«سحارة سرابيوم».. جسر تنمية سيناء (تقرير)
الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 12:27 م
يهدف مشروع سحارة «سرابيوم» كأكبر مشروع مائي أسفل قناة السويس الجديدة، إلى إحداث تنمية حقيقة ومستدامة في سيناء، وذلك في إطار خطة الدولة للتنمية الشاملة في محور قناة السويس، وشبه جزيرة سيناء ويبلغ طولها 420 مترا، لنقل المياه أسفل قناة السويس الجديدة، وتوفير مياه الري من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين في منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء.
ويعمل المئات من العمال والفنيين والمهندسين والمختصين من المصريين، في مشروع لا يقل أهمية عن مشروع قناة السويس الجديدة، يعتبره الخبراء إعادة للحياة على أرض سيناء ويوفر المقومات الرئيسية لعمل تنمية حقيقة ومستدامة لأبناء هذا الجزء العزيز من أرض مصر، سواء كانت التنمية زراعية أو صناعية أو سكنية أو اقتصادية.
ولأن «المياه» مصدر الحياة، كان لزاما علي الدولة المصرية، سرعة التفكير في كيفية نقل المياه العذبة، من الضفة الشرقية لقناة السويس، إلي الضفة الغربية، مرورا بقناتين، وهما قناة السويس القديمة والجديدة، حيث انشئت «سحارة سرابيوم»، لنقل المياه إلى الضفة الشرقية للقناة الجديدة لتروية من 70 إلى 100 ألف فدان زراعي لتحقيق التنمية المستدامة في تلك المنطقة.
وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، على رأسها شركة «كونكرد» للهندسة والمقاولات، ومعها عدد من الشركات الوطنية المصرية الأخرى، في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع العملاق، وتم افتتاحة للتشغيل.
ويهدف المشروع، إلى توفير مياه الري والشرب لسيناء في نطاق شرق البحيرات وشرق قناة السويس، علاوة على معالجة مشكلة نقص المياه بشرق قناة السويس، ويساعد المشروع في إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديد، وتوصيل المياه للأهالي بمشروع قرية الأمل بمنطقة شرق البحيرات، وهو عبارة عن إنشاء سحارة أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء، وتعد السحارة أكبر مشروع مائي ينفذ في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمر أسفل قناة السويس الجديدة.
وتتكون السحارة من 4 بيارات ضخمة لاستقبال ودفع المياه حيث يبلغ عمق البيارة الواحدة 60 مترا، ويبلغ قطر السحارة الداخلي ما يقرب من 20 مترا، مع 4 أنفاق أفقية طول النفق الواحد 420 مترًا محفورة تحت القناة الجديدة، ويبلغ قطر النفق الواحد 4 أمتار، وعمقه 60 مترا تحت منسوب سطح المياه، وأسفل قاع القناة الجديدة بعمق 16 مترا تحسبا لأي توسعة أو تعميق مستقبلا.
ويبلغ طول النفق 420 مترا لنقل مياه نهر النيل من ترعة الإسماعيلية كمصدر رئيسى لتبدأ رحلتها من غرب القناة القديمة بترعة السويس، وتمتد بطول سحارة سرابيوم تحت القناة القديمة لتعبر الجزيرة، وتمر بسحارة سرابيوم الجديدة لتصل إلى شرق القناة الجديدة ناحية ترعة الشيخ زايد جنوبًا وترعة التوسع شمالًا.
وقال المهندس أحمد سعد زغلول، مدير قطاع سحارات سرابيوم والمحسمة، في شركة كونكرد للهندسة والمقاولات، إن «الهدف من مشروع (سحارة سربيوم)، هو نقل المياه من غرب القناة إلى شرق القناة الجديدة، ويهدف المشروع إلى تمرير مليون و400 ألف متر مكعب من المياه يوميا».
وأوضح أنه بالفعل تم تمرير 700 ألف متر مكعب من المياه في المرحلة الأولى التي تم افتتاحها في أبريل الماضي، موضحا أن المرحلة الثانية من سحارة سرابيوم ستروي من 70 ألف إلى 100 ألف فدان، وكشف أن مدة المشروع هي عامان، ولفت إلى أن المشروع عبارة عن 4 بيارات يبلغ عمقها تحت الأرض 120 مترا، بمكان خاص به تم استيراده من ألمانيا ويعمل عليها مصريون، مؤكدا أن المشروع لم ينفذ قبل ذلك في منطقة الشرق الأوسط بهذا العمق، كاشفا أن الخبراء الأجانب كانوا موجودين فقط لتعليم المختصين المصريين على المعدات الموجودة في موقع العمل نظرا لحداثتها.
وكشف «زغلول» أن هناك 600 عامل وفني ومختص ومهندس يعملون بصفة مباشرة، وهناك المئات من المصريين عملوا في المشروع على فترات متفاوتة، كاشفا أن هناك 3 شركات تعمل في المشروع، وهي شركة «كونكورد -وهي الشركة الرئيسة- ويعاونها باور ايجيبت، وريلانس للخرسانة الجاهزة»، إضافة إلى 26 شركة مقاولات صغيرة، وأكد أن المشروع شهد تسهيلات كبيرة جدا من قبل القوات المسلحة في عملية النقل، والتأمين، وتذليل كافة العقبات، من أجل سرعة تنفيذ المشروع، موضحا أن تنفيذ مشروع «سحارة سرابيوم» هو ملحمة كبرى.
وقال المهندس علاء عبد السميع مدير مشروع ساحرة «سرابيوم والمحسمة»، إن «البيارات التي تنفذ حاليا، هي أعمق بيارات تنفذ بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الماكينات التي تستخدم في المشروع صممت خصيصا للمشروع لتحمل التربة وضغطها»، وأكد أن هناك معايير توضع للعمالة والفنين والمختصين للعمل في المشروعات الكبرى، كاشفا أن المشروع استقبل المئات من العمال والمختصين.
من جهته قال، المهندس محمد عبد الحميد، مدير مشروعات «سرابيوم» في وزارة الري والموارد والمائية، إن «جميع العاملين في المشروع وضعوا هدفا أمام أعينهم هو "(النجاح)»، مؤكدًا أن هناك العديد من الشركات العالمية والمحلية، رفضت العمل في المشروع، نتيجة الصعوبات التي واجهت المشروع من تربة وأشياء أخرى، لكن الشركات الوطنية قررت التحدي والعمل في المشروع.