ننشر رسالة مطران الإسكندرية للأرمن الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد

السبت، 24 ديسمبر 2016 10:50 ص
ننشر رسالة مطران الإسكندرية للأرمن الكاثوليك بمناسبة عيد الميلاد
مونيكا جرجس

تحتفل كنيسة الأرمن الكاثوليك اليوم بعيد الميلاد المجيد، وفق التقويم الغربي، ويرأس المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، احتفالات عيد الميلاد المجيد.

ومن المقرر أن يلقي الرسالة الرعوية والتي حصلت بوابة «صوت الأمة» على نسخة منها خلال صلوات الاحتفال للحديث عن الميلاد المجيد، وجاء فيها: «إن الخلاص بالمسيح هو هدية مجانية من الله، كما هو أيضًا من صنع أيدينا وصدق مساعينا».

وأضاف أننا في منتصف هذا الليل المبارك نحتفل بعيد ميلاد الرّبّ يسوع بالجسد، مجدّدين مسيرة رعاة بيت لحم إلى المكان الذي وُضِعَ فيه الطفل الإلهي، قائلين لبعضنا البعض: "هلُمَّ بنا إلى بيت لحم، فنرى ما حدثَ ذاك الذي أخبرنا به الرّبّ" (لوقا 15:2)، ومع المجوس: "قد رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له" (متى 2:2)، فنقبله في قلوبنا ونشترك بالفرح العظيم الذي بشّر به الملاك: " لا تخافوا، ها إنّي أُبشّركم بفرحٍ عظيم يكونُ فرحَ الشعبِ كلِه: وُلِدَ لكُمُ اليومَ مخلّصٌ في مدينةِ داود، وهو المسيحُ الرّبّ. وإليكم هذه العلامة: ستجدونَ طفلًا مقمّطًا مُضجَعًا في مِذوَد " (لوقا 10:2-12).

وتابع: «في هذا الليل، وفي غمرة هذا العيد، نطلب من الله أن يُبدّد سواده ويخفف أثقاله على الرازحين تحت وطأتهِ، فهو الليل المظلم الذي يلف سواده منطقة الشرق الأوسط برّمتها والذي يزرع تحت جناحيه زؤان الإنقسام والعداوة والحقد بدلًا من زرع قمح المحبّة والإنسانية والخير. هو الليل الذي يشهد مأساة المضطهدين والمقهورين والمظلومين والمهجّرين قسرًا من ديارهم بمئات الآلاف بل بالملايين من مسيحيين ومسلمين، والذي يحاول قتل الأمل عندهم لما يعانون وكأنه ليلٌ لا حدٍ له، ولا فجر صباح ينبثق من بعده بطلّةٍ وحُلّةٍ جديدةٍ. رغم كل شيء علينا أن نتمسّك بالرجاء الذي يستودعه الله في قلوبنا، ونقبل إلى الميلاد المجيد بفرحٍ لا يوصف.

واستطرد: إن الميلاد يذكّرنا بأن الإبن الإلهي قد "تجسّد وصار بشرًا، وسكن بيننا" (يوحنا 14:1)، وجاء إلى أرضنا وهو لن يتركها دون عنايةٍ منه أو رعاية، وقد حمل إليها الخلاص حقًا كما قال وفعل "هاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم" (متى 20:28).

وواصل: كم يجدر بنا في جو هذا العيد المبارك الذي يضفي على الدنيا رجاءً جديدًا، أن نضع نُصب أعيننا بلادنا العزيزة وشرقنا بأسره، وأن نتطلّع إلى خلاصٍ لبلادنا يشقّ ظلام الليل من حولنا، فينبثق من ليل حياتنا الرّوحية والوطنية فجرٌ جديد وحياة جديدة فنزرع السلام والعيش المشترك.

وتابع إن الخلاص بالمسيح هو هدية مجانية من الله، كما هو أيضًا من صنع أيدينا وصدق مساعينا. فالرّبّ يريد منّا أن نكون معه شركاء في هذه الحياة، لذلك يمنحنا الفرص والمناسبات من أجل نجاحها وتطوّرها، فيتم فينا خلاصه وتفيض فينا نعمته.

إن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله ليشارك في حياته وينال الخيرات الإلهية. ولكن الإنسان غرّق نفسه في الخطيئة والشقاء، وابتعد في عصيانه عن الله فوصل إلى الموت "تموت موتًا" (تكوين 17:2). ولكن الموت ليس النهاية، بل هو محطة للولادة الجديدة والقيامة. ولأن الله بمحبّته يُنْهِضُ الإنسان الذي سقط، ويُعيد الذي ضاع، ويوجه الذي ضلّ. الله الذي أعطى الحياة في البداية، يستطيع أن يُنعش الحياة وإن انطفأ.

واختتم قائلا لتنزل بركات الطفل يسوع، ملك السلام وموطّده عليكم غزيرة فياضة، له المجد والشكر والحمد على أنعامه وعطاياه الكثيرة، ونطلب منه أن ينقلنا بميلاده المجيد إلى سنة جديدة ملؤها الخير والبركة وتغير القلوب لتتفجّر فيها الرّحمة والمحبّة ويسود عليها سلام الله.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق