«مقابر الزبالين».. الحشرات تزاحم الأهالي (صور)
الخميس، 15 ديسمبر 2016 01:26 م
على بعد دقائق من الحضر بمحافظة بورسعيد، بين الشوارع والطروقات الرئيسية، تقع عزبة «أبو عوف»، الشهيرة بعزبة «الزبالين».. شوارع ضيقة ومحطمة، وعلى جانبيها، تلال القمامة تغطى معالم المنازل المتهالكة، التي تعجز العين أن تفرق طبيعة بناءها، فما بين «الطوب الأحمر».. الذي حمل في معالمه السواد نتيجة تلاصق القمامة به، والأخشاب التي تغطي أسقف البيوت، وفي بعض الأحيان الجدران، تاهت معالم مقابر أهالي «عزبة الزبالين».
مقابر.. لقبها الأهالي بمساكن، تغطي أسقفها القمامة، وتحيط بها «برك»، من مياه المجاري.. منزل مكونة من غرفة واحدة، قسمها الأهالي إلى حجرات صغيرة، أطلق الأهالي على إحد الغرف «حمام»، مبنى عبارة عن متر مربع، لا يتسع لأكثر من فرد، أثناء الوقوف، بالإضافة إلى مطبخ ضيق بسقف «آيل للسقوط»، يشارك الأهالي في المنازل: «الصدأ، والسواد، وبيوت العنكبوت، والحشرات»، إنها معيشة أشبه بـ«حياة اللاجئين، والنازحين»، مأوى لمعظم الـ«الخارجين عن القانون»، وأبرز الأصوت المنتشرة هناك هو «الجهل، والمرض».
يقول محمد حسين، أحد سكان العشوائيات، إن المنطقة تعاني من مشاكل في: «الصرف الصحي، والانقطاع المتكرر لمياه الشرب، وانتشار القمامة بالشوارع»، مشيرًا إلى أن حملات النظافة تتم من خلال الجهود الذاتية لأهالي المنطقة، قائلًا: «كل حجرة في عزبة الزبالين تعيش بها أسرة كاملة.. وكل حجرة لها دورة مياه واحدة.. والحياة صعبة في استخدام دورة المياه»، لافتًا إلى أنه يعيش في غرفة مكونة من 8 أفراد.
وتضيف الحاجة أم محمد: «الناس حالتهم تعبانة، وأصبح مرتب المعاش لايكفي تربية الأطفال»، مشيرة إلى أنها أوقفت الأطفال عن التعلم، وجعلتهم ينخرطون في العمل، قائلة: «أهم يتعلموا صنعة تنفعهم، ويبقا في فلوس، عشان نعرف نعيش».
«الأمراض تحاصرنا.. والأطفال مرضى منذ المهد».. هكذا بدأ عم سيد أحمد، أحد قاطني «مقابر الزبالين»، حديثه، موكدًا أن الأمراض تنتشر بسبب تراكم «الحشرات، والفئران، والثعابين»، التي تأتي عن طريق مياه الصرف المحيطة بنا، بالإضافة إلى الروائح الكريهة التي أصابتنا بأمراض حساسية الصدر، والأمراض الجلدية نتيجة التلوث.
يقول حسن من سكان العزبة، إننا نعيش حياة بدائية داخل عشش، لا تحمينا من «الحر، والبرد»، والامراض تملأ أجساد أطفالنا، واسقف العشش تنهار فوق رؤسنا من حين لأخر، فالعزبة غارقة بمياه المجاري، وخاطبنا الحي وطلبنا شركة الصرف الصحي حتي تتدخل، وتحل المشكلة، ولكننا مازلنا ننتظر، فنحن للأسف بعيدون عن حياة المدينة بعشرات السنين.
«بنستخدم الأواني في إخاج مياه المجاري من البيت».. هكذا أكملت الحاجة أم مجدي، حديثها، مشيرة إلى أن مياه لمجاري تزاحم الأهالي في المنزل، وهو ما تسبب في انتشار الأمراض، لافتة إلى أن الأهالي يستخدموا الأوانى البلاستيكية في طرد مياه «المجاري، والأمطار»، مشيرة إلى أن انتشار القمامة بالعزبة كان السبب في تسميتها بـ«عزبة الزبالين».
من جانبه وعد محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، بالقضاء على العشوائيات بنهاية عام 2016. وكان «الغضبان»، أعطى تعليماتها ببدأ حصر المناطق العشوائية بالمحافظة، وإدراجها بالخارطة الاستثمارية للمحافظة، بالإضافة إلى وضع مخطط زمني للقضاء على العشوائيات بشكل نهائي في المحافظة.