الكنيسة في أسبوع.. الحزن يخيم على المصريين بعد انفجار البطرسية.. تواضروس يقطع زيارته إلى اليونان ويترأس صلاة الجنازة.. السيسي يكلف كامل الوزير بأعمال الترميم

السبت، 17 ديسمبر 2016 03:17 م
الكنيسة في أسبوع.. الحزن يخيم على المصريين بعد انفجار البطرسية.. تواضروس يقطع زيارته إلى اليونان ويترأس صلاة الجنازة.. السيسي يكلف كامل الوزير بأعمال الترميم
مونيكا جرجس

خيم الحزن على الكنيسة خلال الأسبوع الماضي، بعد أن فجر انتحاري نفسه داخل الكنيسة البطرسية ما أسفر عن استشهاد 26 شخصا، وإصابة 43 آخرين، فيما أكد أمين عام الكشافة الكنسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية الدكتور صموئيل متياس أن مبنى الكاتدرائية لم يتضرر من الانفجار الذي وقع في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية.

وعقب وقوع الحادث اتصل الرئيس عبد الفتاح السيسي بالبابا تواضروس الثاني الذي كان يزور اليونان وقتها لتقديم التعزية له، وعقب الانفجار قرر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قطع زيارته الرعوية لليونان والعودة للقاهرة لمتابعة حادث انفجار الكنيسة البطرسية، ولتلقي واجب العزاء في ضحايا الحادث الإرهابي.

فيما تفقد موقع الحادث كل من: وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي، ومحافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، وعدد من شيوخ الأزهر ووزير الأوقاف، والقس مكاري يونان، راعي الكنيسة المرقسية بالأزبكية، والذي قال إن الانفجار الذي وقع في الكنيسة البطرسية، نتيجة مؤامرات خارجية يخطط لها مأجورين من قوى خارجية يستهدفون بها ضرب مصر.

وأضاف «مكاري» خلال كلمة في حضور اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية، مدير أمن القاهرة، واللواء جمال عبد الباري مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام، أن «مهما حدث لن يتم ضرب مصر أو كسرها».

وعقب عودة البابا تواضروس من اليونان استقبل عددا من الاتصالات الهاتفية من كبار رجال الدولة لتقديم التعزية في ضحايا الحادث الإرهابي، ومنهم رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، ومساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية المهندس إبراهيم محلب، وشيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ومفتي الديار المصرية السابق الدكتور علي جمعة.

وفي نهاية يوم الحادث وقبيل تنظيم الجنازة في اليوم التالي نظم شباب الأقباط وقفة صلاة بالشموع، أمام الكنيسة البطرسية، تضمنت تسابيح شهر كيهك المريمي، بعد إنهاء وقفتهم الاحتجاجية المنددة بالحادث.

ووصل أهالي شهداء انفجار الكنيسة البطرسية إلى كنسية العذراء بمدينة نصر، وذلك فى إطار استعدادات تشييع جنازة ذويهم، شهدت المنطقة وجودا أمنيا مكثفا، وحضر الجنازة أهالي الشهداء وعدد من مسؤولي الكنائس والبابا تواضروس الثاني، وأساقفة الكنيسة بينهم الأنبا أرميا، رئيس المركز الثقافى القبطي والأنبا بولا أسقف طنطا، والأنبا يؤانس أسقف أسيوط والأنبا موسى أسقف الشباب وعدد كبير من الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس.

وانتابت البابا تواضروس الثاني، نوبة بكاء خلال رئاسته صلوات جنازة شهداء الكنيسة البطرسية، وذلك بكنيسة السيدة العذراء والقديس اثناسيوس بمدينة نصر، ووضع البابا يديه على رأسه أثناء قراءة أناجيل الصلاة، وانحنى ليبكي مستندًا إلى عصا الرعاية، التي يحملها.

وسط حالة من الحزن خيمت على الجميع، أصر كثير من المواطنين على المشاركة فى جنازة شهداء الحادث الإرهابي بالكنيسة البطرسية، والتي تقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني وعدد من كبار رجال الدولة.

وخلال كلمته أدان الرئيس عبد الفتاح السيسي ببالغ الشدة العملَ الإرهابي الآثم الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية بالعباسية، وشدد على القصاص العادل لشهداء ومصابي هذا الحادث الغادر، مؤكدًا أن الألم الذي يشعر به المصريون في هذه اللحظات لن يذهب هباءً، وإنما سيسفر عن تصميمٍ قاطع بتعقب وملاحقة ومحاكمة كل من ساعد بأي شكل في التحريض أو التسهيل أو المشاركة والتنفيذ في هذا العمل الآثم، وغيره من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد.

وعقب انتهاء الجنازة العسكرية اتجهت جثامين شهداء الكنيسة البطرسية إلى كنيسة الأنبا شنودة بالمقطم، وقامت الكنيسة بتخصيص مقبرة لهم هناك.

وفى المساء استقبل البابا تواضروس الثاني العزاء من كبار رجال الدولة، ومنهم رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، للواء كمال الدالي محافظ الجيزة، اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك، كما استقبل البابا النائب العام بالمقر البابوي وذلك مساء يوم الثلاثاء الماضي، في الوقت ذاته الذي استقبل أهالي الشهداء العزاء في ذويهم.

فيما أكد القس بولس حليم المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الدولة هي المنوطة بالتعامل مع المسؤول عن التفجير، مشيرا إلى أن الذين استشهدوا مصريين تحت رعاية الدولة المصرية.

وقال في تصريح لبوابة «صوت الأمة» ردا على بيان «داعش» إن التفجير ليس المستهدف به الأقباط فقط، بل كل مصري على أرض الوطن هدف للإهاب، لأن التطرف لا دين لله، وتابع: «اليوم يكفرون الأقباط وغدا يكفرون بعضهم».

وأشار إلى أن مصر لن تكون في مأمن من الإرهاب إلا باستئصال جذوره وتجفيف منابعه، أما عن استهداف الأقباط فقال «حليم»: «إن الكنيسة التي صمدت 20 قرنا من الزمان أمام كثير من الاضطهادات لم ولن تهتز من أية أعمال إجرامية والتاريخ القديم والحديث يشهد بذلك، فنحن نفتخر أننا كنيسة الشهداء وهذا هو سر قوة الكنيسة».

فيما أصيب الأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية الخميس الماضي بذبحة صدرية بعد تعرضه لضغوط نفسية جراء أحداث تفجير الكنيسة البطرسية، وسافر إلى لندن لتلقي العلاج وسيعود خلال أيام، وسيجري فحص قسطرة قلب.

ومن ناحية أخرى كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بسرعة الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة الخاصة بالكنيسة البطرسية بالعباسية، عقب الحادث الإرهابي الذي تعرضت الأحد الماضي.

وأكد اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية، انتهاء العمل قبل احتفالات أعياد الميلاد، أي خلال 15 يومًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق