عضو «أمن قومي النواب»: تفجير البطرسية النفس الأخير للتنظيمات الإرهابية.. العمليات هدفها إحداث فتنة طائفية بالمجتمع.. موقف الأقباط لن يتغير تجاه وطنهم.. النظام المصري لا يخشى أحد ولديه استقلالية القرار
الخميس، 15 ديسمبر 2016 06:52 م
أكد اللواء ممدوح مقلد، عضو لجنة الأمن القومي بمجلس النواب، على أن الجماعات الإرهابية في النفس الأخير لها، مشيرًا إلى أن عدم حدوث نقلة نوعية في عملياتهم الإرهابية يدل على إفلاسهم بسبب الملاحقات الأمنية المستمرة لأعضاء التنظيمات الإرهابية.
وشدد مقلد، خلال حواره لبوابة «صوت الأمة»، على أن الضربات الأمنية التي توجهها القوات المسلحة والشرطة لهم على مستوى المحافظات أثارت لديهم الضغائن فأرادوا الوقيعة بين المصريين، وتوصيل رسالة للخارج؛ تشير إلى أن الشعب يقاتل نفسه، مضيفًا: «رهانهم خاسر».
وطالب «مقلد» من مراكز الأبحاث تركيز دراسات بشأن العلاقة بين العمليات الإرهابية وفتح معبر رفح. وإلى نص الحوار..
ما الهدف من نقل العمليات الإرهابية إلى القاهرة؟
للأسف الشديد تفجير الكنيسة البطرسية يُعيدنا لأول مرة إلى مشاهد استهداف المسيحيين التي كانت تحدث في التسعينيات، فالفترة السابقة كانت كلها استهداف للنظام وقوات الشرطة والجيش، لكن الجديد في الأمر هو استهداف المسيحيين ودور العبادة القبطية بهدف إحداث فتنة طائفية كي يبعث رسالة خارجية أن الشعب يقاتل نفسه.
هل ترى أن هناك نقلة نوعية في العمليات الإرهابية الأخيرة؟
موضوع تفجير الكنيسة البطرسية ليس بالأمر الجديد، لأنه يعتبر نفس نوع الأداء الذي يعمل به الجماعات الإرهابية على مستوى العالم من أول مواجهة للإرهاب، ولا يوجد تغير نوعي في المواجهة كما أن الجماعات الإرهابية تتبع نفس الأساليب القديمة؛ فتفجير كمين «مسجد السلام» في الهرم، الذي سبق تفجير الكنيسة البطرسية، كان من خلال العبوات الناسفة الموجهة بالتايمر أو التليفون المحمول للتفجير عن بعد، وهذا أخر ما لديهم، ولن يكون هناك تغير في طريقة المواجهة فهم في النفس الأخير لهم.
ما هي الرسائل الخفية وراء تفجير الكنيسة البطرسية؟
مما لا شك فيه أن الجماعات الإرهابية يرهقها بشدة اللحمة الوطنية التي عليها مكونات المجتمع المصري، فأرادت بذلك عرقلة النظام وتوصيل رسالة عقابية له لأنه أول نظام يعطي للمسيحيين فرصتهم وحقهم الذي ينادون به منذ عقود، فهذا النظام أعطا للمسيحيين حقهم في سن قانون تنظيم بناء الكنائس، كما أن الرئيس السيسي موقفه منهم به تأييد كامل لحقوقهم ولم يقسيهم في أي مشهد سياسي أو اجتماعي بدءً من مشهد خطاب 3 يوليو 2013 الذي جمع فيه البابا تواضروس وشيخ الأزهر كفصيل وطني واحد وكانت رسالة واضحة للداخل والخارج.
وأعتقد أن جريمة تفجير الكنيسة البطرسية، التي وقع فيها شهداء مصريين قبل كونهم مسيحيين لن يغير موقف الأقباط تجاه وطنهم، بجانب أن ذلك التفجير كان يخاطب المجتمع المصري ككل من أجل خلق حالة من الشماتة والجدل إلا أن رهانهم خاسر، لأن المجتمع أصبح يفطن إلى كافة الألاعيب التي تتم على مستوى الدول وأصبح لديه وعي كامل بعدم الانجرار إلى حرب أهلية أو فتنة طائفية لأن المشهد العالمي واضح لهم الآن، ولا يحتاج لأي شرح كما أن المشهد الداخلي والمرارة التي تجرعناها في التسعينيات والفترة التي سبقت ثورة يناير واضحة هي الأخرى.
كيف ترى الموقف الأمريكي من تفجير الكنيسة؟
هناك تحول كبير في خطاب الإدارة الأمريكية نحو الإدارة المصرية وكان ذلك واضحًا في خطاب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الذي أعلن فيه صراحة موقفه من الإرهاب الدولي وتأكده من الحرب التي تخوضها مصر في مواجهة الإرهاب، لذلك أرى أن الموقف الأمريكي في هذا الحادث الأليم كان دبلوماسيًا للغاية ولم يأخذ نبرة العنجهية والغطرسة التي تعودنا عليها في الماضي وتخطي مرحلة محاولته الدائمة في توصيل رسائله للمجتمع المصري أن الأمريكان هم حماة المسيحيين في مصر.
ما تعليقك على عدم تسارع الدول الأوروبية في التعليق على الحادث كما يحدث دائمًا؟
أعتقد أن كل الدول التي عانت مؤخرًا من الإرهاب الأسود ودفعت ثمنا غاليًا وعلى رأسها فرنسا، سيقفوا معنا على نفس الخط بسبب ما تجرعوه من حوادث مؤسفة، وهذا يعود لإصرار الرئيس السيسي، على تحذير تلك الدول من أن الإرهاب لن يطول العرب وحدهم بل سيطول أوروبا، إذ لم تتراجع عن موقفها في دعم ومساندة التنظيمات الإرهابية وهو ما حدث، ما تسبب في تراجع شديد في موقف تلك الدول التي كانت تنتهز أبسط الفرص لتوجه خطابات هيمنة لا تليق بالشعب المصري، كما أنهم يعلمون الآن أن النظام المصري لا يخشى أحد ولديه استقلالية في القرار وسيادة شعبية.