صحيفة أمريكية: الاتحاد الأوروبي في خطر بسبب أصوات الناخبين

الأربعاء، 07 ديسمبر 2016 12:53 م
صحيفة أمريكية: الاتحاد الأوروبي في خطر بسبب أصوات الناخبين

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن مستقبل الاتحاد الأوروبي أصبح على المحك في ضوء ظهور شبح جديد أمام زعماء القارة يتمثل في صوت الناخبين، مما زاد من خوف الأوروبيين على مستقبل قارتهم.

وقالت الصحيفة –في تقرير لها نشرته على موقعها اإلكتروني اليوم الأربعاء- إن ثورة صناديق الاقتراع باتت تدق ابواب القارة المضطربة؛ حيث انتهز المواطنون هذا العام فرصة الإدلاء بأصواتهم لعزل كبار المسئولين والانزلاق بقارتهم نحو المجهول.

وكان آخر من أطيح بهم هناك هو رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي في ضوء رفض أمته بأغلبية ساحقة الموافقة على خطة إصلاحاته في نهاية الأسبوع الماضي، كما تواجه فرنسا وألمانيا وهولندا جميعها موسما انتخابيا قاسيا خلال العام القادم، ويبقى مصير الاتحاد الأوروبي مرهونا باختيار الناخبين.

واعتبرت الصحيفة أن مشاعر الاستياء في أوروبا زادت جزئيا نتيجة استمرار تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت عام 2008 ولا تزال تعصف بالعديد من أسواق العمل في أوروبا، غير أن الأحزاب المناهضة للمؤسسة الحاكمة تزدهر حتى في الدول الثرية التي نجت من تداعيات الأزمة، لتستفيد من تنامي الاستياء العام تجاه قضية المهاجرين، وتزايد المخاوف بشأن المستقبل، بجانب ردود الأفعال العنيفة تجاه العولمة التي أصبحت في حد ذاتها توجها عالميا.

وأوضحت الصحيفة أن السياسيين في أوروبا بدأوا يقدمون تنازلات لأحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف في محاولة لكسب رضاهم، ففي فرنسا، أعلن الرئيس فرانسوا أولاند، بعد أن تراجعت شعبيته لـ4%، بشكل غير مسبوق- نيته في عدم الترشح لولاية ثانية حتى تتاح فرصة النجاح أمام اشتراكي آخر.

وفي ألمانيا، طالبت المستشارة أنجيلا ميركل بضرورة منع ارتداء النقاب في ألمانيا بأي وسيلة ممكنة، في خطوة فسرت بأنها تنازل من ميركل لقوى اليمين المتطرف في بلدها بعد أن جعلت من ألمانيا الدولة الأولى في العالم من حيث الترحيب باستقبال اللاجئين خلال العام الماضي، لا سيما وهي تستعد لإعادة انتخابها خلال أشهر.

بينما يقف زعماء هولندا –وهم في طريقهم لخوض موسم انتخابي جديد في شهر مارس القادم- في حيرة من أمرهم بين محاولة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع دولة أوكرانيا المضطربة وبين الرضوخ أمام إرادة الاستفتاء الشعبي الذي أجراه قادة اليمين المتطرف وقرر عدم موافقة هولندا على التصديق على اتفاق تجاري مهم بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.

وأوضحت «واشنطن بوست» أن هذه المشاكل تتزامن مع بدء القادة الأوروبيين التفاوض على بنود انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وهو التحول التاريخي الذي طرأ على اتحاد دول خرجت مصابة بويلات الحرب العالمية الثانية.

وتعليقا على ذلك، قال مارك ليونارد، رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مهد بالفعل الطريق أمام فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية، بل إن انتخابه ربما يجعل من الممكن فوز مارتين لوبان في فرنسا، وفي حال فوز لوبان فإن ذلك قد يمثل صدمة لنظام أوروبا بالكامل بما يفوق مرات عديدة صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة