أبو الغيط: لابد من عقد قمة «عربية أوروبية» دورية لمواجهة التحديات

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 01:52 م
أبو الغيط: لابد من عقد قمة «عربية أوروبية» دورية لمواجهة التحديات

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن تطلعه لترسيخ التعاون العربي الأوروبي بعقد قمة عربية أوروبية بشكل دوري للارتقاء بالعلاقات المشتركة لأعلى المستويات، وكذلك عقد اجتماعات دورية بين الجانبين على مستوى كبار المسؤولين لتحديد الاولويات ووضع الآليات اللازمة لتعزيز مجالات التعاون بين الجانبين وتفعيل العمل المشترك.

جاء ذلك في كلمة أبوالغيط أمام الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الرابع الذي انطلقت أعماله اليوم بالجامعة العربية.

وأكد أبو الغيط أن تتابع الاجتماعات بين الجانبين يعد دليلًا على الجدية التى بات يتسم بها هذا التعاون، كما يأتي تتويجًا لعملٍ دؤوب ومتواصل على مدار السنوات الماضية بين جامعة الدول العربية والمفوضية الأوروبية لتنفيذ جملة من البرامج المشتركة بأهداف واضحة وأطر زمنية محددة

​وقال ابو الغيط إن الحوار العربي الأوروبي الذى بدأ منذ عقود عديدة وبالرغم من تحوله إلى تعاون مؤسسي بين الجانبين، إلا أن هناك إمكاناتٍ كبيرة- ما زالت غير مستغلة- لتطويره وتعزيزه.

وأشاد بما تم إنجازه حتى الآن، حيث تم إطلاق الحوار الاستراتيجي بين المنظمتين في نوفمبر الماضي لتبادل الآراء حول القضايا السياسية والأمنية والتعاون بشكل عملي لتعزيز علاقات التعاون بيننا، وكذلك فى مجال الإنذار المبكر والاستجابة للأزمات، بالإضافة إلى تبني برنامج العمل المشترك الذي يشمل العديد من مجالات التعاون والتدريب وبناء القدرات.

وأضاف أنه بالنظر الى ما صدر عن الاجتماعات الوزارية السابقة من دعوة إلى التعاون بشكل وثيق من خلال عدد من المبادرات والمشروعات نرى أنها - إذا ما نفذت بإرادة حقيقية- يمكن أن تحدث نقلة نوعية في مستوى التعاون العربي الأوروبي.

​واكد اهمية اجتماع اليوم خاصة أن الأزمات التي تواجه منطقتنا لن تتوقف انعكاساتها وتداعياتها عند حدودنا، بل ستتجاوزها – كما رأينا جميعًا - إلى محيطها وجوارها القريب وللأسف البعيد أيضًا، ولن يصير ممكنًا مواجهة التحديات الجسام والخروج من الأزمات الطاحنة سوى بإرساء شراكة وتعاون حقيقيين بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي الذي يُعد الأقرب لنا، بحكم الجغرافيا وبواقع التجربة الحضارية المشتركة، وهو أيضا الأكثر التصاقًا بقضايانا وهمومنا، ورؤيته للتطورات في العالم العربي تنطلق دومًا من بواعث إنسانية وأخلاقية نُقدرها ونُثمنها عاليًا.

​ونبه ابو الغيط الى ان المأساة السورية تُثير في نفوس الشعوب العربية جميعها شعورًا بالأسى الشديد، منبها الى أنها باتت مسرحًا لتجاذبات دولية وطموحات إقليمية جاءت كلها على حساب الشعب السوري الذي يعيش واحدة من أفدح الأزمات الإنسانية التي لم يشهد العالم لها مثالًا منذ سنوات طويلة.

​وأدان ابو الغيط الممارسات التي يقوم بها النظام السوري وحلفاؤه من عمليات عسكرية وحشية في مدينة حلب، وأكد ضرورة تحمل مجلس الأمن لمسئولياته كاملة في حفظ الأمن والسلم.

ودعا الجانب الأوروبي إلى توظيف ثقلهم السياسي وإمكاناتهم الدبلوماسية من أجل إنهاء العُنف في سوريا، والتحرك في سبيل إقرار الحل الوحيد الممكن لهذه الأزمة، وهو الحل السياسي الذي يستند إلى مقررات جنيف1، كما وجه الشكر والتقدير لجميع الدول الأوروبية التي أسهمت في استقبال اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الحرب، داعيا الدول المانحة إلى الالتزام بتعهداتها إزاء الدول المُستقبلة للاجئين.

وعلى صعيد القضية الفلسطينية أكد أنها تظل قضية العرب الأولى، كما يبقى استمرارها سببًا مُباشرًا من أسباب انعدام الاستقرار في المنطقة، موضحا أن المجتمع الدولي ما زال يُظهر عجزًا أمام ممارسات الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تُمعن في البناء الاستيطاني بصورة غير مسبوقة وعلى نحو يؤدي إلى تقويض حل الدولتين والقضاء على أي أفق لتحققه على أرض الواقع.

ودعا أبو الغيط الى تحرك دولي فاعل ومتضافر من أجل وقف الاستيطان كخطوة أولى ضرورية لإنقاذ حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بما يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه في إقامة دولته المُستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى الوضع المتأزم في ليبيا على المستوى الأمني والسياسي داعيا إلى تضافر الجهود بين الجانبين العربي والأوروبي من أجل استعادة الاستقرار، منوها بتسمية مبعوث له إلى ليبيا لهذا الغرض، بحيث يعمل بشكل وثيق مع كل من المبعوث الأممي والأفريقي من أجل تهيئة السُبل للتسوية المنشودة.

وفيما يخص اليمن أكد أبو الغيط دعم الجامعة العربية للشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي.

كما أكد دعم الجامعة العربية الكامل للحكومة العراقية فى الحرب الشرسة التي تخوضها ضد تنظيم داعش الإرهابي ورحب بما تم إنجازه حتى الآن لتحرير الموصل، وأعرب عن ثقته في أن الانتصار في هذه المعركة سيُمثلُ مُقدمة لقيام وضع مُستقر يستوعب جميع مكونات الشعب العراقي في إطار وطني جامع.

ودعا أبو الغيط مُختلف القوى الإقليمية أن تنأى بنفسها عن أي تدخلات في الشأن العراقي تنطوي على افتئات على سيادته، أو تُسهم في تصعيد توتراته الداخلية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة