مقابر بني سويف.. عالم الأخرة «المهجور» (صور)

الإثنين، 05 ديسمبر 2016 05:10 م
مقابر بني سويف.. عالم الأخرة «المهجور» (صور)
محمد شعبان

«عالم من السكينة.. تسيطر عليه الدموع ولحظات الوداع.. تنتشر حوله الحيوانات الضالة والغربان.. الرعب تجسد للبشر خاصة في ظلمات الليل.. الأشباح أكثر الشائعات التي أطلقها الأهالي.. والثعابين والحشرات السامة تنتشر في محيطه»، إنها عالم الأخر وبيت الراحلين «المقابر».

«المقابر».. بيوت ذات طابع خاص، تحيط بها هالة من الحزن، نظرًا لأنها أخر البيوت التي يذهب إليها الأحبة، من: «الأهل، والأقارب، والأصدقاء»، حالة من الحزن تحيط بسكنات «الموت»، فمشهد الدموع، والأهات، والوداع، والعويل، هو الشاهد الأول على ذهاب ضيف جديد من الأحياء إلى «سكنات الأموات».

يرتدي جلبابًا وعمامة.. التراب يغطي ملابسه ومعظم ملامح وجه.. يقرأ القرآن على طرف إحدى المقابر.. يجاوره زجاجة مياه وبعض أغصان الصبار.. ينتظر ضيوف الرحمن الباحثين عن مساكن الأخرة.. أنه «التربي»، أشهر شخصيات عالم الموتى.

«التربي».. هو حلقة الوصل بين عالمي «الأحياء، والأموات»، «يتعايش وسط عالم الأشباح»، أحد أبرز الشائعات التي أطلقها رواد «المقابر»، ووسط عملية التطور التي يشهدها العالم، أصبحت «مقابر بني سويف»، خاوية، لا يزورها أحد.

تبدو «مقابر بني سويف» الواقعة بمنطقة «سدمت الجبل»، بمدينة «إهناسيا»، كمنزل قديم خالٍ من سبل المعيشة، تملئه أصوات «الغربان، والكلاب الضالة» التي لا تفسد هدوء الموتى وسكينتهم، حوش المقابر الأول يحيط به من اليمين شجرة تبدو كإنسان عجوز في نهاية العمر، وعلى اليسار قبرًا حديث الإنشاء ينتظر من يسكنه، ووسط عالم الهدوء والرحيل، يتصدر المشهد بعض المودعين، في غياب تام لـ«التربي»، الذي أصبح ضيفًا يأتي لأداء مهام عمله ثم يرحل إلى عالمه الجديد.

وتخلو «مقابر بني سويف» من التربيين ودافني الموتي، وتقتصر على عمل أقارب الموتى في دفن ذويهم، ويقول أحد الأهالي: «التربي أصبحت مهني من الماضي.. وبقا بيجي بالطلب»، موضحًا أن المودعين للموت، أصبحوا يتصلوا بأحد «التربية»، لمساعدتهم في عملية الدفن، مشيرًا إلى أنه يساعد حتى يتربح ويرحل من جديد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق