مدير الدراسات التركية بالأهرام: الجماعات الإرهابية الهاربة من سوريا تلجأ لأنقرة (حوار)

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2016 07:52 م
مدير الدراسات التركية بالأهرام: الجماعات الإرهابية الهاربة من سوريا تلجأ لأنقرة (حوار)
هبة شورى

أثار مشهد اغتيال السفير الروسي لدى أنقرة «أندريه كارلوف»، الإثنين الماضي، الكثير من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين روسيا وتركيا، وماسيفرضه ذلك من انعكاسات على توازنات الصراع في الشرق الأوسط، ووجود علامات استفهام واضحة حول موقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من تنامي نفوذ التيارات التكفيرية المتشددة في أركان البيت التركي، وتقديرات السلطات لمستوى الاختراق الأمني في أجهزة الدولة التركية.


كشف الدكتور محمد عبد القادر، مدير وحدة الدراسات التركية بمركز الأهرام الاستراتيجي للدراسات السياسية ورئيس تحرير دورية «شئون تركية» الصادرة عن المركز، الستار عن الغموض المُسيطر على المشهد الأخير في تركيا لبوابة «صوت الأمة» خلال الحوار التالي..

ما تقييمك لحادث اغتيال السفير؟
علينا أن نُدرك ببساطة أن حادث مقتل السفير الروسي، بأنقرة، أمر طبيعي ومتوقع بالنظر إلى ما تشهده تركيا من تردي أمني غير مسبوق، خلال الفترة الأخيرة، خاصة وأننا أمام حوادث إرهابية نوعية لحقت بالجيش التركي، وطالت قيادات كبيرة، تركيا الآن تعاني حالة من الضعف الأمني الواضح والاختراق الفاحش من قبل الجماعات الإرهابية لعمق الدولة التركية، وأصبحت التنظيمات الإرهابية متوغلة داخل الأجهزة الأمنية التركية، للضغط على أردوغان الذي بات في مأزق صنعه بنفسه ولايمكنه الفرار منه أو معالجته اطلاقًا، فهو يجني الآن ثمار سياساته الخاطئة التي ساهمت في إضعاف الأمن الوطني وأجهزة الدولة لحساب الحرس الخاص به، ولكي يضمن بقاء من يدينون له بالولاء حوله، هؤلاء هم من يحرجون دولته أمام العالم ويُحطمون مُخططات أنقرة بعدما لفظتهم الأراضي السورية في حلب عقب تصفية الذيول هناك.


ما تداعيات واقعة اغتيال السفير على العلاقات الروسية التركية؟
في حقيقة الأمر واقعة اغتيال السفير الروسي في تركيا، واحدة من أخطر الضربات الإرهابية التي شهدتها أنقرة، والجانب الروسي مستاء جدًا، ولكن اليوم عقب الاجتماع الثلاثي، يمكننا أن نقرأ بسهولة حرص روسيا وتركيا على المكاسب المشتركة الضئيلة والتوافقات فيما بين الدولتين، وأعتقد أن كل طرف سيسعى إلى تجنب الصدام مستقبلًا، وستتكفل روسيا فيما بعد بحماية دبلوماسييها، أما على مستوى العلاقات الثنائية ستشهد تكتمات وصراعات خفية حول المشاركة في التحقيقات، وتأجيل تعيين سفير جديد لأجل غير مسمى، بالإضافة إلى إعتماد تركيا سياسات أمنية صارمة ضد الجماعات الإرهابية، وهو الأمر الذي لم تستعد له تركيا بعد.


كيف سينعكس اختراق الأجهزة الأمنية التركية من قبل الجماعات المارقة على الشرق الأوسط؟
في اعتقادي أن نظام أردوغان يُعاني فعليًا من ظاهرة الذئاب الرمادية، والتي تهدف إلى النيل من المصالح والرموز الغربية في الإقليم، وهو ما سيحول تركيا إلى مسرح عمليات قادمة، خاصة وأن الجماعات المارقة تتوغل في عمق أجهزة الدولة بحماية من أردوغان، ولكن على مايبدو أنها لن تُمهله المزيد من الوقت وستضغط عليه من أجل إيقاف الدعم الروسي لنظام بشار الأسد، وهو ما لن تقبله روسيا، وأتوقع أن العمليات لن تنتهي، بل ستكون فاتحة سباق ما سيجعل النظام التركي في مأزق، وأتوقع أن روسيا ستلعب دورًا محوريًا في المنطقة بمعاونة مصر، ويبدو أن نسب حظوظ الدولة المصرية للعب أدوار إقليمة هامة في المنطقة باتت أكبر.


كيف يبدو البيت التركي من الداخل الآن؟
في الحقيقة البيت التركي مرتبك تمامًا داخليًا، ويمر بأزمات عاصفة، بدءً من إنها الدولة المرشحة لتكون مضيفة للجماعات الإرهابية الهاربة من سوريا، وهو ما بدأت تداعياته بالفعل خاصة وأن أجهزة الدولة التركية مكشوفة بالكامل لدى الجماعات الإرهابية، وسيفرضون توازنات على أردوغان ليستمر في حمايتهم ودعمهم، وهم يعزفون على وتر حزب العمل الكردستاني المناوئ لأردوغان، إذا وضعنا إلى جانبها الأزمات الاجتماعية والاحتقان السياسي، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر، ثم أخيرًا الأزمة الدستورية التي تهدد وجود أردوغان في الحكم، سنجد أن تركيا ينتظرها مخاض من نوع آخر ربما يغيير وجه المنطقة برمتها يختمر الآن.


هناك اتهامات بالفساد وجهت لأردوغان ما مصيرها؟
كأي نظام يستند إلى خلفية دينية، يُحاول نظام أردوغان إطفاء نوع من القداسة والجلال على أفعاله، وهو ما بات محل شك شعبي بعد الكشف عن قضايا الفساد التي تورط فيها أردوغان وأفراد عائلته، فإحدى تلك القضايا تورط فيها نجلي أردوغان «بلال، وسمية وزوجها»، وكأن الفساد برعاية أسرية، كون أردوغان ونجله وزوج نجلته، شبكة علاقات مرتبطة بعدد كبير من شركات الشحن التي حققت أرباحًا طائلة وغير رسمية من خلال التلاعب باتفاقية «الرورو» التي وقعتها تركيا ومصر في أواخر عام 2012 واستمر العمل بها حتى قامت مصر بإلغائها في بدايات 2015، يضاف إلى ذلك عدد كبير من القضايا التي تنظرها المحاكم التركية، وترافقها حملة اغتيالات للشهود يُتهم فيها حزب العدالة والتنمية التركي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة