أقدم بائع صحف في الفيوم: «عايش بـ 40 جنيه»
الإثنين، 26 ديسمبر 2016 01:03 م
على رصيف شارع البوستة المتفرع من ميدان السواقي.. يقبع التاريخ على الأرض منذ سنين.. الصحف والمجلات التي صدرها هذا الرصيف مع بائع الجرائد ورجل الصحافة الأول، بالفيوم، عم محمد حسن محمد، صاحب الـ 52 عاما، والذي ورث المهنة عن والده منذ نعومة أظافره.
وكانت الصحف المعلم الأول له.. والهيئة العلمية والأدبية له طيلة حياته.
التقت بوابة «صوت الأمة» عم محمد، أشهر وأقدم بائع جرائد في الفيوم، الذي أفاد بأنه متزوج ولديه ابنة وحيدة، ويسكن في شقة «إيجار»، عبارة عن غرفتين وصالة.
في البداية، يقول الرجل وهو في غاية الحزن والأسى على ما ألمت به جوانب الحياة، إن مهنة بيع الجرائد، أصبحت تمثل خطرًا على أصحابها نظرًا لضرورة تواجدهم في الأماكن الأكثر سخونة».
وأوضح عم محمد، أنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 40 عامًا، ورثها أبًا عن جد، قائلا: «أجدادي وأبي كانوا يعملون في هذه المهنة، فتاريخنا طويل مع الجرائد يمتد لأكثر من مائة عام، وفي نفس المكان مزلقان بهجت وسط المدينة».
وأضاف، أنه يبدأ العمل في تمام الخامسة صباحًا لاستلام الشغل، وبعدها يفرشه على الرصيف ويستمر العمل حتى الخامسة مساءً ونحصل على هامش ربح لا يتعدى الـ 9% من قيمة الجريدة أو المجلة أو الكتاب.
وعلق عم محمد، على المهنة، قائلا: «بائعو الجرايد ليس لهم معاش اجتماعي، أو تأمين صحي أو رابطة أو حتى نقابة تدافع عن حقوقهم، فنحن نعمل في ظروق قاسية، وحياتنا معرضة للخطر نظرًا لتواجدنا المستمر في الشارع»، مسترجعًا ذكرياته خلال ثورة 25 يناير.
وأشار، إلى أنه شاهد كثيرًا أحداث استخدمت فيها الأسلحة النارية، ناهيك عن التقلبات الجوية التي تحدث في أيام الشتاء التي تعرض الجرائد للتلف.
وأضاف، أن الدخل اليومي الذي يحصل عليه لا يتعدى الأربعين جنيهًا، لافتًا إلى أن الدخل الذي كان يتحصل عليه نتيجة بيع الجرائد خلال السنوات التي سبقت ثورة 25 يناير تخطى السبعين جنيهًا، وكانت تكفي احتياجاته واحتياجات أسرته اليومية.
وعن الإقبال على الشراء، لفت عم محمد، إلى أنه في الماضي كانت الجريدة لا تتعدى جنيه ونصف الجنيه، أما الآن مع زيادة أسعار الورق والطباعة التي زادت حوالي 80 %، فإن نسبة الإقبال انخفضت إلى أكثر من النصف، مشيرًا إلى أن المواسم التي يكون فيها الإقبال كبيرًا على شراء الجرائد مباريات كرة القدم خاصة الأهلي والزمالك ومنتخب مصر أو الأخبار المثيرة كجرائم القتل والجنس.