بعد «العساكر».. قناة الجزيرة تواصل حملتها لــ هدم الجيوش العربية.. تمارس دعايتها الكاذبة بدعم الجماعات المتطرفة.. وتلعب في الوقت بدل الضائع بعد وصول ترامب

الأحد، 04 ديسمبر 2016 06:34 م
بعد «العساكر».. قناة الجزيرة تواصل حملتها لــ هدم الجيوش العربية.. تمارس دعايتها الكاذبة بدعم الجماعات المتطرفة.. وتلعب في الوقت بدل الضائع بعد وصول ترامب
محمود علي

في مشهد جديد من مشاهد العبث بالمنطقة العربية، تروج القنوات الإعلامية لقطر وتركيا في اليومين الماضيين لجيش جديد في سوريا يدعى «جيش حلب»، وذلك في إطار الحملة الشرسة التي تقودها هاتين الدولتين لتفكيك الجيوش العربية والإسلامية، فبعد الفيلم الوثائقي، الذي حمل الإساءة للجيش المصري وما أثاره من غضب في المحيط العربي، بعنوان العساكر؛ تستمر الدوحة وأنقرة في مسلسل هدم الجيوش وذلك عبر تلميع الجماعات المسلحة، والتي تصنف أغلبها بإنها إرهابية على إنها «جماعات معتدلة» لابد من تسليحها بحجة محاربتها لقوات الجيش السوري.

جيش حلب من الخشب 

وتحت عناوين «جيش حلب رسائل الوحدة بمواجهة الطغاة».. و«جيش حلب.. وحدة عسكرية متأخرة لردع الغزاة»..تبنت مواقع الجزيرة والعربي الجديد حملة شرسة للترويج لهذا الجيش على أنه المنقذ الوحيد للشعب السوري، وادعت قناة الجزيرة نقلًا عن خبراء أن «جيش حلب» هو نتاج وضع مأساوي في المدينة أجبر الفصائل المسلحة على التوحد تحت قيادة واحدة لتشكيل قوة ضاربة تستطيع الدفاع عن المدنيين، بينما تناست القناة وتغاضت عن شرح تكوين هذا الجيش الذي يضم حركة «نور الدين الزنكي» المتهم أعضائها بذبح طفل فلسطيني العام الماضي، فيما وصفت قناة العربي الجديد التي تبث من لندن ويمولها عناصر إخوانية في تقريرًا لها «جيش حلب» بأنه وحدة عسكرية متأخرة لصد الغزو، ونقلت عن إحدى المحللين تعقيبًا على إنشاءه: "هذه الخطوة ضرورية من أجل إدارة المعركة بقيادة موحدة والاقتصاد بكل شيء، من استهلاك الذخيرة والطعام والوقود».

وللرجوع إلى سبب توحيد الجماعات المسلحة السورية تحت اسم واحد؛ فيلاحظ أن هذه الفصائل أطلقت قبل أشهر عملية أسمتها "ملحمة حلب الكبرى"، هدفت فيها لاسترجاع مناطق سبق أن استعادها الجيش السوري وحلفاؤه، إلا أن العملية انقلبت على رأس مدبريها إذ استعاد الجيش السوري المبادرة منفذًا كمائن، أوقعت عددًا كبيرًا من قيادات هذه المجموعات بين قتيل وجريح، ما أنذر ببداية نهاية سيطرتها على الجزء الشرقي من المدينة.

وبعدما تعرضت الفصائل المسلحة في شرق حلب لذلك، أعلنت الفصائل الموجودة في حلب الخميس الماضي، عن حل نفسها جميعًا وانضوائها تحت ما يسمي يـ"جيش حلب" لمواجهة الهجمات العنيفة التي يشنها الجيش السوري وحلفاؤه على المنطقة، وتعيين المدعو "أبو عبدالرحمن نور" مسؤولًا عامًا والمدعو "أبو بشير معارة" مسؤولًا عسكريًا.

فصائل متطرفة
ويتكون جيش حلب من مقاتلين سابقين من نحو 20 فصيلًا مسلحًا متطرفًا، أبرزها حركة أحرار الشام، والجبهة الشامية، وجيش الإسلام، وجند الشام، وحركة نور الدين الزنكي، والحزب الإسلامي التركستاني، ولواء الحق، وفيلق الشام، وجبهة أنصار الدين، بالإضافة لفصائل الجيش الحر مثل الفرقة 13، والفرقة الشمالية، والفرقة الوسطى، وجيش التحرير، وجيش المجاهدين، وجيش النصر، وفرقة السلطان مراد، وكتائب الصفوة، ولواء صقور الجبل".

وبعيدًا عن خسارة المعارضة السورية المسلحة الكثير من مناطقها والذي يراه كثيرون أنه السبب الأساسي في تكوين جيش حلب هذا، هناك سببًا آخر أكده مراقبون وهو إخفاء الجماعات المسلحة أسمائهم القديمة للدمج في جيش واحد، وخروجهم من تحت العقوبات الدولية المفروضه عليهم حيث يصنف أغلبهم كتنظيمات إرهابية في أمريكا وروسيا والأمم المتحدة، كما يعمل هؤلاء في الفترة الأخيرة بمساعدة القنوات الإعلامية القطرية والتركية على الدخول في القائمة الأمريكية الجديدة التي يدعو الكونجرس إلى تسلحيها في الفترة الأخيرة، حيث صوت الكونجرس الأمريكي السبت الماضي لتخويل الإدارة الأمريكية الجديدة وبشكل واضح وصريح، بتسليح المعارضة السورية (المعتدلة) بصواريخ مضادة للطائرات، فيما يعد تحولًا في مجلس الشيوخ الأمريكي الذي رفض مثل هذه الدعوات، لكن هذه الخطوة تنتظر استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، والذي لديه نظرة مختلفة عن الصراع السوري بشكل عام.

قطر والوقت بدل الضائع
وفيما كانت أمريكا عبر مجلس شيوخها تستعد لتسليح الجماعات السورية المسلحة، حذرت روسيا في معرض حديثها عن هذا المكون الجديد (جيش حلب) على لسان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي قال أن: «كافة فصائل المعارضة المسلحة في حلب تخضع لأوامر تنظيم “جبهة فتح الشام” (النصرة سابقًا)»، معبرًا عن اعتقاده بأن الإعلان عن تشكيل «جيش حلب» الجديد، ليس إلا محاولة لتقديم "جبهة فتح الشام" تحت اسم جديد وإخراجه من تحت العقوبات الدولية المفروضة عليه، في نفس الوقت أقر وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ستواصل تسليح المعارضة السورية حتى في حال رفض الرئيس الأمريكي الجديد، ترامب تقديم مساعدات للمعارضة المسحلة.. قائلًا: “الدعم سيستمر، ونحن لن نوقفه، وهذا لا يعني أنه إذا ما سقطت حلب فإننا سنتخلى عن مطالب الشعب السوري”.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة