كيان الاحتلال.. لماذ يغيب عن «جهاد» المتطرفين!!!
الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 07:40 م
تعاقب السنوات والعقود من عمر الحركات المتطرفة في العالم العربي يجعل تجربتها في مجالات هامة خاضعة للتقييم والحكم، فالقاعدة مثلا بما تضمه من تنظيمات وقيادات وخلايا موجودة في الحالة الدولية والعربية منذ عشرات السنين، وحتى قبل أن تتبلور بشكلها النهائي كانت قادرة على هزيمة الاتحاد السوفييتي أثناء احتلاله لافغانستان طبعًا بمساعدة الولايات المتحدة ودوّل عديدة في المنطقة، وبعد ذلك كان حضور الافغان العرب كبيرا على شكل تنظيمات وخلايا في العالم العربي وعملت على اختراق ساحات ودوّل عربية وإسلامية بتفجيرات وعمليات عسكرية، بل استطاعت أن تخترق الأمن الأمريكي من خلال تفجيرات نيويورك بما عرف بعملية تفجير الأبراج، وحتى عندما كان الاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣ كانت القاعدة موجودة هناك واستمرت بعملياتها الإرهابية في دول وساحات عربية عديدة.
وحين كانت داعش عام ٢٠٠٦ أقامت ما أسمته الدولة الإسلامية في العراق ومع دخول سوريا مرحلة الاستهداف توسعت دولة داعش لتشمل سوريا، وكانت هناك أيضًا القاعدة على شكل جبهة النصرة وتنظيمات عديدة من ذات اللون.
هذا الاستعراض لغايات القول إن هذه التنظيمات تمتلك القدرة على القتال والقيام بعمليات كما فعلت في أوروبا ودوّل عديدة في العالم، لكن كيان الاحتلال الصهيوني غاب عن اجندتها ،فمن يستطيع القيام بتفجير أبراج نيويورك يستطيع الوصول إلى تل أبيب، ومن يقيم دوةه في الرقة السورية ويقاتل في درعا يمكنه القيام بعملية في الجولان، ومن له خلايا في لندن وباريس تفجر وتقتل يمكنه أن يبنى خلايا في الضفة وغزة وحيفا ويافا.
هذه التنظيمات تعطي لنفسها العذر والتبرير بأن قتال الكافر القريب أولى من قتال الكافر البعيد، وتعتقد أننا نحن العرب والمسلمين بذات مرتبة وتصنيف كيان الاحتلال الصهيوني وتتناسى أنه عدو يحتل أرض العرب والمسلمين، لكن هذا التبرير المغلف بنصوص شرعية هو الوجه الظاهر، لكن صناعة أولويات هذه التنظيمات بما في ذلك إخراج كيان الاحتلال من برامجها «الجهادية»!! وعملها الدؤوب على قتل المسلمين وإخراج المسيحيين العرب من أوطانهم عبر الاستهداف المباشر، وتدمير الدول وشيطنة السنة، كل هذا عمل منظم صنعة فكر الممولين الذين جعلوا القتال لتحرير كابل فريضة أو تفجير الكنيسة والمسجد والمدرسة جهاد وعبادة أما القتال لتحرير فلسطين فانه يخضع لفتوى الكافر القريب والبعيد..؟