صدام وشيك بين الكونجرس والبيت الأبيض بسبب خارجية «ترامب»

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 03:44 م
صدام وشيك بين الكونجرس والبيت الأبيض بسبب خارجية «ترامب»
بيشوي رمزي


الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اتجه نحو اختيار الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، ريكس تريلسون ليشغل منصب وزير الخارجية في إدارته، وهو الاختيار الذي من شأنه إثارة المزيد من الجدل حول السياسات التي سوف يتبناها الرئيس الأمريكي الجديد خاصة داخل الكونجرس أثناء اعتماد اسم الوزير الجديد، في ضوء الرغبة العارمة لدى الجمهوريين والديمقراطيين في تقويض محاولات التقارب بين روسيا والولايات المتحدة والتي تبدو واضحة في الخطاب الذي تبناه ترامب منذ ترشحه للرئاسة في الولايات المتحدة.

الكونجرس بشعبتيه حاول عدة مرات، منذ الانتصار الذي حققه ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت الشهر الماضي، في فرض سياسة الأمر الواقع على الرئيس الجديد من خلال تمرير حزمة قوانين جديدة، على رأسها قانون القيصر، والذي يهدف إلى فرض العقوبات على كافة الكيانات الداعمة للنظام السوري، ومن بينها روسيا، وهي القوانين التي من شأنها خلق حالة من التوتر بين واشنطن وموسكو.

والمفارقة تتمثل في أن تريلسون يتشابه مع ترامب في انعدام خبرته فيما يتعلق بقضايا السياسة الخارجية في الولايات المتحدة، إلا أنه تمكن من تكوين شبكة من العلاقات مع مسئولي العديد من الدول من خلال الصفقات التي سبق له وأن أبرمها مع العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وأوراسيا باعتباره ممثلا لأكبر الشركات العاملة في مجال الطاقة في العالم، وبالتالي كلاهما يتمتع بقدرة كبيرة على إجراء الصفقات.

تقول شبكة "سي إن إن" الإخبارية أن الرئيس الأمريكي اختار تريلسون بناء على ترشيحات عدد من الساسة الأمريكيين الذين سبق لهم وأن تولوا منصاب قيادية في الإدارات الأمريكية السابقة، من بينهم وزراء الخارجية الأمريكيين السابقين جيمس بيكر وكونداليزا رايس، بالإضافة إلى وزير الدفاع الأمريكي السابق بوب جيتس.

اختيار تريلسون ليشغل منصب وزير الخارجية الأمريكية ربما يضع اللبنة الأولى في طريق التوتر بين البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي في المرحلة المقبلة، في ظل القلاقل الحالية من جانب الجمهوريين من التوجهات التي سوف يتبناها الرئيس الأمريكي الجديد تجاه روسيا بعد تنصيبه رسميا في 20 يناير المقبل، كما أنه في الوقت نفسه ربما يكون نقطة انطلاق الديمقراطيين لبدء حملتهم لاستعادة الأغلبية في الكونجرس خلال المرحلة المقبلة.

يقول الكاتب الأمريكي ستيفن كولينسون أن عددا من أعضاء الكونجرس الأمريكي ممن ينتمون للحزب الجمهوري يشعرون بحالة من القلق الشديد من جراء اختيارات ترامب، حيث أن الهاجس الأكبر بالنسبة لهم بعد اختيار وزير الخارجية، يتمثل في اتخاذ سياسات متوافقة مع الرغبات الروسية، بعيدا عن المصلحة الأمريكية.

الوزير الأمريكي الجديد يبدو غامضا إلى حد بعيد، حيث أن مواقفه ربما تكون غير معلومة تجاه العديد من القضايا الدولية الشائكة والتي ربما أثارت رؤية ترامب تجاهها الكثير من الجدل منذ ترشحه للانتخابات الأمريكية، ولعل أهمها الموقف من الأزمة السورية، وحلف الناتو، وظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى الموقف من ملف كوريا الشمالية النووي.

يقول كولينسون أن تريلسون يبدو مطالبا بتوضيح رؤاه في ضوء ضعف سيرته الذاتية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، خاصة وأن الشخص الذي ينبغي أن يشغل هذا المنصب يجب أن يكون لديه قدرة على التفاوض، بالإضافة إلى الإلمام بالتاريخ الأمريكي لفهم الدوافع المعقدة للشركاء والخصوم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق