5 قصص ترصد اللحظات الأخيرة لـ «شهداء البطرسية» (تقرير بالفيديو)

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 04:42 م
5 قصص ترصد اللحظات الأخيرة لـ «شهداء البطرسية» (تقرير بالفيديو)
أية أشرف أبو النجا


لا يوجد في عالمنا من يمتلك القدرة على أن يتنبأ بما سيحدث له، ولا يتخيل أحد قط أن ذهابه للصلاة في أحد بيوت الله يمكن أن يودي بحياته، لم تتوقع نيفين أو إنصاف أن أجراس الكنيسة ستخفت تحت وطأة صوت انفجار إرهابي سيؤدي بحياتهما داخل واحد من أكثر الأماكن حساسية وقدسية.

 
"تنبأت بالخطر على الكنيسة"
 
«هتوحشوني وهتوحشيني يا ميس ماري» آخر ما كتبته الطفلة سوسنا تامر ابنة القس بولس، كاهن الكنيسة البطرسية، قبل تعرضها لإصابة بالغة فقدت بسببها الوعي حتى الآن، بعد أن نالت منها يد الإرهاب الآثمة.

طفلة صغيرة بالصف الثانى الابتدائي، ذات وجه ملائكي، وابتسامة صافية، مهذبة ورقيقة، هكذا وصفت "ميس مارى" مُعلمة سوسنا تلميذتها، أثناء مداخلة هاتفية بفضائية "ON" قائلة: «حلمت بسوسنا قبل الحادث بيومين، كانت جاية تجري عليا وتقولي شوفي يا ميس أنا طبعت ورقة مكتوب عليها "فكر قبل ما تعمل" واديتها لكل الناس عشان ما يعملوش حاجة وحشة من غير ما يفكروا، بس أنا زعلانة يا ميس نسيت أحطها على باب الكنيسة، خايفة حد يعمل فيها حاجة».

"اختارت قدرها بنفسها وتركت دمها على ملابسي"

- لم تتوقع "إنصاف" 18 سنة  أن تمسكها بالصلاة فى الكنيسة البطرسية، سينهي أحلامها وحياتها، أو أن تبدد ترتيباتها مع خطيبها "بولا" للزواج، لتتركه وحيدًا ملطخًا بدمائها وتذهب هى عروس إلى السماء. 

بولا الشاب القبطي الذي فقد حبيبته في حادث تفجير الكاتدرائية، يرتدي ملابسه الملطخة بدماء "إنصاف" منذ الحادث، يتلقى عزائها في ذهول وكأن عقله لم يستوعب أنه أصبح وحيدًا.

ملامحه تُكذب أن حبيبته غادرته إلى الأبد، انفجر في البكاء قائلا: «طلبت تصلي في البطرسية، رحنا كنيسة تانية كان القداس خلص، قالتلي نروح البطرسية بس ما تسبنيش، خليك ماسك إيدي يا بولا».

ذهبت إنصاف إلى رُكن السيدات، وبعد دقائق سمع حبيبها صوتًا مرعبًا انقبض قلبه بعد أن شاهد، غبار الكراهية يملأ الكنيسة، هرع بولا وظل يبحث عن حبيبته، دقائق وكأنها الدهر، صرخات وهلع وفوضى في مكان له قدسيته، مشهد لن يمحى من ذاكرة الشاب، فرائحة الدم تملأ المكان في لحظات توقف فيها الزمن، يضيف بولا: كل ما أمشى حد يستنجد بيا، لحد ما وصلتلها لاقيتها تحت الدكة والخشب متكسر عليها جسمها كان سليم، بس غرقانة في دمها.

يكمل الحبيب الذي فقد أمله: مقدرتش أشيلها وكانت فاقدة الوعي، أخدتها على كتفي، بوستها وحضنتها على أمل إنها تصحى، لكن مفيش حاجة كبيرة على ربنا، مغيرتش هدومى هودي إنصاف لربها زي ما سبتها، هي مغيرتش هدومها هغير أنا ليه دي أنضف حاجة فيا دلوقتي».

"طبيبة وشهيدة..من نفس المكان" 

طبيبة ذكية، مهذبة، وتتمتع بحُسن الخُلق، تدرس اللغة القبطية وتنقلها لأطفال كنيستها بسماحة وطيب خاطر، تخرجت من كلية الطب جامعة عين شمس، لم أشاهدها كثيرًا لكن دائما ما كنت أسمع عنها وعن تفانيها في عملها وأخلاقها، هكذا وصف القس ميخائيل أنطون تفاصيل حياة الشهيدة نيفين عادل سلامة.

«بنتى نيفين فين ..الدكتورة بنتى فين»، هكذا صاحت والدة الشهيدة عندما علمت بالخبر، هرعت إلى مستشفى الدمرداش التي انتقلت إليها ابنتها، لتطمئن عليها، تنتظر رد الطبيب بالأطمئان إلا أنه مزق فؤادها وكشف عن وجه ابنتها قائلًا: «شدى حيلك».


"إعاقتي أنقذتني.. وزوجتي تركتني"

لم يصدق "مجدي رمزي" أن الإرهاب انتزع منه أعز ما يملك، زوجته التي رافقته في دروب الحياة عبر رحلة امتدت لأكثر من 37 عاما وأثمرت عن 12 حفيدًا.

يقول مجدي: «كنت في الكنيسة وعلشان أنا معاق في رجلي، قعدوني قريب من القداس، وقبل ما القداس يخلص بنص ساعة سمعت صوت فرقعة كبيرة كأنه زلزال.

حالة من الخوف والفزع انتابت الرجل القعيد، ظن أنه يوم القيامة، فقد تناثر الحطام في كل مكان، والأتربة تحجب رؤيته، صرخ الرجل: فين مراتي؟ وفين عيالي؟.

أخبرته ابنته الكبيرة بأن والدتها في عداد الضحايا الذين نقلوا إلى مستشفى الدمرداش، "قومناها مفيهاش نفس"، قاطعها والدها وقلبه يرتعد خوفًا من فراقها ذهب إلى المستشفى وصاح بأعلى صوته: عاوز أشوف مراتي.. أدونى مراتي حرام عليكوا.

 بحث بقدر استطاعته بين كل الضحايا لكنه لم يجدها إلى أن أتى ابن شقيقته وصعقه بكلمتين: «شد حيلك»، تأكد أنها فارقته بعد أن كان يمني نفسه بأن تكون في عداد المصابين، بل كان يتضرع إلى الله بأن تكون على قيد الحياة حتى ولو كانت قعيدة مثله، هكذا انهار "مجدي" الذي فقد زوجته وهو يسرد لحظاتها الأخيرة مع الإعلامي "معتز الدمرداش" خلال برنامج "90 دقيقة"، الإرهاب لم يرحم ضعفه بل ترك له حفيدة مصابة في حالة خطرة.

"قولت للسيسي عاوز حق مراتي وبنتي" 

مأساة أخرى، عماد أمين، الذي فقد زوجته وابنته في حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، انفجر خلال مداخلة هاتفية في برنامج "90 دقيقة"، على قناة "المحور"، قائلا: أخذت البركة باستشهاد زوجتي وابنتى، وقولت للسيسي عاوز حق مراتي وبنتي قالي حقك مش هيتأخر".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق