على جسور العاشقين.. لا خلود للحب كما في «نهر السين»

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2016 05:59 م
على جسور العاشقين.. لا خلود للحب كما في «نهر السين»
محمد الشرقاوي

«برودة الجو تتطلب مشروبا ساخنا، وأحيانًا قبلات وأحضان، وأخرى كتابة على الأشجار والكباري، ومناديل السهرة وشواطئ المدن الساحلية».. الحال هكذا في سجلات العشاق المصريين.. على جسر العاشقين «السين» سابقًا بفرنسا، وضع الآلاف - إن لم يكن زادو - أقفال حديدية سجلت أساميهم كشاهد على قصص الحب الأفلاطونية، كان يراها المصريون وتمنوا أن لو حالفهم الحظ ووضعوا أقفالا في شباك الجسر.

لم تمنعهم الأمنيات من تسجيل قصص حبهم، كل حسب حالته المزاجية، شابان في ربيع عمرهما، ذهبا إلى كوبري ستانلي بالإسكندرية، دفع العشق المتدفق بين جنبات صدورهم إلى ضرورة تسجيل تلك القصة عساها تكون شاهدا أمام الجميع.

مداعبة خفيفة تبادلتها العيون الهائمة، وكلمات هدأت أمواج البحر حين النطق بها، تناقلتها الرياح لتطرق كل أذن عاشقة، فالاعتراف بالحب كفيل أن تسكن له كل حواس الكون، هكذا ارتأى الشابان الذان أرادا تسجيل قصة حبهما بـ«قفل حديدي» كما الحال في جسر السين بفرنسا.

أخرجت الفتاة أدوات طلاء أظافرها، لتكتب على القفل أول حرف من اسم حبيبها، وأعطته ذات اللون ليسجل أول حرف منها، وطلا كل منهما مفتاحه، وقبل أن يلقيا به في الأمواج المتراطمة أسفل الكوبري، نطقا بـ«يمين العشق» على الأمواج التي ستحمل المفاتيح تسجله هو الآخر، ظانين أنه لن يستطيع أحد أن كسر الميثاق الذي أخذاه على نفسيهما بألا يفترقا مهما كان.

لم تكن تلك القصة الأولى من نوعها في مصر، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» صورة لأول قفل للعشاق على كوبرى قصر النيل، كتقليدًا لما يحدث على جسر الفنون بباريس الذي يمتلئ بأقفال الأحباب حيث يقوم العشاق على هذا النهر بتعليق القفل على الجسر، ورمى المفتاح في النهر، لتخليد حبهم ليصبح «أبديًا».

يبدو أن المصريين لم يعلموا أن الأبدية في هذا العالم مستحيلة، وأن تلك الجسور التي تسمى بممرات العاشقين، أحيانًا لا تتحمل قصص الحب التي أثقلتها مرارة الأيام، حيث قررت بلدية باريس في وقت سابق، إزالة تلك الأقفال لما قد تسببه من انهيار الجسر للجسر بسبب زيادة الوزن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق