حنان مفيد فوزي: أمي فضلت الموت على العلاج في إسرائيل

الخميس، 22 ديسمبر 2016 04:51 م
حنان مفيد فوزي: أمي فضلت الموت على العلاج في إسرائيل
حسن شرف


نشأت فى بيت رب أسرته هو الإعلامى الكبير والمحاور مفيد فوزى، بينما سيدته الأولى هى الإذاعية القديرة آمال العمدة، وساعدتها هذه النشأة أن تكتسب قدرا كبيرا من الثقافة فى مجالات عدة، وبالطبع أن ترى فى بداية حياتها كواليس وأسرار مهنتها التى ستمتهنها لاحقا، هى الإعلامية والكاتبة حنان مفيد فوزى، التى تستطيع أن تتعرف إليها، من خلال هذه السطور التى كشفت فيها عن تفاصيل وكواليس من مراحل حياتها المختلفة.

الحنان المفيد

«أول راجل حبيته».. بهذه الجملة بدأت حنان حديثها عن والدها الإعلامى الكبير مفيد فوزى مضيفة: أشعر دائما أنه أخى وابنى ووالدى، وكان يعتبرنى هو الآخر أخته التى طالما تمناها، وكان يريد أن تصبح له أخت، لأن كل أشقائه أولاد، كما تمنى أن ينجب بنتا أولا، وهذا غريب عن طباع المصريين المحبين لإنجاب الولد، وهذا إن عبر فهو يعبر عن رهافة حسه وحنانه، وهذا هو الوجه الآخر الذى لا يعرفه الجميع عنه، لأنهم دائما يشاهدون الوجه الصدامى أو العنيف، والذى يظهر دائما بسبب غيرته على المهنة، أو حينما يُستفز من موقف أو شخص ما يحيد عن الحق أو الأخلاق.

أبراج حنان

درست علم النفس، وحصلت على ماجيستير فى سيكولوجية الحلم عند فرويد، ولرغبتى الشديدة فى التعلم بعد أن أنهيت دراستى الجامعية والماجيستير، سافرت إلى كندا لدراسة الفلك بشكل عام، حيث تعد الأبراج جزءا بسيطا من علم الفلك، الذى يضم 100 كوكب تم اكتشافها، و1900 كوكب لم يتعرف العالم عليها حتى الآن، وجاء اختيارى لكندا لوجود خالى هناك، وجلست فى بيته لمدة 8 شهور هى مدة الدراسة، وكانت دراستى لعلم الفلك فى البداية لنفسى، وساعدتنى الدراسة فى التعامل مع الشخصيات ومعرفة مميزات وعيوب كل شخصية من خلال أبراجهم، وتحديد عمق علاقتى بهم، وقمت بتأليف كتاب «نجمك فى السما» بجزئيه عن الأبراج، الذى يضم كلا منهما 24 شخصية.

تفسير الأحلام

تفسيرى للأحلام قائم على العلم، وهو دراستى الأساسية، بينما كانت الأبراج هواية، وجاء تعمقى فى الأحلام للاستفادة من دراستى للماجيستير، وينقسم تفسير الأحلام إلى جزأين الأول قائم على العلم، وهو الذى يعيد كل شىء إلى العقل الباطن، الذى يقوم بتخزين كل ما يمر به الشخص فى الحياة، وبالتالى تأتى الأحلام لتعبر عن كل ما اكتسبه، ويحلم كل فرد 5 أحلام فى الليلة الواحدة بين كل منها ساعة ونصف، ولا يتذكر الفرد إلا ما يمثل الأكثر تكرارا له، ومن لا يتذكر أحلامه غالبا تمثل تهديدا له فيسقطها العقل قبل الاستيقاظ، والقسم الآخر يقوم على تفسير الأحلام على أساس دينى، وقمت بتأليف كتابى «حلمى حلمك علمى علمك»، و«تصبحوا على خير» فى الأحلام.

نصف الدنيا

كل ما وصلت إليه الآن فى الكتابة والصحافة والإعلام، بفضل تجربتى فى «نصف الدنيا»، ودعم سناء البيسى، وأفكار الخردلى، وأمل فوزى، حيث إن البيسى هى أول من شجعنى على كتابة الكتب فى سن صغيرة، وحينها كتبت أول كتاب عن ليلى مراد طبعته هيئة الكتاب، بعد أن تحدثت البيسى للدكتور سمير سرحان عن فكرته ومحتواه، وهى أيضا من شجع إبراهيم المعلم على طبع كتابى الثانى «يوسف السباعى - 7 وجوه» وأنا عمرى 25 عاما، كما شجعتنى الخرادلى على الكتابة فى تفسير الأحلام.

