كيف تواجه «الكنيسة» الإلحاد؟ (تقرير)
الإثنين، 05 ديسمبر 2016 02:28 م
بدأت ظاهرة الإلحاد تنتشر بين الشباب، خاصة في ظل العزلة الاجتماعية التي يعانوا منها، فصاروا لا يتحدثون إلى أهلهم، أو حتى إلى بعضهم إلا عن طريق الـ «فيسبوك»، ومع زيادة نسبة الإلحاد في المجتمع بدأت الكنيسة تتصدى لها من خلال الحوار مع الشباب وحثهم على العودة إلى الله وحضن الكنيسة.
قال القمص صليب متي ساويرس، كاهن كنيسة العذراء بشبرا وعضو المجلس الملي العام، إن الكنيسة تحاول احتواء الملحدين، مشيرا إلى أنها تجري حوارات طويلة ومفتوحة مع الشباب الذين لا يشعرون بوجود الله حولهم، مضيفا: «كلنا معرضون للتجارب القاسية».
ويرى «صليب» أن الإلحاد هو ناتج سلبي نشأ عن ظاهرة العولمة، وبدأ ينتشر بين الشباب مع استخدام موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» دون أي رقابة عليه، فضلا عن إدمان المخدرات، وغياب الحوار مع الشباب سواء من الأهل أو الكنيسة.
وعن كيفية التصدي لظاهرة الإلحاد، قال «صليب» في تصريح لبوابة «صوت الأمة»، إنه يجب احتواء هؤلاء الشباب وعقد الندوات والمؤتمرات للتحاور معهم عن وجود الله.
ورجح إكرام لمعي أستاذ مقارنة الأديان بكلية اللاهوت الإنجيلية، انتشار الإلحاد إلى غياب دور المؤسسات الدينية في استيعاب الشباب، وعدم تفسير الكتب الدينية بشكل جيد، مشيرا إلى أن الملحدين يستشهدون بتفسيرات لآيات الكتب المقدسة عن قمع المرأة لدعم أرائهم.
وأكد «لمعي» في تصريحات لبوابة «صوت الأمة» أن الشباب بحاجة لمن يناقشهم، ويحترم أراءهم دون قمع، وأن يكون متفهما ومستوعبا للفكر الإلحادي، ليتمكن من معرفة مشكلاتهم، ويسعى لحلها.
وأشار لمعي إلى أن البطالة لعبت دورا بارزا في انتشار الإلحاد، لكنها ليس السبب الوحيد، فعدد ليس قليل منهم لديه مشكلات نفسية دفعته للإلحاد.
ويرى «لمعي» أن الظاهرة تنتشر أكثر بين الذكور عن الإناث لأنهم أكثر صراحة.
واعتبر الأنبا أنطونيوس عزيز، مطران الجيزة للأقباط الكاثوليك، أن التسلط الديني، هو أهم أسباب الإلحاد في مصر، وتقديم الدين بطريقة خاطئة والتمسك به بشكل يصل إلى التعصب، وضعف الإيمان بالله.
وأشار في تصريحات لبوابة «صوت الأمة»، إلى أن الشباب يشعرون بالتجاهل، ويجب استقطابهم للخدمة داخل الكنائس وعقد مؤتمرات توعية لهم، موضحا أن مواجهة الإلحاد يجب أن تكون بالتعقل والمثل الصالح ومعايشة الدين بشكل أكثر إنسانية.
وقال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال برنامج «البابا وأسئلة الشعب» الذي يتم إذاعته على القنوات المسيحية، إن الإلحاد أحد النواتج السلبية للعولمة وطغيان الأجهزة التكنولوجية على حياة الناس، فأصبحوا لا يتعاملون مع بشر مثلهم بل مع أجهزة ولساعات طويلة ما أصابهم بالبلادة واختفى التفاعل البشري وانتهت الإنسانية بعد ظهور الموبايل وانتشاره.
وأوضح خلال اللقاء أن الإلحاد أحد أشكال التمرد على سلطة الله أو الأسرة وأحيانا يقع الإلحاد تحت بند التقاليع الجديدة، مشيرا إلى أن الإلحاد أكبر خطر يواجه مجتمعنا لأن الدين له مكانة كبيرة في بلادنا، مضيفا: «حتى لو كانت نسبة الملحدين قليلة إلا أنها خطر».
وأرجع البابا سبب الإلحاد إلى غياب الحوار مع الشباب، فأصبحوا لا ييميزون بين الجيد والردئ، وقال: «دين المسيحية لا يوجد به حلال وحرام، ولكن على الإنسان المسيحي الابتعاد عن كل ما يطفئ محبة الله في قلبه ويزعزع إيمانه».
وأكد أن تطور البشرية مر بمرحلة الأخلاق ثم الدين، ثم جاءت مرحلة الاختراعات وهي مرحلة العقل ثم مرحلة المزاج أو التمرد وهو مدخل للإلحاد ولكل أشكال التطرف والخروج عن المألوف مثلما يحدث حاليًا في موضوع زواج المثليين، وأكد أن الشئ الوحيد الذى يحفظ الإنسان وإيمانه في هذه المرحلة هو تمسكه بالوصايا الإلهية والقانون الكنسي.
وعن كيفية مواجهة تفشي «الإلحاد» قال البابا: الحل أننا نربي الأجيال الجديدة في بيئة إنسانية والاحتكاك بخبرات الأجيال السابقة لأن كل مرحلة عمرية تعبر عن خبرات عايشتها في عصرها، ومزيج الخبرات هو الذي ينشئ إنسانا متوازنا لذا فإننا نجد أن الأطفال الذين يتربون مع أجدادهم أكثر توازنا من الأطفال الذين يذهبون لدور الحضانة.
وأكد أن للكنيسة دور أيضا فعلى كل كنيسة ألا تكون بخيلة في تنمية الأطفال فمنهم يأتى الخادم والراعة والزوجة.