«ترامب» يواصل انقلابه على سياسات أوباما «النووية» (تقرير)

الأحد، 25 ديسمبر 2016 02:50 م
«ترامب» يواصل انقلابه على سياسات أوباما «النووية» (تقرير)
بيشوي رمزي

تغريدة جديدة أطلقها مؤخرا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ليطلق بها المزيد من الجدل حول السياسات التي سوف تتبناها إدارته بعد تنصيبه في 20 يناير المقبل، حيث أكد خلالها ضرورة تعزيز القدرات النووية الأمريكية خلال المرحلة المقبلة، وهو الأمر الذي يعد بمثابة نقطة تحول في السياسات الأمريكية، والتي قامت على احتواء الخطر النووي، خلال عهد الإدارة الحالية، والتي يرأسها الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.

تصريحات ترامب، تأتي بالتزامن مع تصريحات مماثلة أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حول رغبة بلاده في تعزيز قدراتها النووية، وهو ما رآه عددا من المحللين بمثابة ردا أمريكيا على الجانب الروسي، قد تدشن صفحة جديدة من الصراع بين البلدين رغم التوقعات المتفائلة التي تزامنت مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض، في ضوء الخطاب الانتخابي الإيجابي الذي تبناه تجاه روسيا ورئيسها في الأشهر الماضية.

رد فعل غير محسوب
إلا أن المحللين الأمريكيين يرون أنه ربما يكون بمثابة رد فعل غير محسوب، خاصة وأنها تأتي في أعقاب تصريح أدلى به المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، والذي أكد أن الحوار بين بلاده والولايات المتحدة ما زال مجمدا، وهو الأمر الذي يعني أن العلاقات بين البلدين قد تشهد مرحلة أسوأ في الفترة المقبلة.

يقول المحلل الأمريكي جوشوا بولاك، في تصريحات أبرزها موقع «ديلي بيست» الأمريكي، أن تصريحات ترامب حول إطلاق سباقا نوويا تبدو محفوفة بالمخاطر، خاصة وأنها ربما تستفز الدول الأخرى، وعلى رأسها الصين وروسيا، وتدفعهم نحو اتخاذ خطوات جادة لمجاراة الإمكانات النووية الأمريكية، على الرغم من أنهما ما زالا بعيدان تماما عن ذلك، وهو الأمر الذي من شأنه زعزعة استقرار المنطقة ككل.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي ربما يحتاج إلى إدراك العقيدة العسكرية التي تتبناها روسيا والتي تقوم على السماح بتخفيف القيود المفروضة على استخدام السلاح النووي ولو لمرة واحدة خلال الحروب التقليدية، وذلك لإجبار الطرف الآخر على التنحي، وهي العقيدة التي وضعت العديد من الضغوط على الولايات المتحدة للحد من المخاطر التي قد تترتب على ذلك.

انقلاب على أوباما
تصريحات ترامب تأتي بمثابة انقلاب على السياسات التي تبناها رؤساء الولايات المتحدة السابقين، ومن بينهم الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، والتي كانت تهدف في الأساس إلى احتواء الخطر الروسي من خلال اتخاذ إجراءات متبادلة للحد من الانتشار النووي، حيث وقعت الولايات المتحدة معاهدة مع روسيا في هذا الإطار في عام 2010، بحيث لا تزيد الرؤوس النووية التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا نشرها عن 1550 رأسا فقط.

تقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في مقالها الافتتاحي اليوم الأحد، أن توجهات ترامب نحو إطلاق سباق نووي ربما يؤدي إلى تقويض مصداقية الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل منع انتشار الأسلحة النووية، حيث تنص اتفاقية منع الانتشار النووي على قيام الدول النووية الخمسة الموقعة عليها، وهي الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، والصين، وفرنسا، بالتحرك نحو نزع السلاح النووي مقابل ألا تسعى الدول الأخرى نحو امتلاكها.

خيار ضد «داعش»
ولكن هناك من يرى أن الحديث عن استخدام الأسلحة النووية لم يكن بالأمر الجديد، حيث سبق وأن تناول الرئيس المنتخب هذه القضية خلال خطاباته الانتخابية، وأكد أن الخيار النووي ربما يكون متاحا لمجابهة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم «داعش» الإرهابي، في ضوء عدم رغبته في نشر قوات برية أمريكية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

يقول الكاتب إيد كيلجور، في مقال منشور له بموقع «نيويوركر» أن التوجه الأمريكي نحو استخدام السلاح النووي لضرب الإرهابيين هو درب من الجنون، خاصة وأن ذلك سوف يترك تداعيات سلبية للغاية على السكان القاطنين في المناطق التي تسيطر عليها تلك التنظيمات المتطرفة، موضحا أن هذا الأمر إن حدث ستكون له نتائج كارثية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق