CIA تكشف استهداف أمريكا حقوقيين أرجنتينيين

كشفت وثيقة استخباراتية، رفعت عنها أجهزة الاستخبارات الأمريكية درجة السرية، أن وكلاء الاستخبارات الأمريكية استهدفوا نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان في دولة الأرجنتين بسبب علاقاتهم بسبب توجهاتهم الماركسية والاشتراكية.

وجاء في الوثيقة أن الأجهزة الأمريكية قدمت دعمُا كبيرًا للحكومات القمعية في دول أمريكا الجنوبية خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وشجعت على تصفية النشطاء والحقوقيين.

ومن بين ما كشفت عنه الوثيقة الأمريكية، مذكرة عن مجلس الأمن القومي الأمريكي تتضمن تفاصيل عن تعذيب الحقوقي الأرجنتيني ألفريدو برافو، والذي شغل منصب رئيس الجمعية الدائمة لحقوق الإنسان في الأرجنتين، وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي، خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، تلقى تقريرا من أحد كبار مساعديه عن تعذيب برافو في عام 1978.

وأضافت الوثيقة أن الولايات المتحدة بقت على دعمها للنظام الحاكم في الأرجنتين رغم علمها الكامل بالانتهاكات التي كان يرتكبها في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وبحسب الوثيقة، فإن «برافو» تعرض للضرب بالعصا والمطاط، والصدمات الكهربائية بالإضافة إلى إغراقة بالماء وكذلك استجوابه عاريا من قبل ملثمين لساعات طويلة، وإغراق قدميه بالماء المغلي تارة والماء المثلج تارة أخرى، وحرمانه من الطعام والماء لساعات طويلة.

الأمر لم يقتصر على منظمات حقوق الإنسان ونشطائها، ولكنه امتد كذلك إلى الجماعات الدينية والمنظمات الخيرية التي ترتبط باتصالات بالماركسيين والاشتراكيين، بحسب الوثيقة، استهدفتهم أجهزة الاستخبارات الأمريكية بالتنسيق مع الحكومة الأرجنتينية، ولعل المثال البارز في هذا الإطار هو اقتحام مسلحين لمكاتب اللجنة الكاثوليكية الأرجنتينية للهجرة في عام 1977، وكان الهدف من ذلك هو سرقة العديد من الملفات التي تحتوي معلومات عن مئات المهاجرين واللاجئين.

وأوضحت الوثيقة أن تلك الجريمة لم يتم التحقيق فيها من قبل السلطات الأرجنتينية، وفسر ذلك بأن اللاجئين القادمين من دول أمريكا الجنوبية لم يعودوا موضع ترحيب في الدول الأخرى، بالإضافة إلى اختطاف 24 لاجئا من شيلي وأوروجواي، وتعذيبهم في بيونيس أيرس، بينما قتل اثنان من المنفيين خارج البلاد بعد ذلك في ظروف غير معروفة.