3 ملفات مهمة تصدرت مباحثات «السبسي» في الجزائر (تقرير)
السبت، 17 ديسمبر 2016 10:45 م
بينما مرت العلاقات التونسية الجزائرية في الشهور القليلة الماضية بالعديد من التوترات، في أعقاب استمرار أزمة رسوم ضريبة الدخول بين البلدين، بدأت في الفترة الأخيرة تتعافى وذلك بعد زيارات المسئولين المتبادلة، خاصة بعد الزيارة التي أجراها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى الجزائر، والتي تكللت بالعديد من التفاهمات حول قضايا الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مباحثات حول الوضع الأمني المشترك في منطقة المغرب العربي.
وترصد بوابة «صوت الأمة» أبرز الملفات التي حازت على اهتمام واسع من الجانبين خلال زيارة «السبسي» إلى الجزائر والتي كان في مقدمتها الملف الليبي.
بحسب المصادر الرسمية تناول اللقاء بين الرئيس السبسي، ورئيس الوزراء الجزائري، والوزير الأول عبد الملك سلال، علاقات الأخوة والتعاون المتينة والمتميزة القائمة بين البلدين وسبل مزيد تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة بما يعود بالمنفعة والخير على البلدين والشعبين الشقيقين، وفق بيان للرئاسة التونسية، كما تمّ التطرّق إلى عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها دفع العمل المغاربي والتصدّي لظاهرة التطرف والإرهاب وضرورة تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين.
وأكد الرئيس التونسي بالمناسبة على أن أمن واستقرار الجزائر من أمن واستقرار تونس وأن لا مساس بالحرمة الترابية للبلدين.
العلاقات الثنائية وطمأنة الجزائر
خصصت المحادثات لجوانب مهمة واستراتيجية، في العلاقة الثنائية بين البلدين، خصوصا بعد شيوع تسريبات «نشرتها الصحافة الجزائرية» عن وجود قلق جزائري من الاتفاقيات الأمنية لتونس مع الولايات المتحدة الأمريكية، وما شاع أيضا من وجود قاعدة عسكرية أمريكية على التراب التونسي، وهو ما نفاه الرئيس السبسي وكل المسئولين التونسيين، الذي أقروا بوجود تعاون استخباراتي مع أمريكا، تقوم به طائرات «درون» وذلك في إطار الحرب على الإرهاب في ليبيا.
وكانت دوائر سياسية تونسية أدرجت الزيارة ضمن خانة «رفع اللبس» عن ملفات حساسة لغمت العلاقات بين البلدين خلال الأسابيع الأخيرة، تتعلق بكيفية إدارة تونس مع واشنطن الملف الليبي، خاصة بإعلان السبسي عن وجود طائرات عسكرية أمريكية دون طيار تراقب المناطق الحدودية مع ليبيا بدعوى محاربة الإرهاب.
الملف الليبي
من بين الملفات المهمة التي سيطرت على اللقاءات التونسية الجزائرية هي تطورات الوضع في ليبيا والتي أخذت محورا مركزيا في لقاء السبسي وبوتفليقة، خصوصا أن هناك تنسيقا كبيرا بين البلدين في هذا الملف، وهو ما يكشف تبني وجهة نظر متطابقة في التعاطي مع تفاعلات المشهد الليبي.
ويرى المراقبون أن هناك تنسيقا وثيقا بين كل من تونس والجزائر تجاه التسوية في ليبيا، حيث إن الطرفين يستبعدان اللجوء إلى تدخل عسكري، أو الانحياز لطرف دون آخر، إضافة إلى وجود قناعة مشتركة بأن ما يحدث في ليبيا له تداعيات مباشرة على الأمن القومي للبلدين.
وقال الرئيس التونسي الباجي السبسي: «استعرضنا خلال اللفاء الذي جمعني بالرئيس بوتفليقة الوضع الدولي الذي يعرف متغيرات سريعة، وعلينا أن نكون واعين بهذه المتغيرات خاصة ما يتعلق بالأزمة في ليبيا»، وكان السبسي يشير إلى استمرار تداعيات الأزمة الليبية على الوضع الأمني على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث ليبيا وتونس والجزائر، اذ تستفيد مجموعات مسلحة تنشط على الحدود من انتشار السلاح الليبي.
من ناحية أخرى كشفت مصادر تونسية لإحدى الصحف الليبية، أن زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى الجزائر، درست إمكانية عقد قمة ثلاثية بين القاهرة، وتونس، والجزائر، بحضور مسئولين ليبيين لتوحيد المواقف بخصوص مساعدة ليبيا أمنيًا وسياسيًا.
ويقول مراقبون لـ«بوابة الوسط» الليبية، إن تحرك السبسي يهدف إلى إبداء حسن النوايا في معالجة الملف الليبي، عن طريق محاولة الترتيب لعقد قمة تجمعه برئيسي مصر والجزائر في أقرب فرصة لتنسيق المواقف بشان الوضع الإقليمي أيضًا في العراق وسورية، وكذلك مسائل مكافحة الإرهاب وضبط الحدود في ظل الحديث عن عودة المقاتلين الأجانب إلى الدول المعنية، وسبل العمل على إحياء المفاوضات المتعثرة بين الليبيين.
ولمح السبسي في تصريح إلى قناة «يورو نيوز» في 9 ديسمبر الماضي إلى هذه القمة، واقترح أن تتقابل الدول التي لديها اتصال مباشر حدودي وجغرافي وأمني واقتصادي مع ليبيا، وقال السبسي: «إذا وفّقنا الله وتقابلنا مع بعضنا البعض ومع الليبيين أيضًا، فبالنصيحة سنوفر للإخوة في ليبيا فرصة مهمة من فرص عودة الأوضاع إلى طبيعتها، مؤكدًا أنّ تونس ترحّب بهذا اللقاء، مضيفًا أن تونس والجزائر ومصر ترغب في أن تعود ليبيا إلى سابق نضارتها، وأن تتجنب تقسيم التراب الليبي.
مكافحة الإرهاب حول الحدود
من ناحية أخري أكد الرئيس التونسي أن نجاح التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بين الجزائر وتونس أسهم في تأمين الحدود البرية بين البلدين، قائلًا الرئيس السبسي في تصريح صحفي، نقلا عن التلفزيون الجزائري، إن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ساهم بقدر كبير في تعزيز قدرات مكافحة هذه الظاهرة وتأمين الحدود البرية.
وأشاد السبسي بدور الجزائر في تأمين الحدود المشتركة بين تونس والجزائر، قائلا: «الأشقاء في الجزائر اتخذوا التدابير اللازمة بشكل ناجح لمراقبة الحدود، ونحن أيضا تغلبنا في تونس على الإرهاب» مضيفًا «أنا مرتاح للعلاقات بين تونس والجزائر والتعاون الأمني».
وأكد الرئيس التونسي أن زيارته إلى الجزائر تدخل في إطار المشاورات السياسية وهي سنة حميدة بيني وبين أخي وشقيقي الرئيس بوتفليقة الذي أعرفه منذ 50 سنة.