عسل أبيض

يعد البرنامج ثالث تجاربى التليفزيونية، بعد أن اشتركت فى برنامج «البيت بيتك» على شاشة التليفزيون المصرى، وبعدها انتقلت إلى قناة مودرن، إلى أن تلقيت عرضا من إيهاب طلعت والدكتور عماد جاد، لتقديم برنامج مع 3 مذيعات أخريات تصادف أنهن صديقاتى، وهذا كان سبب نجاح البرنامج، وقدمت خلال هذه التجربة حوارات مع نجوم فى مجالات عدة وصلوا حتى الآن إلى 91 نجما.

الكتابة والتأليف

كما ذكرت سابقا بدايتى ككاتبة جاءت بعد دعم سناء البيسى، واشتركت مع العديد من دور النشر قدمنا خلالها عددا لا بأس به من الكتب بداية من «سيدة قطار الغناء» عن ليلى مراد، كما قدمت كتابى «الأبراج» وكتابى «الأحلام» وديوان «الشاطر مش حسن»، بطبعات كثيرة، وتباع الكتب حتى الآن فى مهرجان الشارقة، الذى كرمنى مؤخرا، واستلم والدى التكريم لعدم قدرتى على الحضور، وهى من المفارقات الرائعة، كما قدمت ديوان «يا حلاوة المولد»، وكتاب «إزاى»، بينما قدمت مع آفاق كتابا آخر عن ليلى مراد تحت اسم «أنا زى ما أنا».

أخويا الكبير

يعاملنى ابنى شريف دائما على أساس أننى أخته الصغيرة، ومثلما تمنى والدى أختا، إلى أن جئت تمنيت أنا أيضا أخا إلى أن جاء شريف، ونتعامل على هذا الأساس، خاصة أن الفرق العمرى بيننا 19 سنة فقط، وكان يسبب ذهابى لاصطحابه من المدرسة الكثير من المشاكل بيننا، لأن زملاءه كانوا يقولون له دائما «أمك عيلة».

آمال العمدة

«والدتى دى حكاية والله ولم تأخذ حظها فى الدنيا»، هكذا بدأت حنان حديثها عن والدتها الإذاعية الكبيرة آمال العمدة مضيفة: توفيت والدتى فى الشهر نفسه الذى ولدت فيه، ويمثل دائما ذكرى سيئة بالنسبة لى، رغم أن به عيد الأم، ومنذ وفاتها وأنا أكتب فى ذكراها كتابا، حتى وصلت إلى الكتاب الخامس تحت اسم «صحبة وأنا معهم»، ضم الكتاب بأجزائه أعمالها الإذاعية، حيث إنها قد أجرت تقريبا 15 ألف حوار مع نجوم الفن والأدب والسياسة، منهم نجيب محفوظ، يوسف إدريس، إحسان عبدالقدوس، عبدالحليم حافظ، زينات صدقى، مارى منيب، ليلى مراد، وأم كلثوم، وغيرهم الكثيرون.

ولعدم معرفة الجمهور بها حاولت إهداء بعض التسجيلات لحواراتها النادرة، تخليدا لذكراها، ولقيمة هذه الحوارات إلا أنه لم تستجب الإذاعات التى تحدثت معها، وهو ما جعلنى أفكر فى طرح هذه الحوارات بطريقة ما، أعمل عليها الآن على الإنترنت، فى إذاعة تسمى «آمال العمدة» أو فى موقع يضم هذه الأعمال، وعلى المستوى الشخصى كانت أمى صعيدية فى طباعها وأخلاقها، وعندما مرضت رفضت العلاج على نفقة الدولة، وازداد عليها المرض فى أيامها الأخيرة، وحينها علم والدى بوجود طبيب متميز فى علاج الأورام فى إسرائيل، إلا أنهما رفضا فكرة الذهاب إلى هناك وقالت أمى: أموت فى بلدى وما أروحش إسرائيل، وأيد والدى كلامها، وبعد وفاتها اكتشف والدى أنه كان يحبها كثيرا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة