي لم تتوفر بها هذه الخدمة سوى في 40% منها في ظل سيطرة بعض الدخلاء عليها.

وأوضح «فؤاد» أن سلاسل الصيدليات توفر كل الأدوية الاستراتيجية المستوردة أو الماركات العالمية، وتسببت هذه الظاهرة في ازدهار تجارة الأدوية المهربة التي لم تحلل أو معرفة الآثار الجانبية، وموجودة داخل جميع السلاسل المختلفة، ما شجع الآخرين على السير في نفس السلوك وتقليده.

وقال الدكتور جورج عطا الله، أمين الصندوق المساعد لنقابة الصيادلة، إن هذه السلاسل موجودة بالمخالفة لقوانين النقابة التي تمنع امتلاك صاحب الرخصة لأكثر من صيدليتين، مشيرًا إلى أنه تم فتح هذه السلاسل بالتحايل على القانون طبقًا لقوانين وزارة الاستثمار بتأسيس شركة لإدارة الصيدليات، وهو غير قانوني لأن الصيدليات تتبع لوزارة الصحة وليس لها علاقة بوزارة الاستثمار.

وتابع: «الإجراء المتبع في هذه الحالة يكون من خلال رفع قضية للمطالبة بغلق السلاسل وسحب الرخصة وبعد صدور الحكم يتلقى المحافظ القرار وأيضا النقابة الفرعية ومن ثم يتم تنفيذ قرار الغلق وليس من المنطقي في ظل قانون يمنع امتلاك أكثر من صيدليتين أن يتملك صاحب إحدى السلاسل لنحو 150 صيدلية»، لافتًا إلى أن هذه السلاسل موجودة منذ 25 أو 28 عامًا تقريبا، وسمح لصاحب الرخصة من قبل مجلس النقابة السابق ومن سبقوه لأنهم كانوا شركاء فيها ومنتفعين من وجودها.

وأوضح «عطا الله»، أن صيدليات «العزبي، ورشدي، وسيف، وعلي وعلي، وعطا لله، ودلمار» على رأس القائمة التي تقدمت النقابة برفع قضايا ضدها، مضيفًا أن بعض أعضاء مجلس النقابة الحالي شركاء في هذه السلاسل.

وقال الدكتور إسلام المنشاوي، صيدلي، إن سلاسل الصيدليات تسبب مشاكل كبيرة بسبب ثقة المريض فيها خاصة وأنها تحولت إلى مكان كبير للتسوق بسبب بيع منتجات لا تمت للصيدلة ولا للأدوية بشئ، مشيرًا إلى أن هناك سلاسل صيدليات كبرى تبيع لعب أطفال وأحذية واكسسوارات ومنتجات تجميل، ومع الانتشار الواسع أكسبها ثقة المريض.

وعن سبب الهجوم على سلاسل الصيدليات حاليًا، أرجع «المنشاوي»، السبب إلى إمكانية وجود تضارب في مصالح البعض من غرفة صناعة الدواء، والمسئولين في وزارة الصحة، خاصة وأن الهجوم يتوجه لسلسلة صيدليات بعينها دون الهجوم على باق السلاسل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة