لكم سياستكم.. ولنا سياستنا
الأربعاء، 07 ديسمبر 2016 11:17 ص
أخبار هنا وهناك.. ما بين الحقيقة والشائعات.. بعضها لتحقيق السبق الصحفي، والآخر للتحريض وبث الفُرقة، ولكن جاءت زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدولة قطر ضمن الجولة الخليجية الحالية التي يقوم بها؛ لتُزيد من تلك الشائعات المُغرضة، حيث مُحاولات إرجاع أسباب الزيارة إلى ما بين مصر والسعودية من خلافات في وجهات النظر.
وفي واقع الأمر، التزمت الأصوات العاقلة من السياسيين السعوديين؛ الصمت في التعليق حول ذلك الأمر، وحتى من صرح منهم أو أعرب عن رأيه، فقد نفى تمامًا أى صلة للزيارة وموقف المملكة من القاهرة، خاصة بعد أن تناقلت الوسائل الإعلامية المختلفة تفاعُل الملك سلمان مع الترحيب القطري به، ومُشاركته في رقصة «العرضة» الخليجية، ذلك المقطع المُصوَر الذي تم الترويج له على نطاق واسع في إشارة إلى متانة العلاقات السعودية القطرية على حساب العلاقات مع مصر.
ويبدو أن المُـتحدثين أو المُروجين لتلك الأوهام الواهية، قد تناسوا أن الملك سلمان قام بالأمر نفسه خلال مُشاركته دولة الإمارات العربية المتحدة احتفالاتها بعيدها الوطني الـ45، وقُبيل انطلاقه إلى قطر.
كما تناسى هؤلاء العديد من الخلافات السعودية القطرية التي شابت العلاقات بين الجانبين منذ عهد العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، صاحب الموقف الواضح تجاه مصر، والذي أصدرت المملكة في عهده قرارًا صارمًا بإعلان جماعة «الإخوان» جماعة إرهابية، وتجريم استخدام شعار «رابعة»، إضافة لإعلانها بجانب الإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة اعتراضًا على سياسات قطر، والتي اتهمتها الدول الثلاث -بحسب تقارير صحفية نُشرت في صُحف خليجية وسعودية حينذاك- بتهديد الاستقرار السياسي والأمني لدول الخليج، حيث دعمها للإرهاب في مصر وسوريا واليمن.
الغريب في الأمر أنه بمُحاولة التحاور مع أصحاب تلك الرؤى؛ لا تجد منهم أسبابًا منطقية لاستمرار الخلافات بين مصر والمملكة، والترحيب بالعلاقات والتقارُب مع قطر؛ فإن كان السبب بحسب ما يدور من أقاويل حول علاقات مصرية إيرانية في إطار المصالح السياسية، فلا يُخفى على أحد الروابط الاقتصادية القوية بين طهران والدوحة، وتوقيع الاتفاقيات الأمنية بينهما، وأيضًا تقاسُم حقل غاز بارس الجنوبي، إضافة إلى ترحيب قطر بالاتفاق النووي الإيراني الذي كانت ترفضه دول الخليج بشدة وفي مقدمتها السعودية، إلى جانب عرض الأمير تميم بن حمد خلال الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة استضافة الوساطة بين طهران ودول الخليج، وغيرها الكثير من المواقف التاريخية في السياق ذاته.
في حين أن موقف مصر ثابت تجاه إيران، حيث قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران منذ ما يقرُب من 27 عامًا، واتهامها لإيران مع بداية الثمانينيات بدعم الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، أيضًا موقف القاهرة ثابت وغير «مُتلوّن» تجاه الكثير من الملفات والقضايا السياسية، حتى وإن كان هناك بعض التغيُرات فهى في الإطار السياسي المقبول طبقًا للأعراف الدولية المُتعارف عليها، ورؤية كل دولة لمصالحها فيما لا يضُر الآخرين؛ فلكل دولة سياساتها الخارجية وسيادتها الخاصة حتى وإن اختلفت مع بعض الأشقاء؛ فلكم سياستكم.. ولنا سياستنا.