إضرابات بالجملة في بريطانيا مع اقتراب أعياد الميلاد
السبت، 17 ديسمبر 2016 04:07 م
تشهد بريطانيا إضرابات متزايدة تشمل القطارات، والطيران والبريد وغيرها، وذلك مع اقتراب أعياد نهاية السنة، احتجاجا على شروط العمل أو الأجور في بلد ضربه التقشف بقسوة على الرغم من إقتصاد مزدهر.
وقد اضطر 300 ألف شخص يستخدمون قطارات شركة "ثاذرن رايلواي" التي تربط جنوب بريطانيا بلندن، إلى إيجاد حلول بديلة هذا الأسبوع، بعد إلغاء 2242 رحلة يومية الثلاثاء والأربعاء والجمعة.
وتؤكد شركة "ثاذرن رايلوايز" أنها لن تلغي وظائف، وأن الشخص الثاني سيبقى على متن القطار، إلآ أن النقابات تتخوف من حصول عكس ذلك، وتؤكد أنها تشعر بالقلق على سلامة الركاب في المستقبل، مشيرة ألى أن النزاع المستمر منذ فترة طويلة، يمكن أن يمتد ليشمل كامل شبكة السكك الحديد في البلاد، وقد هددت النقابات بتشديد تحركاتها، كما يؤثر أيضا على مترو لندن الذي يتعين عليه إستيعاب مزيد من المسافرين الأضافيين، مع العلم أنه يؤمن حتى الأن في الأوقات العادية الخدمة لأربعة ملايين مسافر يوميا.
لعنة الاوراق المتساقطة
من جهة أخرى، يواجه أقدم مترو في العالم وواحد من الأغلى على صعيد أسعار البطاقات، والمعتاد على التأخر في الأوقات العادية، منذ ثلاثة أسابيع، عمليات إلغاء قطارات على خط بيكاديللي، وهو ما أدى الى إضطراب خدمات النقل الذي إمتد إلى الشبكة بكاملها، وسحب عدد كبير من قطارات الركاب التي تجتاز العاصمة من الشرق الى الغرب، وتؤمن المواصلات إلى مطار هيثرو، أول مطار أوروبي على صعيد المسافرين، من الخدمة بسبب الاضرار التي لحقت بالعجلات من جراء تراكم أوراق الشجر المتساقطة على السكك. وليس من المتوقع عودة الأمور إلى طبيعتها قبل شهر يناير المقبل.
وتشكل صعوبات التنقل التى يمكن أن تمتد إلى الأسبوع المقبل إلى النقل الجوي، فيما حوالى 2000 من الموظفين الذين يشغلون شركة بريتش إيروايز الجوية "أي 15% من العدد الاجمالي" صوتوا مؤيدين الاضراب، بناء على دعوة من نقابة "يونايت"، أول نقابة بريطانية في نزاع حول أجور الموظفين الجدد منذ 2010.
وتقول النقابة أنه اذا كانت اجور هؤلاء الموظفين الجدد التي كشفت عنها الشركة الجوية تتراوح بين 21،000 جنيه استرليني (25،000 يورو) وبين 25،000 جنيه استراليني سنويا، فهي تبدأ في الواقع ب 12،000 جنيه سنويا بالاضافة الى ثلاثة جنيهات اضافية في الساعة للرحلة.
وقال مات سميث المسئول في النقابة ان "عددا كبيرا من الموظفين مضطرون الى إيجاد وظيفة ثانية، وأن كثيرين سيعملون عندئذ، فيما هم غير مؤهلين لأنهم لا يستطيعون أن يقدموا أجازة مرضية"، موضحا أن النقابة لم تحدد بعد موعد هذا الأضراب الذي يمكن أن يبدأ يوم الاربعاء المقبل، وأ يؤدي إلى عرقلة الرحلات، فيما تبدأ في اليوم نفسه الأجازات المدرسية البريطانية لعيد الميلاد.
فيما يتمحور النزاع المستمر منذ شهر حتى الآن، حول رغبة الشركة في أن تعهد إلى السائقين وحدهم بمهمة أمن القطارات، بعدما كان يقوم بهذه المهمة موظف ثان تقضي مهمته بإقفال أبواب العربات.
رهان على الاضراب المقبل
ومن المتوقع أن تشهد أعياد الميلاد إضرابا بعد أن أعلن موظفو مكاتب البريد أيضا الأضراب ويستمر خمسة أيام الأسبوع المقبل، إحتجاجا على "الهجمات المتواصلة على الأمن الوظيفي وأجور التقاعد".
وأزاء تزايد النزاعات الأجتماعية التي شملت أيضا المستشفيات من خلال عدد كبير من الأضرابات التي قام بها أطباء هذه السنة، شددت الحكومة في شهر مايو الماضى،القانون المتعلق بالحق في الاضراب "من أجل تأمين حماية أفضل للبريطانيين من حركات الأضراب غير الديموقراطية"، كما قالت الثلاثاء المتحدثة باسم رئيسة الوزراء المحافظة تيريزا ماي، "سنستمر في مناقشة طريقة تطبيق هذه التدابير".
فيما قررت مكاتب المراهنات من جانبها الأستفادة من الوضع من خلال إطلاق رهانات الخميس حول القطاع المقبل الذي يمكن أن يخوض تجربة الأضراب، حيث حل فى صدارة تصنيفها، الأطباء وتلاهم سائقو الشاحنات وعناصر الشرطة ورجال الأطفاء. فيما يعيش بريطانيون في كل أنحاء البلاد في البؤس، مشيرة بقولها "سنحاول ربح بعض الجنيهات حول المجموعة المقبلة التي ستنضم الى الأضراب".