مثقفون يدعون لشن حرب فكرية ضد الإرهاب (تقرير)
الخميس، 15 ديسمبر 2016 11:36 ص
مازال البعض يؤمن بأن الإرهاب والفكر المتطرف لا يمكن ردعه إلا من خلال أجهزة الأمن وتشديد الرقابة والعقوبة، لكن هذه الرؤية يخالفها عدد من المثقفين الذين يرون أن أزمة التطرف وظاهرة الإرهاب أزمة فكرية بالأساس، ويجب أن تحارب بالفكر، وأن هذا الدور المنوط به الفن والثقافة التي تقدم من خلال أنشطتها القيم والمبادئ التي تغير في سلوك الناس بعيدا عن طرق التهديد أو الوعظ التي لم تعد تجدي ولا تنفع.
قال المهندس محمد عبد المعنم الصاوي مؤسس ساقية الصاوي: «اتفقنا بالساقية على الابتعاد عن تعبير تقبل الآخر، لأننا نرى أن التقبل قد يكون على مضض، والمفترض أن نطرح قيم التقدير والترحيب والحب للآخر، كما أن دور المؤسسات الثقافية دعم فكرة الاختلاف والتنوع على جميع الأصعدة من اختلاف فكري وعقيدي ونوعي وديني حتي يكون ذوق عام يقبل عليه المواطنين، خاصة وأن التنوع في الفن هو ما يبرز الموهبة فالنغمة المكررة حتى وإن كانت جميلة تصيب بالملل، والألوان إن لم تختلط وتختلف لن تقدم لوحة فنية يتذوقها الناس.
وأشار الصاوي إلى أن استغلال الثقافة في تبديل الفكر العنيف أو الطائفي يحتاج إلي نفس طويل ورؤية واضحة ونية للبداية حتى يحقق ما نصبو إليه، وقال: «إنه من «الخيبة» أن نفشل كمثقفين في مواجهة هذا الفكر المتعصب ولكن «الشطارة» هي أن نتخذ من الأحداث الإرهابية نقطة انطلاق نحو المواجهة والتغيير.
ونوه الصاوي بأن الجميع مسؤل وليست الدولة وحدها المنوط بها أن تحارب الإرهاب والتطرف، ولكن القطاع الخاص والمواطنين والجهات المستقلة يجب أن تتضافر جهود الكل، وتشحذ جميع الطاقات لجني ما نتطلع إليه.
وتابع: «إن ما تحققه الثقافة في تغيير الأفكار كبير جدا، وحينما تجولنا في المحافظات بمعارض فنية وموسيقية ومسرحيات وعروض عرائس تقدم أفكار إيجابية حققت نتائج مؤثرة وزرعت لدى الأطفال وحتى الكبار مبادئ إنسانية أكبر من التي تقدم بشكل مباشر عبر النصائح والتوجيهات، فالفن هو القوى الناعمة التي تتسلل إلى النفس وتغير فيها.
ومن جانبه يرى الكاتب الصحفي حسين عبد الرازق، أن مواجهة الإرهاب تستلزم القضاء على الأمية، وشن حرب شاملة ضدها من خلال الثقافة والتعليم والإعلام لمحاصرته من جميع الجهات.
وقال إن الثقافة عليها أن تصل إلى الطلبة والعاملين وربات البيوت وجميع فئات الشعب بكل الصور، سواء من خلال الكتب الأدبية والثقافية والتاريخية وغيرها، أو من خلال الفن بكل صوره لنكون ثقافة سائدة.
وتابع «عبد الرازق»: علينا أن نعلم ونحن نجابه هذا الفكر المتطرف أن الثقافة برغم قوتها وتأثير إلا أن نتائجها تراكمية وليست مباشرة أو آنية، وتتضمن هذه الأشكال أفكار التسامح وتقبل الآخر.
وأشار عبد الرازق إلى أن الفن والثقافة شأنه شأن باقي مناحي الحياة به متعصبون وجهلاء ومتطرفون قد يبثون من خلال مواقعهم ووصولهم للمواطنين أفكار مسمومة ولكن الغالبية العظمي معتدلة ومتوازنة، مطالبا المثقفين بالقيام بدورهم تجاه المجتمع والمساهمة في الدفاع عن مستقبل مصر ضد الإرهاب.
الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفني للمسرح السابق، يرى أن الثاقفة دورها رئيسي وخطير في مواجهة الحرب الفكرية والفكر الإرهابي المتشدد الذي نواجهه لا يقل في أهميته عن دور الأجهزة الأمنية والأزهر، من خلال تفعيل دوره بتقديم أعمال فنية من مسرحيات وعروض تقدم في المحافظات والقري.
وشدد على أن وزارة الثقافة تعتبر أخطر وزارة في الحكومة، مضيفا: «ولكن لنبتعد عن المسكنات ونبدأ في الطريق الصحيح يجب أن نصل إلى كل فئات المجتمع خاصة الطلبة في المدارس والجامعات.