ترامب يضرب «بعصا تايوان» لمجابهة السياسات الصينية

الثلاثاء، 06 ديسمبر 2016 02:55 م
ترامب يضرب «بعصا تايوان» لمجابهة السياسات الصينية
بيشوي رمزي

جاء الأتصال غير التقليدي الذي أجراه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنظيرته التايوانية أمس الإثنين ليحمل معه أسرارا غامضة، ربما تثير التساؤلات حول ما إذا كان الأتصال قد تم إرتجاليا من قبل ترامب أم أنه مقصود، في ظل التوتر الحالي مع الصين من جراء السياسات التجارية الصينية والتي أعرب ترامب عن رفضه الكامل لها سواء خلال تصريحاته أثناء حملته الانتخابية أو بعد إنتصاره الأنتخابي.

فالجمهوريون من جانبهم أشادوا بخطوة ترامب، معتبرين إياها بمثابة إستراحة منعشة من التقاليد الدبلوماسية التي تتبناها الولايات المتحدة منذ حقبة الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، ويمكنها إرساء قواعد صحية للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين خلال المرحلة المقبلة، إلا أن الأمر الملفت للأنتباه في هذا الإطار أن الرئيس المنتخب لم يحرك ساكنا لإنهاء حالة الجدل التي ثارت حول الأتصال التليفوني الذي تحدث فيه مع زعيمة تايوان تساي بينج وان، وحرصة البالغ على الألتزام بالصمت، ليأتى مخالفا لتفاعله على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في إنتقاد السياسات الصينية التجارية والعسكرية، وهو ما يعكس خطوة ترامب بأنها كانت متعمدة في إطار التلويح بالعصا التايوانية في مجابهة السياسات الصينية.

غياب التنسيق
وتشير التقارير إلى أن المكالمة الهاتفية المثيرة للجدل التى أجراها دونالد ترامب من تلقاء نفسه، جاءت دون إستشارة وزارة الخارجية الأمريكية أو حتى البيت الأبيض، بل أنه تجاهل أيضا المعهد الأمريكي في تايوان، وهو المكتب المسئول عن تنسيق الأتصالات الأمريكية بتايوان، مما أثار عدة إنتقادات من جانب عدد من السياسيين والمحللين.

يقول كريس ميرفي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أن الأتصال التليفوني بين "ترامب وبينج وان " سوف يلاقي قدرا كبيرا من الأستياء في الصين، وربما يفتح الباب أمام مزيد من الخطوات قد تنتهي بإعتراف أمريكي بإستقلال " تايوان" عن السيادة الصينية، وهو الأمر الذي لن تقبله الصين، وبالتالي فإن الأمر ربما يفتح الباب أمام حربا مستعرة في أسيا.

وأضاف عضو الكونجرس الأمريكي، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن الاتصالات الهاتفية التي يجريها الرؤساء هي أحد المحاور الرئيسية التي ينبغي أن تقوم بخدمة أهداف السياسة الخارجية، معتبرا غياب التنسيق أمرا في غاية الخطورة، مستطردا "هكذا تبدأ الحروب.

رسالة واضحة
فيما أخرون أن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي المنتخب تبدو مدروسة للغاية، وتحمل رسالة واضحة للصين، في ظل التوتر الراهن بين البلدين في المرحلة الراهنة، وهو الأمر الذي يتوافق بصورة كبيرة مع التعهدات التي قطعها ترامب على نفسه خلال حملته الأنتخابية، وتأكيدة أنه سوف يتخذ موقفا قويا تجاه الصين.

ويقول الكاتب الأمريكي مارك تيسين، في مقال منشور له بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن رسالة ترامب للصين كانت واضحة تماما، مفادها هو أن الحكومة الصينية تواجه رئيسا مختلفا، يصعب التنبؤ بأفكاره وتوجهاته، وأنه على إستعداد للإنقلاب على الأفكار النمطية التي سيطرت على العلاقات بين البلدين طيلة العقود الماضية.

إعتراف ضمني
ويبقى التساؤل حول ما إذا كان الأتصال الهاتفي بين ترامب والزعيمة التايوانية، والتي وصلت إلى سدة السلطة في بلادها في شهر مايو الماضي، سيكون مقدمة لخطوات أخرى في المستقبل، خاصة إذا ما استمرت حالة التوتر الراهن بين الولايات المتحدة والصين.

ويقول الكاتب الأمريكي جوردون تشانج أن فريق ترامب عندما تحدث عن الأتصال الهاتفي وصف زعيمة تايوان بلقب "رئيسة"، وهو الأمر الذي ربما يعكس توجها مستقبليا للأعتراف بتايوان كدولة مستقلة في المستقبل، موضحا أن السياسة الصينية تجاه تايوان قامت على إقناع مختلف الأطراف الدولية بإستعدادها لشن أعمال عدائية في حالة نجاح المسعى التايواني للحصول على إعتراف دولي، وهو الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة لدى العديد من الدول، من بينهم الولايات المتحدة، إلا أن الواقع ليس كذلك، خاصة وأن السياسة التايوانية تقوم في الأساس على حل الخلافات مع الصين تدريجيا، وبالتالي ربما لن تكون هناك فرصة لقيام الحروب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة