محمد والمسيح.. الرسالة الخالدة

الأحد، 25 ديسمبر 2016 12:43 م
محمد والمسيح.. الرسالة الخالدة
د . ناجح إبراهيم

فجر محمود شفيق الحزام الناسف في الكنيسة البطرسية وهو يهتف «الله أكبر»، أتقتل الأبرياء والأطفال باسم الله والدين وهما منك بريئان؟! هذا الرجل وأشباهه لم يتذوق يومًا المعاني الحقيقية لرسالة محمد (ص).

نظر بشار الأسد إلي العشرات من جثث أطفال حلب المتراصة قبل دفنها، ورأى بيوت حلب تهدم علي أبناء شعبه الأبرياء، ورأى آلاف الأسر بنسائها وأطفالها يخرجون من مدينتهم العريقة؛ فوقف مزهوا بالنصر الكاذب الذي حققته له الطائرات الروسية فقال: «إن هذا اليوم أشبه بميلاد المسيح»، يا رجل أنت والطائرات الروسية لا تعرف شيئًا عن المسيح ورسالته، لا تؤذوا المسيح الذي كان بمثابة السلام والأمان والحب للدنيا كلها.

شفيق وبشار والدواعش والقاعدة والميليشيات الشيعية المتطرفة يحتاجون أولًا أن يعرفوا رسالة محمد والمسيح، ويحتاجون أن يعرفوا رسالة الحسين وآل بيت النبي.

إنهم وأقوام مثلهم يحتاجون لأن تتشرب قلوبهم وعقولهم رسالة «محمد والمسيح عليهما السلام»، ولعلي انتهز هذه الفرصة لأقدمها للقراء ولهم عبر هذه السطور.. يقول المسيح (عليه السلام): «طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماء».

ويقول محمد (ص): «قمت علي باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد (الغني- الجاه) محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلي النار».

يقول المسيح: «طوبى للمصلحين بين الناس أولئك المقربون يوم القيامة»، ويقول القرآن: «وَالصُّلْحُ خَيْرٌ»، ويقول «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ»، ويقول «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ»، ويحث الرسول (ص) علي الإصلاح بين الناس حتى لو استخدم الكذب في ذلك،ف قد روي البخاري والمسلم أن رسول الله قال «ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا ويقول خيرا».

يقول المسيح: طوبى للحزانى لأنهم يتعزون يوم القيامة.

ويقول القرآن: «وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ» «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ»، ويقول: «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا»، ويقول الرسول: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى».

يقول المسيح: طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض.

ويقول الرسول: «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم» ويقول: ألا أخبركم بأهل الجنة: كل ضعيف متضعف-أي يستضعفه الناس ويحتقرونه «لو أقسم علي الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار: كل عتل جواظ مستكبر».

يقول المسيح: طوبى للجياع والعطشى إلى البر لأنهم يشبعون.

ويقول الرسول: «رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم علي الله لأبره، ويروي في الحديث الصحيح «ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض- أي مات- و«كان يمر الهلال والهلال والهلال ثلاثة أهلة وما توقد نار في بيت من بيوت الرسول (ص) وهو الذي جمعت له رئاسة الدنيا والدين وكان يستطيع أن يملك خزائن الأرض.

يقول المسيح: طوبى للرحماء لأنهم يرحمون.

ويقول الرسول: «الراحمون يرحمهم الرحمن» ويقول: «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء»، ويقول القرآن: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك».

يقول المسيح: طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله.

ويقول الرسول: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله،ألا وهي القلب».

يقول المسيح: طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون.

يقول الرسول: «ألا أدلكم علي شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم»، ويقول: «أطعموا الطعام وأفشوا السلام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».

يقول المسيح: طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات.

ويقول: طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة افرحوا وهللوا لأن أجركم عظيم في السموات، فهكذا طرد الأنبياء الذين قبلكم.

ويقول القرآن: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ».

ويقول القرآن: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا» وفي الصحيح: «كأني أنظر إلي رسول الله يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه (جرحوه حتى نزف) وهو يمسح الدم عن وجهه قائلًا: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون».

يقول الله تعالى: على لسان المسيح: أنا الرب إلهك، لا تكن لله آلهه أخري، لا تقتل ولا تزن ولا تسرق.

ويقول القرآن: «قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ».

يقول المسيح: «يا عبيد الدنيا تحلقون رؤسكم وتقصرون قمصكم وتنكسون رءوسكم ولا تنزعون الغل من قلوبكم».

ويقول القرآن: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ»، ويقول الرسول: «إن الله لا ينظر إلي صوركم ولا أجسادكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم».

يقول المسيح: يا عبيد الدنيا إنما مثلكم مثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه.

ويقول القرآن: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ».

ويقول المسيح: يا عبيد الدنيا مثلكم مثل القبور المشيدة تعجب الناظر مظهرها وداخلها عظام الموتى مملوءة بالخطايا.

ويقول القرآن: «يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا».

ويقول الرسول: «وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه».

يقول المسيح: يا صاحب العلم أعلم أن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ عليها.

ويقول القرآن: «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ»، ويقول أيضًا: «مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ».

يقول المسيح: يا صاحب العلم اعلم أن كل معصية عجزت عن توبتها بمنزلة عقوبة تعاقب عليها.

ويقول القرآن: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا»، ويقول الرسول: «إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.

هذه بعض وصايا المسيح وتعاليم القرآن والرسول، من يتأملها يوقن أنها خرجت من مشكاة واحدة، ويعلم أن رسالات الأنبياء ما جاءت إلا بالحق والصدق والرحمة والتبشير والعفو والصفح وإصلاح الظاهر والباطن ومحاربة الظلم والفساد، وصدق برنارد شو الذي قال: «أقرب رسالتين إلي بعضها البعض حتى كادا أن يتطابقا هما «رسالة محمد والمسيح»؛ فهل يدرك ذلك أحباب الرسولين العظيمين وأتباعهما، أم ماذا؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق