«حلب» تستغيث والجامعة العربية تلبي النداء (تقرير)
الخميس، 15 ديسمبر 2016 11:33 ص
تطرح الأزمة السورية نفسها بقوة على مائدة النقاش بالجامعة العربية، خاصة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها مدينة حلب، والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية هناك بصورة كبيرة، حيث طالبت قطر بعقد اجتماع على مستوى المندوبين، بينما تقدمت الكويت بطلب آخر لعقد اجتماع وزاري لمناقشة الأزمة السورية وتداعياتها.
ربما تكون الجامعة العربية لا تملك الكثير من أدوات التأثير في الأزمة السورية، إلا أن المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان حلب ربما كانت دافعا مهما لإعادة إحياء دورها في المرحلة المقبلة، خاصة مع حالة الصمت الدولي الكامل في مواجهة كل الانتهاكات التي تشهدها المدينة السورية.
-تقاعس دولي
من جانبها، ترى الجامعة العربية أن هناك حالة من التقاعس من جانب المجتمع الدولي تجاه ما يحدث في سوريا، في ظل طغيان الصراع بين القوى الدولية على المشهد السوري، والذي تحول إلى ساحة للصراع بين النفوذ الأمريكي والروسي في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في استخدام حق الفيتو بين القوى الدولية الكبرى داخل مجلس الأمن الدولي لمنع قرارات تقضي بوقف إطلاق النار.
وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء، إن هناك ضرورة لوقف إطلاق النار فوريًا وأن تتوقف كل أطراف الصراع عن ارتكاب الانتهاكات والممارسات الوحشية التي تفوح منها رائحة الانتقام، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في هذا الإطار.
كان «أبو الغيط» قد أدان بشدة في بيان صحفي الأسبوع الماضي استخدام كل من روسيا والصين لحق الفيتو داخل مجلس الأمن لمنع صدور قرار بوقف إطلاق النار في حلب، معتبرا أن ذلك من شأنه زيادة المعاناة الإنسانية لسكان حلب في المرحلة المقبلة.
-الجانب الإنساني
ولكن يبقى الجانب الإنساني مدخلا مهما في المرحلة المقبلة لإنقاذ سكان حلب والذين يعانون من جراء الهجمات الوحشية التي تستهدفهم من مختلف أطراف الصراع، كما أنه ربما يكون الباب لاستعادة دور فعال للجامعة العربية ليس فقط في القضية السورية ولكن في مختلف القضايا العربية الأخرى.
من جانبه، قال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تداخل العديد من الأطراف الدولية في الأزمة السورية يعد سببا رئيسيا في تهميش دور الجامعة في ضوء الدور الروسي والتركي والإيراني، بالإضافة إلى حالة الانقسام الراهنة بين الدول العربية والذي يمثل معتقل رئيسيا في هذا الاتجاه.
وأضاف يوسف، في تصريح لبوابة «صوت الأمة»، أنه بالرغم من تلك المعوقات، فإن إدارة الجامعة منذ تولي الأمين العام أحمد أبو الغيط المسؤولية تتحرك نحو إيجاد دور أكثر فاعلية من خلال محورين، الأول هو إرسال مبعوثين للجامعة ليكونوا بمثابة صوت الجامعة في أماكن الصراع، وهو الأمر الذي حدث مع ليبيا، وهو من من شأنه فرض وجود الجامعة في الأزمات العربية، خاصة اذا ما تكرر في سوريا في المرحلة المقبلة.
أما المحور الثاني- حسب رؤية دكتور يوسف- فيتمثل في التركيز على الجانب الإنساني، في ظل المعاناة الكبيرة التي يشهدها المواطنون السوريون منذ بداية الصراع في العديد من المدن السورية وعلى رأسها حلب، موضحا أنه دور رئيسي للجامعة العربية من أجل العودة للتواجد بقوة في الصراعات العربية.