حراك دبلوماسي بالقاهرة لحل الأزمة الليبية (تقرير)
الخميس، 15 ديسمبر 2016 05:50 م
حراك واسع تشهده القاهرة في اليومين الماضيين بشأن الأزمة الليبية وذلك لوضع حدًا للحرب المستمرة منذ إسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي، والفوضى التي نتجت عن تدخل حلف الناتو في ليبيا، حيث استضافت القاهرة في يوميين متتاليين اجتماعات حضرها عدد من الشخصيات الليبية المعنية بالشأن السياسي وشارك فيها وزير الخارجية سامح شكري ورئيس أركان القوات المسلحة محمود حجازي.
وأصدر المشاركون توصيات في لقاء القاهرة، أكدت على الثوابت الوطنية الليبية وهي وحدة التراب الليبي ووحدة الجيش الليبي إلى جانب شرطة وطنية لحماية الوطن والاضطلاع الحصري بمسؤولية الحفاظ على الأمن وسيادة الدولة وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة الليبية ووحدتها وترسيخ مبدأ التوافق ورفض جميع أشكال التهميش والإقصاء واقترح المجتمعون لتجاوز الأزمة والوصول للوفاق الوطني تعديل لجنة الحوار بشكل يراعي التوازن الوطني وتعديل الفقرة الأولى من البند الثاني من المادة الثامنة من الاتفاق السياسي «اتفاق الصخيرات» من حيث إعادة النظر في تولي مهام القائد الأعلى للجيش ومعالجة المادة الثامنة من الأحكام الإضافية من الاتفاق السياسي، بما يحفظ استمرار المؤسسة العسكرية واستقلاليتها وإبعادها عن التجاذبات السياسية.
وفي استمرار المحاولات المصرية لحل الأزمة الليبية، التقى سامح شكري الخميس مع مبعوث الأمم المتحدة لليبيا مارتن كوبلر، حيث تناول اللقاء تقييم الأوضاع السياسية والأمنية في لييبا، ومختلف العوامل التي تعرقل العملية السياسية،، وقدم كوبلر التهنئة لمصر على تحقيق الإنجاز المهم، المتمثل في لقاء القاهرة، وما تمخض عنه من أفكار ومقترحات، مؤكدا على محورية الدور المصري في دعم القضية الليبية، لاسيما في ظل الاتصالات التي تتمتع بها مصر مع كل الأطراف الليبية، وأهميتها كدولة جوار جغرافي لليبيا، لديها مصلحة مباشرة في استعادة الاستقرار والأمن لليبيا.
من جانبه يقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق إن اللقاءات التي جمعت السياسيين الليبيين هنا في القاهرة هي المجموعة الموافقة على انضمام المليشيات المسلحة غير إرهابية في الجيش الليبي ليكن قوة موحدة وأن يكون المشير خليفة حفتر وزيرًا للدفاع، مؤكدًا أنها خرجت منها العديد من التوصيات المهمة والتي تجعل من وجود توافق سياسي في الأزمة أمرًا واردًا ومتوقعًا في المرحلة المقبلة.
وأضاف رخا في تصريحات خاصة لبوابة «صوت الأمة» أن المرحلة المقبلة يتم فيها التركيز على المستوى الدولي على اليمن وليبيا، مؤكدًا أن الاهتمام المصري بالملف الليبي نابع من كونه يمثل أمن قومي، مشيرًا إلى عدد الاجتماعات الليبية التي أجريت في القاهرة في العام الماضي فقط، وهو ما يشير بوضوح إلى السعي والجهود المقدمة من قبل الإدارة المصرية لحل الأزمة العالقة منذ سنوات، وذلك لوقف تمدد الإرهابيين على خط الحدود المصرية من ناحية وإعادة الاستقرار إلي الدولة الليبية من ناحية أخرى.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى زيارة الرئيس التونسي قايد السبسي إلى الجزائر ومقابلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لمناقشة الملف الليبي، مؤكدًا أن هناك احتمالات لإقامة قمة ثلاثية تجمع رؤساء مصر وتونس والجزائر لوضع حل سريع للملف الليبي، مؤكدًا أن الخلاف بين تونس والجزائر من جهة ومصر من جهة حول ليبيا يتعلق برؤية الأخيرة عن الجماعات الإسلامية المسلحة حيث تشكك القاهرة في هذه الجماعات كونها ذاقت منها الآمرين خلال فترة حكم الإخوان المسلمون في القاهرة، مشيرًا إلا أن الجزائر وتونس يرون أن مشاركتهم في المشهد السياسي أمر لا فرار منه كونهم لهم ثقل في الداخل الليبي.
واستطرد الدبلوماسي المصري حديثه عن اجتماعات القاهرة مؤكدًا إنها طالبت ببعض التعديلات في اتفاق الصخيرات السياسي والذي تم برعاية أممية العام الماضي، مشيرًا إلى أن الجانب الآخر المتمثل في المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق يعتبرون هذه المطالب أو التوصيات التي خرجت من لقاء القاهرة عقبات، مؤكدًا أن نقطة الخلاف تتمثل في أن المجتمعين في القاهرة يرون أن الاتفاق السياسي شرع في وجود عناصر متطرفة في المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق وهو أمر يثير القلق لديهم، مؤكدًا أن التوصيات الأخيرة هي الحل الوحيد لوضع الملف الليبي في الطريق الصحيح عسكريًا وسياسيًا.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري ومندوب الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر والذي جاء للاضطلاع على نتائج الاجتماع الليبي الأخير في القاهرة، مؤكدًا أن الدول الإقليمية والكبرى بدأت تتأكد من أن القاهرة لها الكلمة العليا في الملف الليبي وبالتالي لابد لها أن تأخذ في عين الاعتبار، حيث أثبتت الرؤية المصرية صحتها في الآونة الأخيرة بشأن عدد من ملفات المنطقة وخاصة القضية الليبية.
وأضاف رخا في النهاية أن التوصيات والمقترحات التي خرجت من لقاء القاهرة أثبتت أن الجيش الليبي هو الوحيد القادر على إعادة الاستقرار في ليبيا ومحاربة ومكافحة الإرهاب المنتشر والمتغلغل على أراضي «عمر بلمختار».