بـ«ورود وبخور ودفوف».. «الكنيسة» تودع «ماجي مواهب»
الخميس، 22 ديسمبر 2016 12:33 ص
يميناً كان العمال يسابقون الزمن محاولين ترميم جدران تهدمت بفعل التفجير الإرهابي، ربما تعود تلك الجدران لسابق عهدها، بينما يساراً كانت العيون تنظر إلى جثمان صغير يرقد في نعش أبى أن يستوعبه، وقلوب تحطمت ولا تنفع محاولات ترميمها، قلوب فقدت أعز ما تملك إلا أنها مازالت تتمسك بالأمل والحياة ترفض الانتقام وتصلي من أجل قاتليهم، بينما تجمدت نظرات أب وأم ينظران إلى جثمان الابنة بعد أن تجمدت دموعهما على فراقها، وسط نظرات الفرح لتسليمها إلى عريسها السماوي "السيد المسيح".
فقد قررت الأسرة منذ اللحظات الأولى أن تقدم دروسًا في الصبر لكل من يعرفها بعدما مروا بايام صعبة بصلوات لا تنقطع، ثم جاءت ساعة الفقد، رحلت "ماجي" إلى حيث يذهب الشهداء والقديسين هناك في السماء البعيدة.
ومنذ اللحظات الأولى للوفاة أكد والدا الشهيدة أن صلاة الجنازة ستكون بمثابة احتفالية يسودها الفرح بابنتهما الشهيدة الصغيرة التي يقدمانها بكل فرح للمسيح، ناثرين باقات الورود بمحيط الكنيسة من الداخل خاصة المنضدة التي ينتظر وضع صندوق جثمان «ماجي مؤمن».
ودخلت الأم الكنيسة تمسك بيد راهبة عيونها ممتلئة بالرجاء والفرحة بوصول الإبنة الشهيدة إلى السماء، واستقبلت الكنيسة جثمان الشهيدة بالطبول ودفوف تدق، بخور يلف المكان، صلوات ترتفع، وورود منتشرة وسط تعالي الزغاريد أثناء الجنازة للتتحول الجنازة إلى عرس، بعد أن قدم أهلها الصبر على هذا الحادث الدامي.
أصغر شهيدة البطرسية هكذا لقبت ماجي مؤمن، التي عرفت بـ«ماجي مواهب»، بسبب تعدد مواهبها، فهي كانت لاعبة بنادي وادي دجلة لكرة اليد، وراقصة بالية، وممثلة قامت بالعديد من الأدوار في المسرحيات الكنسية، مثل دور مريم في كليم الله، وميكال زوجة داود النبي والملك، وسالومي في مريم كما رواها الأطفال.
«الطفلة ماجي مؤمن مجرد بريئه زي الملاك، ضحكتها تخلي الدنيا كلها تضحك خرجت من بيتها زي ما بتخرج كل يوم .. مره بتروح المدرسة .. ومره بتروح النادي عشان تلعب كره طائره زي ما هي متعودة.. ومره تروح الكنيسة.. استشهدت البرئية على يد إرهابي لا يعرف الرحمة»، هذا حسب ما وصفها رواد موقع التواصل الاجتماعي بعد خبر استشهادها، مودعين ابتسامة بريئة خطفها الإرهاب في لحظات.