حلب تسيطر على مائدة الجامعة العربية في اجتماع وزاري (تقرير)
الإثنين، 19 ديسمبر 2016 01:52 م
في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها الجامعة العربية لاحتواء الأزمة الإنسانية التي تشهدها مدينة حلب السورية، تعقد اليوم جامعة الدول العربية اجتماعا على مستوى الوزراء لمناقشة التطورات التي تشهدها الساحة السورية في المرحلة الراهنة وسط حالة من الانقسام العربي حول الموقف من المشهد السوري برمته.
ولعل المفارقة أن اجتماع وزراء الخارجية العرب يتزامن مع الجلسة التي سوف يعقدها مجلس الأمن الدولي للتصويت على قرار بشأن إرسال مراقبين دوليين إلى حلب للإشراف على عمليات إجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة وحماية السكان المقيمين هناك، وهو القرار الذي قد يتم تقويضه من قبل روسيا والتي أعربت عن رفضها المقترح الفرنسي في هذا الشأن.
واجب عربي
يأتي اجتماع وزراء الخارجية العرب بناء على طلب رسمي تقدمت به دولة الكويت، الثلاثاء الماضي، كما أنه يأتي في أعقاب اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين يوم الخميس الماضي، والذي قرر خلاله مجلس الجامعة إدانة جميع الانتهاكات الإنسانية التي تشهدها سوريا وكذلك البقاء في حالة انعقاد دائم لمراقبة التطورات التي تشهدها حلب.
قال سفير دولة الكويت أحمد البكر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إن دعم الشعب السوري بعد أحد أهم أولويات الحكومة الكويتية، في ضوء الوضع الإنساني المتدهور هناك، وهو الأمر الذي يتطلب موقفا عربيا لوضع حد لإنهاء الانتهاكات التي ترتكب هناك، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ان يتحرك المجتمع الدولي في نفس الإطار.
وأضاف البكر، في تصريحات صحفية، أن بلاده تقدمت بطلب للجامعة العربية بعقد اجتماع وزاري حول الأوضاع في حلب من جراء إحساس الحكومة الكويتية بالمسؤولية تجاه ضرورة احتواء الموقف هناك. وأضاف «الوضع الراهن يتطلب اجتماعا وزارية وربما أكثر من ذلك، ولعل تأييد الدول العربية لطلبنا دليلا دامغا أن هذا هو واجبنا تجاه سوريا».
شبح الفيتو
حالة الانقسام العربي حول سوريا هي أحد أهم المعوقات الرئيسية التي تواجه دور فعال للجامعة العربية في الأزمة السورية، إلا أن الأمر ربما لا يقتصر على الوضع العربي، بل يمتد إلى المجتمع الدولي ككل، وهو ما يبدو واضحا خلال جلسة مجلس الأمن أمس الأحد لمناقشة القرار الذي سوف يتم التصويت عليه اليوم.
قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمن المتحدة فيتالي تشوركين، في تصريحات صحفية أمس الأحد، إن المقترح الفرنسي بنشر مراقبين دوليين في حلب هو أمر مستحيل ويؤدي لتداعيات كارثية موضحا، في إطار الرد على تساؤل حول إمكانية استخدام بلاده لحق الفيتو، أن «روسيا لا يمكن أن تسمح بتمرير هذا القرار».
بيان إدانة
شبح استخدام «الفيتو» يلوح في الأفق في مجلس الأمن، وهو الأمر الذي يعكس طغيان حالة الانقسام الدولي على الأزمة التي تعيشها سوريا في المرحلة الراهنة، وهي الحالة التي تعوق ليس فقط الجامعة العربية ولكن أيضا يمتد إلى الأمم المتحدة.
يرى السفير رخا حسن أن الانقسام الدولي حول سوريا يبقي التهديد الرئيسي أمام أي دور فاعل لأي من المنظمات الدولية التي تسعى للقيام بأي دور في الأزمة السورية، موضحا أن تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية يظل السبب الرئيسي في تقويض دورها على المستوى السياسي.
وأضاف حسن، في تصريح لبوابة «صوت الأمة» أن دول الخليج سوف تسعى لاستصدار بيان بإدانة النظام السوري، وهو الأمر الذي يجد معارضة من دول عربية أخرى خاصة في منطقة شمال إفريقيا وربما لبنان.