أوباما وحقبة من الأكاذيب تنتهى بارتكاب انتهاكات بيئية كارثية

الأحد، 04 ديسمبر 2016 05:19 م
أوباما وحقبة من الأكاذيب تنتهى بارتكاب انتهاكات بيئية كارثية
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
بيشوي رمزي

في الوقت الذي إنتقد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما خليفته دونالد ترامب جراء خطابه الأنتخابي المناوئ لفكرة الألتزام بتقليل الأنبعاثات الكربونية، كانت الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها ترتكب إنتهاكات بيئية كارثية لا تقتصر في حدودها على الداخل الأمريكي، ولكنها تمتد مناطق أخرى بالعالم.

من المياه المسمومة في الهند، ومرورا بالهواء الملوث في جنوب إفريقيا، وصولا إلى الكوارث البيئية في أستراليا، فهناك خيطا رفيعا مشتركا بين كل تلك المأسي، متمثلا فى أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، وساهمت إدارة أوباما في تقديم الدعم المالي لمشروعات الفحم والغاز في تلك الدول، لتنتهك بذلك كافة الألتزامات المرتبطة بكارثة التغيرات المناخية.

ويعد الدعم الذى قدمة الكبير الذي قدمه أوباما وإدارته لتلك المشروعات أمرا متعارضا إلى حد كبير مع الرؤية التي تبناها طيلة سنوات حكمة، والتي تقوم على إحترام التعهدات المناخية التي قطعتها الولايات المتحدة الأمريكية على نفسها، معتبرا ظاهرة الأحتباس الحراري بأنها أمر مرعب، ودعا العالم للتعاون من أجل تجاوز تلك الظاهرة وإنقاذ الكوكب من تداعياتها الخطيرة، إلا أن تدفق الأموال الأمريكية لدعم مشروعات من شأنها إحداث كارثة مناخية يبقى بمثابة لغزا محيرا.

مشروع "ساسان" بالهند
ساسان هو أحد أهم المشروعات الطموحة التي تتبناها الهند في المرحلة الراهنة، والذى يعتمد في توليد الطاقة على مناجم الفحم، وبصورة كبيرة في إنارة منازل المواطنين الهنود، والمقرر أن يستفيد منه حوالي 300 مليون شخص، ومنذ إطلاق المشروع الهندي عام 2012، قامت عاصفة من الأنتقادات حول التداعيات البيئية الخطيرة لهذا المشروع، خاصة وانه يعتمد على الفحم الذي يعد أحد أكثر المصادر تلويثا للطاقة بين كل المصادر الأخرى،علاوة على أن الأستخدام المتزايد للفحم أدى إلى تناثر الرماد في المياة بصورة كبيرة مما أدى إلى تسممها، وهو الأمر الذي أدى إلى كارثة صحية كبيرة تعانيها العديد من القرى والمدن الهندية.

فالولايات المتحدة كانت أحد أهم الدول الداعمة للمشروع حيث أنها قدمت 650 مليون دولار لدعم المشروع المثير للجدل من الناحية البيئية وذلك في عام 2010، عن طريق "البنك الأمريكي للتصدير والأستيراد"، وهو البنك الذي يموله دافعي الضرائب من الأمريكيين ودوره يقتصر على دعم الوظائف للأمريكيين والمساهمة في وزارة الخزانة الأمريكية.

وبرغم رفض المشروع الهندي بصورة قاطعة من قبل بنك التمويل بسبب تداعياته السيئة على البيئة،وزيادة الأنبعاثات الكربونية، جاءت المحكمة الوطنية الخضراء في الهند لتؤكد تلك التداعيات الخطرة عبر إصدراها تقريرا قام بكتابته مجموعة من خبراء البيئة والمياه الجوفية، حول وجود مستويات عالية للغاية من الزئبق في المياه الجوفية من جراء الأستخدام المتزايد للفحم، وهو الأمر الذي يساهم بصورة كبيرة في إصابة العديد من المواطنين بالتسمم، ويؤدي إلى خروج أجيال جديدة من المشوهين وأصحاب العيوب الخلقية.

مشروعات" الغاز السائلة" في أستراليا
جزيرة كورتيس تعد أحد الجزر الرائعة في أستراليا والمدرجة في التراث العالمي، بتميز موقعها الرائع قبالة سواحل جلاديستون، إلا أن الجزيرة حل عليها ضيفا ثقيلا في السنوات الماضية، بتأسس عدة مصانع فى الجزيرة للغاز السائل منذ عام 2010، وهو ما أثار قدرا كبيرا من الجدل خلال السنوات الماضية، وبالرغم ما سوق من أن المصانع الأسترالية ستجعل من أستراليا أكبر مصدري الغاز السائل في العالم، وستتمكن من تجاوز قطر، إلا أن تلك الطفرة أدت بالفعل إلى تكسير ولاية كوينزلاند، وتم حفر حوالي ستة ألاف بئر للغاز لتوصيل الغاز المسال إلى المصانع، وهو ما يعني تدمير الجزيرة بيئيا والقضاء على ثرواتها الطبيعية المتواجدة في الساحل.

من جانبها قامت الولايات المتحدة بتقديم قرض تبلغ قيمته حوالي 4.7 مليار دولار لمصنعين من المصانع الأسترالية، موضحة أن تلك المشروعات سوف تساهم بصورة كبيرة في زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون، وذلك بعيدا عن الأنبعاثات التي سوف تصدر عند حرق الغاز المنتج عند إستخدامه، حيث أن تلك الأنبعاثات من المقدر أن تصل إلى 50 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون.

مشروع " كهرباء كوسيل" جنوب إفريقيا
عبارة عن مبنى ضخم بمنطقة مبولامانجا بجنوب إفريقيا، ويمثل فرصة جيدة للغاية للعمل والتنمية خلال المرحلة المقبلة، خاصة وأنه سوف يكون أحد أكبر عشرة محطات للكهرباء التي سوف تعمل بالفحم في العالم بالإضافة إلى كونها أحد أكثرها إثارة للجدل، المشروع يعد أحد أكبر المشروعات التي تم تمويلها من قبل الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، بهدف إحداث قدر من التنمية في دولة جنوب إفريقيا، وقدم بنك التصدير والاستتيراد الحكومي الأمريكي بتقديم مبلغ يقدر بحوالي 805 مليون دولار في عام 2011، وذلك في إطار الدعم الأمريكي للتنمية في جنوب إفريقيا.

وبرغم الدعم الأمريكي للمشروع الذى لم يتوقف، بل إمتد ليشمل تقديم الدعم الهندسي، إلا أن المشروع ربما يؤدي إلى تلوث الهواء بصورة كبيرة في ظل الأعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، وهو ما يعني زيادة الابعاثات الكربونية في الوقت الذي تعاني فيها دولة جنوب إفريقيا من جراء تلوث الهواء.



 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة