«السمسمية».. قيثارة الأغاني الوطنية (صور)
الخميس، 15 ديسمبر 2016 01:40 م
«مصر العظيمة بشعبها.. على هدير المدافع.. جاي في الصباح.. يا بلد نار وعزم وإصرار.. والله مرجع تاني ولا أعتب الديار.. أنا لو رجعت بيتي من غير النصر عار.. أغاني وطنية ترددت أيام الإحتلال الإسرائيلي لمنطقة القناة».. ولكنها لا تزال حية في قلوب وعقول أبناء القناة يحفظوها عن ظهر قلب وتعيد في أذهانهم حكايات وصولات أجدادهم وآباءهم أيام المقاومة الشعبية للاحتلال وأيام التهجير، وما عاشته معهم آلة «السمسمية» من ذكريات لتكون شاهدة ملك على حكاية شعب في فترات المقاومة الشعبية.
النشأة والتكوين
يقول يحيي مولر، مدير فرقة الإسماعيلية للآلات الشعبية وعازف السمسمية، إن تاريخ آلة السمسمية يرجع لعدة عصور بدأت عام 524 ق م لتكون آلة فرعونية الأصل موجودة في المتاحف المصرية، منها «دندرة وأبوسمبل»، وكانت تسمى آلة القيثارة، واستنبط منها آلات إيقاعية طبقا للمؤرخين.
والشق الثاني لتاريخ ظهور السمسمية يرجع لحفر قناة السويس عام 1859، وأعمال السخرة أثناء الحفر وحرارة الجو الشديدة، وكانت تسمى «الطمبورة» وتستعمل في حفلات السمر.
الشق الثالث لظهورها يعود لرحلات الزنجبار اليمنيين، إلى جدة في بلاد الحجاز، وكانت تستعمل في صيد اللؤلؤ، حتى وصلت إلى السويس عن طريق عبدالله كبربر، القادم من جدة، وتعلم منه أحمد السواحلي الإسماعيلاوي، أصول العزف عليها ونقلها إلى بورسعيد و«سمسموها» سميت السمسمية، وغيروا أوتارها، وكانت تصنع من أمعاء الحيوانات وقطن الكتان وشعر الصيد والصلب وأصبحت آلة حادة.
مقاومة ووطنية
يضيف «مولر»، أن السمسمية كان لها دور كبير في حرب الاستنزاف والمقاومة الشعبية وحرب أكتوبر وعلى الجبهة، وكانت لسان حال شعوب محافظات القناة الثلاثة ولها أغاني أفراح وكورة وأغاني دينية وتوعية، وتم تسجيل 30 أغنية وطنية بالسمسمية في الفترة من حرب الإستنزاف حتى حرب أكتوبر، وأشهر فنانيها أحمد السواحلي وكابتن روكا وأحمد فرج وحسن سعد وحسن النص ومرسي بركة وفوزي الجمل وحسين مكي والوزير وأبوفتحي.
مشاركات عالمية
ويوضح، أن السمسمية آلة سماعية ليس لها نوتة وحافظة للحن والعازف هو الملحن طبقا لمهارته وتم عزف ألحانها بالفرقة الماسية والفرقة القومية وشاركت بألحان في أغاني الفنانة وردة وحسن أبوالسعود ومحمد فهمي عبد الحميد، وتدرس في الأكاديمية العالمية للموسيقى وتشارك الفرقة في جميع المناسبات الوطنية والقومية داخل وخارج الإسماعيلية، وتم تأليف كتب عن فن «السمسمية»، ألفها الكابتن غزالي تشمل جميع أغاني السمسمية.
مشاكل ورعاية
ويؤكد: «السمسمية لا زالت على الساحة والسوق عرض وطلب، وتشارك الفرقة في العديد من المهرجانات والحفلات والمعارض الدولية والإقليمية ولكن الفرقة تعاني من قلة الدخل وقلة الامكانيات وتتكون من 25 عضوا بمقابل مادي زهيد جدا».
ويطالب، بدعم ورعاية للفرقة ماديا خصوصا وأنها تضم أعضاء تصل أعمارهم إلى 60 و70 عاما، وتحتاج أزياء معينة وأدوات ومجهود.
ويضيف: «كنا نتمنى المشاركة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وقمنا بتأليف أغنيتين للقناة الجديدة وقدمناهم بدار الأوبرا والمجلس الأعلى للثقافة كما تم تأليف توثيق أغنية للعيد القومي لمحافظة الإسماعيلية».